بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية فاطمة الدالى تكتب : من ديارنا الى أعماق الريف.. مايا مرسي .. كل خطوة لها حكاية

الكاتبة الصحفية فاطمة الدالى
-

حينما نتحدث عن العمل الاجتماعي الحقيقي، لا يمكن أن نغفل اسم الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، التي باتت تمثل نموذجًا نادرًا في الأداء الوزاري، وأيقونة في النشاط المجتمعي والتواجد الفعلي في قلب الحدث، لا في نشرات الأخبار فقط، بل على الأرض، وسط الناس، تسمعهم وتلبي النداء، وتفعل ما لا يفعله كثير من المسؤولين في أوقات الحاجة.

فمن الساحل الشمالي، تحديدًا في مارينا 5، افتتحت الوزيرة، برفقة اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، معرض "ديارنا للحرف اليدوية والتراثية"، الذي يُقام تحت شعار "مصر بتتكلم حرفي"، بالتعاون مع بنكي الإسكندرية وناصر الاجتماعي، ويستمر حتى 10 سبتمبر المقبل، بمشاركة أكثر من 125 عارضًا من مختلف المحافظات.

المعرض ليس مجرد سوق للمنتجات، بل منصة تسويقية وطنية لآلاف الأسر المنتجة وأصحاب الحرف اليدوية التي تمثل هوية مصر الثقافية والتراثية. تنوع المعروضات، من الكليم والسجاد، إلى النحاس والزجاج والخوص والألباستر ، يؤكد أن هذه الصناعات ليست فقط مصدر دخل، بل جزء من الذاكرة المصرية التراثية.

لكن ما يميز الحدث حقًا، هو الحضور الحي والداعم من الوزيرة مايا مرسي، التي تفقدت الأجنحة بنفسها، وتحدثت مع العارضين والعارضات، وأشادت بجودة المنتجات، وانبهرت بمستوى الحرفيين من مختلف الأعمار والخلفيات، هذا المشهد ليس غريبًا على وزيرة اعتادت أن تكون في المقدمة، في كل أزمة، وكل مشروع، وكل نداء.

وما بين معرض وآخر، ومبادرة ومشروع، تتجلى فلسفة مايا مرسي في أن التضامن لا يكون بالكلمات أو الشعارات، بل بالفعل على الأرض، حيث لا يكاد يخلو أسبوع من تحرك ميداني لها، سواء في قرية نائية أو محافظة حدودية، أو حتى داخل العاصمة، تتابع بنفسها أدق التفاصيل، تطرح الحلول، وتُذلل العقبات، وكأنها لا تؤمن بأن هناك شيئًا يُسمى "مستحيل" حين تكون النية خالصة والعمل من أجل المواطن.

في كل حضور لها، تلمح هذا الشغف الوطني في عينيها، وهذه الروح التي لا تتعب ولا تمل، تجلس مع البسطاء كأنهم عائلتها، تكرم ذوي الهمم كأنهم أبناؤها، تتعامل مع قضايا النساء والأطفال والمسنين والفقراء بروح الأم لا الموظف، وبفكر المخطط لا العابر.

ليس غريبًا أن تكتسب الوزيرة ثقة الشارع المصري، لأنها لم ترفع حاجزًا بينها وبين الناس، بل اختارت أن تكون واحدة منهم، تسمعهم وتنتصر لهم، وهو ما جعل الوزارة في عهدها تتحول إلى كيان نابض بالحياة، حاضر في الشارع، شريك في كل أزمة، وفاعل في كل حل.

ولعل معرض "ديارنا" بالساحل الشمالي خير مثال على هذه الرؤية، فليس هو مجرد حدث ترويجي، بل هو منصة حقيقية للتسويق المجتمعي، وفرصة عادلة للحرفيين من أقصى الصعيد وحتى شمال سيناء، ليعرضوا إبداعهم أمام جمهور واسع، في توقيت ذكي، وفي مكان ينبض بالحركة خلال موسم الصيف.

الدكتورة مايا مرسي لم تأتِ إلى المعرض باعتبارها ضيف شرف يُلتقط له الصور، بل جاءت باعتبارها راعية فعلية لكل ما يدعم المواطن البسيط، فتنقلت بين العارضين، تسأل وتسمع وتوجه وتدعم، بروح المسؤولة والإنسانة التي تتعامل مع كل مشروع صغير وكأنه "قضية وطن"

نعم، مايا مرسي وزيرة من طراز خاص، تمتلك مزيجًا نادرًا من الحكمة والإنجاز، والإنسانية والحزم، والتواضع والقيادة، هي ليست فقط شعلة نشاط، بل مدرسة في الانحياز للناس والعمل من أجلهم بصمت وثقة، دون ضجيج ولا ادعاء.

وإذا كنا اليوم نكتب عن مايا مرسي، فإننا لا نكتب عن شخص، بل عن نهج يجب أن يُدرّس، ومسؤولية يجب أن تُحتذى، وتجربة تستحق أن تُنسخ داخل كل وزارة وهيئة ومؤسسة بالدولة المصرية، فمثل هذه النماذج الملهمة، التي تنزل إلى الشارع وتُجيد الإصغاء والعمل والاحتواء، ليست ترفًا إداريًا، بل ضرورة وطنية.

نحن لا نطلب من المسؤولين أن يكونوا نسخًا من مايا مرسي، ولكن نرجو أن يحملوا بعضًا من يقظتها، صدقها، وانتمائها الحقيقي لهذا الوطن، نريد أن نرى في كل وزارة وزيرة مثلها، لا تخشى الميدان، ولا تهرب من الشكوى، بل تعتبر كل صوت استغاثة أمانة في عنقها.

مايا مرسي لم تأتِ بشيء خارق، بل أخلصت فقط لما أقسمت عليه يوم أن حلفت اليمين أمام الرئيس عبد الفتاح السيى رئيس الجمهورية ، أن ترعى مصالح هذا الشعب العظيم. وهذا وحده، يكفي لأن نقول بكل فخر: نعم، لدينا وزيرة تستحق التصفيق والدعم والثقة.

نتمنى من كل مسؤول في الدولة أن يقتدي بنموذجها، في اليقظة والاحتكاك الحقيقي بالناس، في الاستماع والعمل والإنجاز، فالوطن لا يقوم على التوصيات الورقية ولا اللجان المغلقة، بل على العطاء من القلب، كما تفعل مايا مرسي.

ستظل "ديارنا" ليست مجرد معرض للحرف، بل عنوانًا لقيمة التضامن، والتكافل، والعدالة الاجتماعية.. وكل هذا له رمز اسمه: مايا مرسي.