بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور علي البرعي يكتب : الإنسانية ستقف حائرة لتكريم البروفيسور مجدي يعقوب

 الدكتور علي البرعي
-

يُعدّ البروفيسور السير مجدي يعقوب من الشخصيات الطبية التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الطب الحديث، ليس فقط في المملكة المتحدة، بل على مستوى العالم. فهو لم يكن مجرد جرّاح قلب بارع، بل كان قائدًا ومبتكرًا وإنسانيًا من الطراز الأول، ربط بين المهارة الجراحية والرسالة الإنسانية، ليصبح أسطورة طبية في عالم الصحة العامة
وحظي السير مجدي يعقوب بتقدير فريد من الدولة البريطانية. ففي عام 1991، مُنح لقب "فارس" (Knight Bachelor) من جلالة الملكة إليزابيث الثانية، تقديرًا لإنجازاته الرائدة في جراحة القلب. وفي عام 2014، نال وسام الاستحقاق البريطاني (Order of Merit)، وهو من أرفع الأوسمة الملكية التي تُمنح لأشخاص نادرين ممن أثروا في البشرية في مجالاتهم، ليكون أول مصري يحصل على هذا التكريم الرفيع.
إضافةً إلى ذلك، حصل في عام 2015 على ميدالية ليستر (Lister Medal)، أرفع وسام يمنح للجراحين في بريطانيا وأيرلندا، وهو ما يعكس التقدير العلمي الكبير الذي ناله من المجتمع الطبي البريطاني.
وبكل صراحة وموضوعية فقد قاد السير يعقوب ثورة في عالم زراعة القلب، حيث أسّس في مستشفى "هارفيلد" بلندن أكبر برنامج لزراعة القلب والرئة في أوروبا، وأجرى أكثر من 2,500 عملية زراعة ناجحة. كما أجرى أول عملية زراعة قلب ورئة في بريطانيا عام 1983، ليضع اسمه ضمن روّاد الجراحة عالمياً.
وقد ساهم بشكل كبير في البحث العلمي، لا سيّما في مجالات هندسة أنسجة صمامات القلب، وتطوير عضلة القلب بالهندسة الحيوية، وتصميم أجهزة المساعدة القلبية. وقد شغل مناصب أكاديمية مرموقة، منها أستاذ جراحة القلب والصدر في إمبريال كوليدج لندن، وأستاذ الأبحاث الدائمة لدى مؤسسة القلب البريطانية (BHF).
ولم يكتفِ البروفيسور يعقوب بجهوده داخل غرف العمليات، بل امتدت إنسانيته إلى مناطق تعاني نقص الخدمات الصحية. فأسّس مؤسسة "سلسلة الأمل" (Chain of Hope) عام 1996، لتوفير جراحات القلب للأطفال في الدول النامية. وقد أجرت المؤسسة آلاف العمليات في دول مثل مصر، إثيوبيا، موزمبيق، وجامايكا، وأصبحت مثالًا عالميًا للعمل الإنساني الطبي. وفي عام 2024، حصل على جائزة زايد للأخوة الإنسانية، تقديرًا لجهوده غير المسبوقة في خدمة الإنسانية.
كما عُيّن في عام 2022 مستشارًا فخريًا للجامعة البريطانية في مصر، في خطوة تعكس دوره القيادي في دعم التعليم الطبي في بلده الأم.
ووصفته الكلية الملكية للجراحين بأنه "رمز للجراحة المعاصرة والبحث العلمي"، فيما اعتبرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) "أحد أعظم الجراحين في تاريخ بريطانيا"، وأشادت باستمراره في التعليم والبحث بعد تقاعده من العمل السريري.
ويُجسد البروفيسور مجدي يعقوب روح الطبيب الحقيقي الذي لا تقتصر رسالته على شفاء المرضى، بل تمتد لتشمل تطوير العلم، ونشر الأمل، وبناء مؤسسات تُنقذ حياة الإنسان في كل مكان. إن تجربة هذا الجراح المصري البريطاني هي نموذج مُلهم للأجيال القادمة، وتؤكد أن الطب ليس مهنة فقط، بل رسالة حياة ولذلك فقد قررت ومع العديد من كبار اساتذة وعلماء الطب فى بريطانيا الإعداد لاحتفالية كبرى نقوم بتجهيزها حالياً لتكريم هذه الشخصية فى عاصمة أفريقيا بمحافظة أسوان فى أقصى جنوب مصر لنقول له : فى مركزه الطبى العالمى بأسوان شكراً من أعماق قلوبنا ومهما قدمت الإنسانية لهذا العالم الكبير فلن توفيه حقه وستقف حائرة فيما تقدمه لتكريم هذه الشخصية العظيمة التى دخلت إلى قلب وعقل كل إنسان يعيش على كوكب الأرض وفى هذه الأيام المباركة تهنئة من أعماق قلوبنا جميعاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك لمداوى القلوب التى تعبد الله سبحانه وتعالى فما أجمل وأحلى أن يكون قلبك سليم وعامر بعبادة الواحد الفرد الصمد

كاتب المقال الدكتور علي البرعي – خبير الصحة العامة بالمملكة المتحدة