بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

تمكين اللاعبات ودعم مستقبل النساء في الرياضات الإلكترونية بالمنطقة

جهاد عبد المعم -

تصدّر مهرجان الرياضات الإلكترونية 2025AGC–RAK العناوين مؤخرًا ليس فقط بسبب منافساته المثيرة وعروض الألعاب المتميزة، ولكن أيضًا نتيجة خطوته الجريئة نحو تمكين النساء في مجال الألعاب الإلكترونية من خلال المبادرة المشتركة بين متجر HUAWEI AppGallery واتحاد الإمارات للألعاب الإلكترونية (EESF) بعنوان “بطولة الإمارات للسيدات في الرياضات الالكترونية.

من بين المشاركات البارزات كانت راميشا رحمان، لاعبة ألعاب بنغالية تبلغ من العمر 20 عامًا، وأليسا، 26 عامًا من الفلبين وتقيمان في دبي. لقد أظهرت كل منهما شغفًا وإصرارًا لافتًا، مما ساهم في إعادة تشكيل الصورة النمطية للاعبات الألعاب في المنطقة.

بدأت كل من راميشا وأليسا، المعروفة أيضًا بلقب "جوليبين"، مسيرتهما في مجال الألعاب الإلكترونية بعزيمة وإصرار، متجاوزتين العديد من العقبات. بدأت راميشا مشوارها في عالم الألعاب منذ سن الخامسة مع لعبة GTA Vice City ولاحقًا لعبة Minecraft، حيث كرّست وقتًا طويلاً لتطوير مهاراتها والمشاركة في البطولات المحلية. وحققَت قفزة نوعية عندما وصلت إلى نهائيات بطولةPUBG Mobile National Championship UAE 2025، وهو ما شكّل بداية دخولها إلى الساحة المحلية للرياضات الإلكترونية. ومع ذلك، فإن كونها لاعبة في مجال يهيمن عليه الذكور كان يشكّل تحديًا كبيرًا. قالت راميشا: "كان التحدي الأكبر هو أنني لم أكن أُؤخذ على محمل الجد كفتاة، حتى عندما كنت أتفوق على الآخرين، كنت كثيرًا ما أُتجاهل فقط بسبب كوني امرأة". لكن هذه الصعوبات لم تكن إلا دافعًا إضافيًا لها لإثبات مهارتها.

أما أليسا، فقد اكتشفت شغفها بالألعاب من خلال لعبة فريفاير التي أصبحت بالنسبة لها بمثابة مرساة عاطفية في مرحلة صعبة من حياتها. وقد شاركت في العديد من البطولات للهواة، وكان أبرز إنجاز لها حينما احتلت المركز الرابع في مهرجان الرياضات الإلكترونية رأس الخيمة 2025. ومع ذلك، لم تخلو رحلتها من التحديات الشخصية. قالت أليسا: "أكبر تحدٍ في الوقت الحالي هو الحمل، ما يحد من قدرتي على تخصيص الوقت الكافي للألعاب والفعاليات". ورغم ذلك، فإن دعم زوجها والمنظمين يسهم بشكل كبير في استمرار نجاحها.

تواجه كل من راميشا وأليسا واقع التقليل من شأنهما من قبل اللاعبين الذكور في الفرق المختلطة. قالت أليسا: "في بعض الأحيان، يعاملني اللاعبون الذكور كعنصر أضعف، لكنني أتجاهل السلبية وأثبت جدارتي من خلال مهاراتي وشغفي". بدورها، أكدت راميشا على تجربتها المماثلة، مشيرة إلى أن الأمر استلزم ضعف الجهد لكي تحظى بالاحترام والاهتمام الذي تستحقه. ولكن بالنسبة لهما، فإن هذه التحديات قد زادت من عزيمتهما ودفعتهما ليس فقط للتنافس ولكن أيضًا لتمهيد الطريق لمزيد من النساء في مجال الألعاب الإلكترونية.

كانت مشاركة راميشا وأليسا في مهرجان الرياضات الإلكترونية 2025 AGC–RAK لحظة فارقة في مسيرتيهما. فالحدث، الذي يمثل منصة نادرة للاعبات الألعاب في المنطقة، ترك أثرًا عميقًا. قالت راميشا إن اللحظة التي صعدت فيها إلى المسرح في رأس الخيمة كانت تجربة لا تُصدق: "مجرد السير على ذلك المسرح، والجلوس في تلك المقاعد، شعرت وكأنها لحظة غير حقيقية. هذه اللحظات نادرة جدًا بالنسبة لنا كفتيات في مجال الرياضات الالكترونية في المنطقة".

وأعربت أليسا عن مشاعر مشابهة، لاسيما فيما يتعلق بتجربتها أثناء البطولة. قالت: "كوني الفتاة الوحيدة في الفريق الذي كان يتنافس على المركزين الثالث والرابع، ثم تم اختياري كأفضل لاعبة (MVP)، كان لحظة فخر لا تُنسى بالنسبة لي".

لقد كان دعم هيئة تطوير السياحة في رأس الخيمة ومبادراتها الخاصة بشمولية النساء عاملاً رئيسيًا في تعزيز تجربة اللاعبات في المنطقة. قالت راميشا: "عندما ترى الفتيات نساء أخريات على هذا المسرح، فإن ذلك يُرسل رسالة قوية بأننا ننتمي إلى هذا المجال أيضًا. المهارة لا تحدّها حدود الهوية الجندرية". وأضافت أليسا: "رأس الخيمة حقًا تُعترف بنا كلاعبات في هذا المجال. لفترة طويلة، لم يأخذنا اللاعبون الذكور على محمل الجد، لكن الآن أصبح من الواضح أننا لن نُتجاهل بعد الآن".

لقد لعبت مبادرة "الرياضات الإلكترونية للسيدات في الإمارات" التي أطلقها متجر AppGallery واتحاد الإمارات للألعاب الإلكترونية (EESF) دورًا حاسمًا في توفير المنصة والاعتراف الذي تستحقه اللاعبات مثل راميشا وأليسا. قالت راميشا: "هذه المبادرة جعلتني أشعر بأنني ممثلة بطريقة حقيقية. لم أرَ شيئًا مشابهًا في هذه المنطقة من قبل. إنه يغيّر قواعد اللعبة بالنسبة للنساء في مجال الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

هذه المبادرة لم تفتح فقط الفرص أمامهن للتنافس على مستوى احترافي، بل ساعدت أيضًا في إبراز أصواتهن في مجال يعاني من قلّة تمثيل النساء. أما بالنسبة لأليسا، فقد كانت تأثيرات البرنامج أيضًا محورية في تغيير حياتها. قالت: "التمكين الذي حصلت عليه من خلال هذا البرنامج كان محوريًا. لقد منحني الثقة والظهور والدعم الذي أحتاجه لكي أواصل النمو والمنافسة".

كل من راميشا وأليسا لديهما طموحات كبيرة للمستقبل. تقول راميشا: "رسالتي للاعبات الشابات بسيطة ولكنها قوية: آمنوا بأنفسكن. الناس قد يقلّلون من شأنكن، لكن لا تدعوا ذلك يقف في طريقكن. استمروا في العمل، وطوّروا مهاراتكن، واثبتوا لهم خطأهم".

بينما ستظل الألعاب جزءًا أساسيًا من حياتها، اكتشفت أليسا أيضًا شغفًا عميقًا في استضافة فعاليات الألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية. قالت: "هناك شيء مميّز للغاية في التواجد على المسرح، والتواصل مع المجتمع، وإضفاء الطاقة على الحدث"، وكان حماسها واضحًا. وبالمثل، تركّز راميشا على توسيع حضورها في عالم الألعاب وتخطط لتنمية صفحتها الخاصة بالألعاب. وأضافت: "أفكر أيضًا في بدء البث المباشر وإنشاء محتوى قريبًا"، مشيرة إلى الاتجاه الجديد والمثير الذي قد تتخذه مسيرتها المهنية. كل منهما تتبنيان المشهد المتطور للألعاب الإلكترونية، وتسعيان للاستفادة من أصواتهن ومواهبهما الفريدة، متجاوزتين اللعب فقط.

قصص راميشا وأليسا تمثّل مثالًا حيويًا للعديد من اللاعبات المبدعات اللواتي يظهرن في مجال الرياضات الإلكترونية في المنطقة، بدعم من المبادرات مثل مبادرة الألعاب الإلكترونية للسيدات في الإمارات. مع استمرار الدعم والاستثمار، يتم وضع الأساس لإنشاء بيئة ألعاب إلكترونية شاملة وتنافسية في المنطقة.