فى ذكرى ميلاد فاتن حمامة ايقونة الثورة على الصورة النمطية للمرأة

تظل الفنانة الراحلة فاتن حمامة في ذكرى ميلادها (27 مايو 1931 - 17 يناير 2015) أنموذجًا للمرأة المصرية الثائرة على القوالب الجاهزة، التي حوّلت أدوارها السينمائية إلى منصات لنقاش قضايا المرأة والمجتمع، مستخدمة شاشة السينما مرآةً لعصْرها.
أدوار ثورية غيرت السينما والمجتمع
عبر مسيرة امتدت لأكثر من 5 عقود، كسرت "سيدة الشاشة العربية" الصورة النمطية للمرأة في الأفلام المصرية، مقدّمةً شخصيات معقدةً وواقعية، منها:
"أريد حلاً" (1975)
دور "درية" الذي كشف معاناة النساء مع قوانين الأحوال الشخصية، وكان سببًا مباشرًا في تعديل بعض بنودها.
"الباب المفتوح" (1963)
تجسيدها لـ"ليلى"، الفتاة التي تمردت على سلطة الأب والمجتمع الذكوري، وانخرطت في العمل الوطني.
"أفواه وأرانب" (1977)
شخصية "نعمة" الفلاحة التي رفضت أن تكون سلعةً في يد الأثرياء، واختارت بناء حياتها بعيدًا عن الاستغلال.
"دعاء الكروان" (1959)
دور "آمنة" الذي مزج بين الثأر والكرامة، في واحدة من أعمق التجارب السيكولوجية بالسينما المصرية.
"الأستاذة فاطمة" (1952)
أول محامية في السينما المصرية تتحدى خطيبها وتثبت كفاءتها في مهنة "ذكورية".
بين الفن والتأثير الاجتماعي
لم تكن أفلام حمامة مجرد عروض ترفيهية، بل حملت رسائلَ غيّرت وعي الجمهور:
تعديل قوانين: مثل تأثير فيلم "أريد حلاً" على قوانين الأحوال الشخصية.
تمكين المرأة: عبر شخصيات تعتمد على ذاتها كـ"نعمة" و"فاطمة".
نقد المجتمع: كما في "الباب المفتوح" الذي هاجم التقاليد البالية.
إرث لا يموت
رحلت حمامة عام 2015، لكن أدوارها ما زالت تُدرَّس في كليات الفنون، كأنموذج لفنّ هادفٍ يزاوج بين المتعة الفكرية والجمال السينمائي. وفي ذكرى ميلادها، يذكرها العالم العربي ليس فقط كنجمة سينما، بل كـ"مُعلّمة" حرّرت المرأة عبر الكاميرا.