بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

لماذا يفشل معظم المتداولين وكيف تنضم إلى نسبة الـ10% الناجحة

-

الإفراط في استخدام الرافعة المالية والطمع

في سوق التداول، قد يدفع الطمع بعض المتداولين إلى استخدام الرافعة المالية بشكل مفرط، معتقدين أنها ستحقق لهم أرباحًا أسرع. ومع ذلك، تحذر المصادر بأن هذه الأداة يمكن أن تضاعف المخاطر، إذ أن “خسائرك قد تفوق الإيداعات” إذا لم تُستخدم بحذر. فعلى سبيل المثال، تسمح الرافعة المالية للمتداول بفتح صفقات أكبر من رأس ماله الحقيقي، لكن في حال تحرك السوق ضده ستتضخم خسائره بنفس القدر. ويرتبط هذا الخطر بطبيعة الرافعة: فعندما تستخدمها، يمكن أن تؤدي حركة سعر صغيرة إلى خسائر كبيرة، ويسمّي البعض التداول بالرافعة “القنبلة الموقوتة”. بالإضافة إلى ذلك، يجدر بالمتداولين الجدد أن يعوا أن الطمع ليس سلوكًا عقلانيًا؛ فتحقيق الأرباح هدف مهم، لكن فتح صفقات أكبر مما يتحمل الحساب نتيجة للطمع قد يسرع من استنزاف رأس المال. لذلك يُنصح بالتداول بحذر والامتناع عن الطمع، والتركيز على إدارة المخاطر بدلًا من البحث عن أرباح سريعة.

قلة التعليم والصبر

قلة التعليم والتدريب العملي تُعد من الأسباب الرئيسية لفشل العديد من المبتدئين في التداول. فالدخول إلى السوق دون فهم الأدوات والأساسيات يقود إلى اتخاذ قرارات متسرعة وعشوائية. عملية التعلم يجب أن تشمل فهم التقنيات الأساسية مثل قراءة الرسوم البيانية واستخدام المؤشرات الفنية البسيطة. يغفل الكثيرون عنها قبل التداول، مما يضعهم في مواقف صعبة ويؤدي إلى فقدان الثقة بأنفسهم.

ولتفادي ذلك، يُستحسن استخدام الحسابات التجريبية (demo) لتجربة الصفقات دون مخاطرة حقيقية واكتساب الخبرة اللازمة تدريجيًا. وعندما يفتقر المتداول إلى المعرفة اللازمة، فإنه يفقد الثقة في قراراته وقد ينفذ صفقات عشوائية. لذلك، ينبغي على المبتدئ أن يتعلم أولًا من المصادر الموثوقة ويجمع معلوماته الأساسية قبل المخاطرة بالمال الحقيقي.

ومن بين المواضيع التي يجب أن يلمّ بها المتداول في بداية طريقه هي المفاهيم المرتبطة بالعملات الرقمية، مثل ما هو البيتكوين، وكيف تؤثر هذه العملات على حركة الأسواق والتوجهات العالمية. الفهم الجيد لهذه المفاهيم يعزز من قدرة المتداول على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا ومرونة.

كما يجب أن يدرك أن التداول ليس مقامرة؛ فإذا أخفقت بعض الصفقات، يجب أن يتعلم من أخطائه ويعدّل استراتيجيته تدريجيًا. فالتداول يتطلب مثابرة وصبرًا طويلًا، فالنجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها.

التنقل العشوائي بين الاستراتيجيات

يميل بعض المتداولين الجدد إلى تجربة العديد من الاستراتيجيات بشكل عشوائي دون الالتزام بإحدىها. فمثلاً، قد يبدأ المتداول باستخدام مؤشر معين، وعندما لا يحقق النتائج المتوقعة، ينتقل إلى استراتيجية أخرى دون منح أي منها فرصة كافية. يتسبب هذا التنقل في ضياع الوقت؛ فبدلًا من صقل استراتيجيته، يغير المتداول أسلوبه باستمرار مما يعيق اكتساب الخبرة المطلوبة. وفقًا للمصادر، يُنصح بأنه بمجرد وضع خطة تداول يجب تذكّرها ومحاولة الالتزام بها. يؤدي التنقل المتكرر بين الاستراتيجيات إلى تشتيت الجهد وفقدان الاتساق، مما يعزز فرص خسارة المال بسرعة. لذلك، من الأفضل اختيار استراتيجية واحدة واضحة ومجربة والالتزام بها لفترة طويلة قبل إعادة التقييم؛ فبهذه الطريقة تزيد فرص المتداول في تنمية رصيده مع مرور الوقت.

عدم وجود خطة واضحة للمخاطرة والمكافأة

يعتمد التداول الناجح على وجود إدارة مالية دقيقة تشمل تحديد حجم المخاطرة والأرباح المحتملة قبل فتح أي صفقة. فمثلاً، يجب وضع وقف خسارة وجني أرباح محددين من البداية وتحديد نسبة مخاطرة إلى عائد واضحة. كثير من المتداولين المبتدئين يهملون هذه الخطوة، مما يعرضهم لخسائر كبيرة عندما يسوء اتجاه السوق. فإذا لم يتم تحديد وقف خسارة، فقد تخسر الصفقة كل رأس مال المتداول دفعة واحدة. وحتى نسبة المخاطرة إلى العائد يجب أن تُحدد مسبقًا، لتضمن ألا يخسر المتداول أكثر مما يمكنه تعويضه. لذلك يجب أن يكون التداول مخططًا له بدقة مع قواعد واضحة للخروج، فهذا يمنع تفاقم الخسائر إلى درجة إغلاق الحساب.

أهمية وجود مرشد أو الانضمام إلى مجتمع تداول

يلعب الانضمام إلى مجتمع تداول أو الاستفادة من مرشد متمرس دورًا مهمًا في رحلة تعلم المتداول الجديد. يوفر المرشد تجربة تعليمية مباشرة من الخبراء، مما قد ينقذ المتداول من الوقوع في كثير من الأخطاء الشائعة. توفر هذه البيئة تبادلًا مستمرًا للمعرفة والأفكار، و”فرصة فريدة للاستفادة من الإرشاد والنصح“. ويشير الخبراء إلى أن توجيه المتداولين المبتدئين يسرّع منحنى تعلمهم ويقلل من ارتكاب الأخطاء. بالإضافة إلى ذلك، يتيح المجتمع تبادل وجهات نظر متعددة ومناقشة التغيرات السوقية، مما يزيد من مرونة تفكير المبتدئ. وبالتالي، فإن الدعم والإرشاد يقللان من تكرار الأخطاء ويساعدانك على الانضمام إلى نسبة الـ10% الناجحة في عالم التداول.

نصائح لتجنّب الأخطاء الشائعة في التداول

إذا كنت تطمح إلى أن تكون ضمن النسبة القليلة التي تنجح في عالم التداول، فعليك باتباع مجموعة من الخطوات والنصائح التي أثبتت فعاليتها في حماية المتداولين من الوقوع في الأخطاء المتكررة. إليك أبرزها:

1. تعلم الأساسيات أولًا

لا تبدأ في التداول مباشرة دون فهم القواعد الأساسية. خذ وقتك لتعلم كيف تعمل الأسواق المالية، ما هي أنواع الأوامر، وكيفية قراءة الرسوم البيانية البسيطة. هناك العديد من الدورات المجانية والمصادر التعليمية التي يمكنك الاستفادة منها قبل أن تخاطر بأموالك. الفهم الجيد للأساسيات هو حجر الأساس لأي نجاح مستقبلي.

2. تعامل بحذر مع الرافعة المالية

كما ذكرنا سابقًا، تعتبر الرافعة المالية سلاحًا ذا حدين. لا تنجرف وراء إغراء الأرباح السريعة التي تعد بها الرافعة. استخدمها فقط بعد أن تتقن إدارة المخاطر، وابدأ بنسبة منخفضة منها. تذكر أن استخدام رافعة عالية قد يؤدي إلى تصفية حسابك بالكامل من أول صفقة خاطئة.

3. لا تتداول من دون خطة

قبل أن تفتح أي صفقة، يجب أن تكون لديك خطة واضحة تحدد فيها:

  • نقطة الدخول
  • هدف الربح (Take Profit)
  • حد الخسارة (Stop Loss)
  • نسبة المخاطرة إلى العائد (Risk/Reward)

وجود هذه الخطة يمنعك من اتخاذ قرارات عاطفية أثناء حركة السوق، ويمنحك انضباطًا يساعدك على الاستمرار بثبات.

4. اختر استراتيجية والتزم بها

من أكثر الأخطاء شيوعًا بين المبتدئين هو القفز من استراتيجية إلى أخرى عند أول خسارة. تذكر أن أي استراتيجية تحتاج إلى وقت وتجربة لتُثبت فعاليتها. لا تبحث عن "الطريقة السحرية"، بل التزم بأسلوب واحد بسيط، وراقب أداءه، وعدّله بمرور الوقت بناءً على تجربتك.

5. تعلّم من التداول التجريبي

قبل أن تستخدم أموالك الحقيقية، من المفيد تجربة التداول عبر الحسابات التجريبية (Demo). هذا يساعدك على التعوّد على المنصة، تجربة الاستراتيجيات، وفهم سلوك السوق دون تعرّض فعلي للخسائر. اعتبر الحساب التجريبي بمثابة ملعب تدريب قبل الدخول إلى "المباراة الحقيقية".

6. لا تتجاهل العامل النفسي

التداول ليس فقط أرقامًا ورسومًا بيانية، بل يتعلق أيضًا بالحالة النفسية للمتداول. تجنب اتخاذ قرارات تحت ضغط الخوف، أو الطمع، أو الانتقام بعد خسارة. حافظ على هدوئك ودرّب نفسك على الانضباط النفسي والابتعاد عن ردود الفعل العاطفية.