بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

بغداد تزدهر من جديد وترحب بضيوف القمة العربية بحفاوة والمصريون شركاء في الإعمار

علم العراق
وكالات -

كان وقع زيارة بغداد مختلفًا هذه المرة على الدبلوماسيين والإعلاميين العرب الذي يحضرون الاجتماعات التحضيرات للقمة العربية الـ34 في بغداد، إذ شعروا بتطور لافت في المدينة التي عانت لسنوات من الأزمات وقبلها عقود من الحروب والحصار، ولكنها الآن تزدهر من جديد.

فمنذ لحظة وصول ضيوف القمة من الدبلوماسيين والصحفيين العرب الذين زار كثير منهم العراق قبل سنوات لاحظوا التطور الكبير في المطار وسلاسة إجراءات الوصول وتنظيم عمليات الضيافة والتسكين، والمستوى العالي للفنادق وأماكن عقد الاجتماعات.

وفي السياق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط - في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية (واع) - "نحن نحلق بالطائرة ومنذ لحظة دخولنا أرض العراق، شدّت أنظارنا حالة البناء والإعمار الواسعة التي تشهدها العاصمة بغداد".

وأضاف "ما أن وصلنا مطار بغداد حتى لمسنا مستوى عاليًا من التنظيم، وكل شيء يسير بهدوء وسلاسة تُدهش الزائر..ومنذ أن استقللنا السيارة من المطار إلى وسط العاصمة، بدا واضحًا حجم التغير الجوهري الذي طرأ على الطرق والبنية التحتية مقارنة بالزيارات السابقة".

وتابع "لقد زرت بغداد مرات عديدة، سواء حين كنت وزيرًا لخارجية مصر أو أمينًا عامًا للجامعة العربية، لكن ما أراه اليوم مختلف تمامًا، فهناك شعور واضح بالاستقرار والانضباط والنظام، وشعب هادئ، وحكومة قادرة، وتنظيم وإعداد متميزان".

من جانبه.. قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي - في تصريحات للصحفيين المعتمدين لدى الجامعة - "لقد رأينا بغداد تتجمل للقمة ومنذ فترة نراها في أبهى صورها، وكل من زار بغداد في السنوات السابقة يمكن أن يرى جيدًا حجم التطور الذي حدث في هذه المدينة في الفترة الأخيرة".

وأضاف "أننا نهنئ العراقيين، ونشد على أيديهم"، مشيدًا بالأمن الذي يسود في البلاد الذي يستشعره الجميع بعدما كان تحديًا كبيرًا في السابق والآن أصبح الأمن من المسلمات، قائلًا "نرجو أن يستمر العراق في تقدمه وفي تحقيق الازدهار والتنمية".

ولاحظ ضيوف قمة بغداد السلاسة النسبية لحركة المرور في الطرق المعبدة بشكل جيد، وهو أمر ليس باليسير في عاصمة يسكنها نحو 8 ملايين نسمة وتمتلأ بالسيارات الخاصة.. وفي بعض العقد المرورية المحدودة التي تشهد ازدحامًا نسبيًا يكون الجانب الإيجابي أن هذا الازدحام سببه تعبيد لطريق أو إنشاء جسر جديد.

وفي أماكن كثيرة تنتشر لافتات ترحب بالضيوف العرب أو رسمت صور جرافيتي تعرض آثار حضارات العراق القديمة مع عبارات ترحب بالضيوف العرب وكأن رسالتها أن تطمئن أشقائها العرب أن بغداد العريقة عادت تزدهر من جديد، وأنها استعادت مكانتها العربية.

وحتى سعر الدينار العراقي شهد تحسنًا قبيل عقد القمة، إذ يبدو أن التحسن العام والذي يمثل استضافة القمة أحد مظاهره قد انعكس على أداء العملة، ولكن تظل واحدة من أكبر مشكلات البلاد هي أزمة المياه والتي تعود للتغير المناخي وتقليل دول منبعي نهري دجلة والفرات للمياه المتدفقة فيهما.

وفي هذا الصدد، قال مدير الهيئة العامة لتشغيل مشروعات الري بوزارة الموارد المائية المهندس غزوان عبد الأمير السهلاني - في تصريح لصحيفة (الصباح) العراقية - إن وضع التخزين المائي للعراق في الوقت الحالي، صعب وهو أقل من 2024 والأعوام السابقة.

ولكن على الجانب الآخر، تحسنت إمدادات الكهرباء وتراجعت فترات الانقطاع.

كما أن أكثر ما لفت انتباه الزائرين العرب حركة الإعمار الواسعة، فمدينة بغداد التي كانت تشتهر بالمبان المنخفضة الارتفاع تشهد حركة إنشاءات لأبراج شاهقة بعضها على ضفاف نهر دجلة، بالإضافة إلى مجمعات سكنية "كومباوندات"، فيما تنتشر أشجار النخيل الوارفة بكل مكان لتذكر الزائرين بأنك في بلاد الرافدين، بجانب انتشار مراكز التسويق "المولات" والفنادق الفاخرة، ويتسوق فيها السكان بكل طمأنينة حتى وقت متأخر من الليل.

والمصريون شركاء في عملية إعادة الإعمار هذه عبر شركاتهم التي تخطط لإنشاء مدن سكنية عملاقة على غرار التجربة المصرية الرائدة في المجتمعات العمرانية العملاقة..ولكن العلاقات المصرية العراقية لا تقتصر على النجاح في الجوانب السياسية والاقتصادية.

فهذه العلاقات تزدهر بشدة من خلال الأواصر الاجتماعية والإنسانية العريقة بين الشعبين والتي تتجلى بوضوح في الترحيب الرسمي والشعبي العراقي بالوفود المصرية السياسية والإعلامية التي تحضر قمة بغداد، ففي كل مكان يقابل المصريون بترحاب كبير من العراقيين نابع من العلاقات التاريخية وعشق الدراما المصرية وحب لأغانيها التي تصدح في كل مكان والأهم تعلق العراقيين بالثقافة المصرية، حيث كان يقال قديمًا "إن القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ".

وتعززت هذه العلاقة عبر التنسيق السياسي والاقتصادي الكبير بين البلدين في السنوات الأخيرة، بجانب تقدير العراقيين لنهج القيادة السياسية المصرية.