بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

دراسة علمية أعدتها .. فاطمة الزهراء ...تحذر من ضغوط الوالدين على الأبناء المتفوقي والبعد عن الحفظ والتلقين

-

img-20161015-wa0003الدكتورة فاطمة الزهراء

كتب /أحمد فؤاد
حذرت دراسة علمية اعدتها الباحثة فاطمة الزهراء محمد المصرى المدرس المساعد   بكلية التربية جامعة حلوان الوالدين من  الضغوط التى يمارسونها على أولادهم المتفوقين عقليا  فى المرحلة الثانوية ..   وقالت أن هذه الضغوط قد تكون فى كثير من الأحيان دافعًا إيجابيًا تحثهم على التفوق والتميز والإبداع ..  أو تأتى بنتيجة عكسية تماما من الفشل أو الإحباط والاكتئاب.
وقد أثبتت هذه الدراسة  أن  الطلاب الذكور المتفوقين عقلياً أكثر مثابرة وثقة بالنفس من الطالبات المتفوقات .
وكشفت فاطمة الزهراء المصرى فى دراستها  أن توقعات الوالدين سلاح ذو حدين فكلما كانت توقعات الآباء من وجهة نظر الأبناء توقعات داعمة ومشجعة وواقعية فى حدود قدراتهم وتتفق مع طموحاتهم وميولهم ولا تتعارض مع استعداداتهم ، فإنها تتحول إلى حافز داخلى ذاتى يدفعهم إلى تحقيق المزيد من النجاح والتفوق ، ومن ثم يرتفع  مستوى الثقة بالنفس لديهم ، والعكس صحيح فإذا أدرك الابن المتفوق أن توقعات والديه غير واقعية تزداد على الحد المعقول لدرجة قد تصل إلى الإفراط فيها أو فى بعض الأحيان تصبح محاولة من الآباء لتحقيق طموحاتهما الشخصية وليس طموحات أولادهما، تتحول هذه التوقعات الوالدﱢية بالنسبة للابن المتفوق الى عبئ كبير على عاتقه وخطر حقيقي على مستقبله وصحته النفسية و تصبح هذه التوقعات مصدراً من مصادر الضغط والتوتر وعاملاً من عوامل الخطر والتهديد ، يفقد معاها المتفوق قدرته الجسمية والنفسية وقدرته على التحمل والمقاومة والصمود والاتزان الانفعالى مما يؤدى إلى استنزاف طاقته ، ويؤثر سلبياً على أداؤه العقلى وعلى مهارات التفكير لديه ، ويعيق قدرات التفوق لديه ، ويضعف قدرته على اتخاذ القرار ويخفض من دافعيته للإنجاز ويضعف من ثقته بنفسه ويفقد عزيمته ومثابرته واصراره على التفوق ، ، ومن ثم قد تصل الى حد الاستهداف  ، وإصابته بنوع من البلاده الانفعالية بالإضافة إلى  امتناعهم عن تحمل المسئوليات وكلما زاد دفع الآباء تقاعس الأبناء وازدادوا رغبة فى التخلف ، ومعنى ذلك أنه يحدث نوع من الرغبة فى المقاومة السلبية .
وأوصت الدراسة بضرورة إلقاء الضوء على هؤلاء الطلاب المتفوقين عقلياً ، وضرورة اعتراف المجتمع بأنهم فئة من فئات التربية الخاصة تحتاج إلى الاكتشاف المبكر والرعاية المتكاملة بهدف تنمية استعداداتهم واستثمار طاقاتهم المتوقد
والاستفاده من إمكاناتهم وقدراتهم الخلاقة، والتوسع  فى إنشاء المدارس والمؤسسات التربوية للطلاب المتفوقين لمساعدتهم فى الحفاظ على تفوقهم وأن تضع وزارة التربية والتعليم مقررات وأنشطة دراسية خاصة بهؤلاء الطلاب لتنمية التفكير الإبداعى لهم، وتبصير الوالدين بخصائص الطلاب المتفوقين وسماتهم الشخصية والمشكلات التى يعانون منها وحاجاتهم ومتطلبات نموهم وأساليب رعايتهم والتعامل معهم وذلك لمحاولة التخفيف من حدة الضغوط التى تواجههم وتؤثر عليهم  بالسلب وتوعيتهم  بضرورة اتباع تنشئة سوية بعيدة عن التسلط والإجبار والقسوة وعدم تحميلهم فوق طاقاتهم  والابتعاد عن أساليب التعليم التى تعتمد على الحفظ والتلقين.