بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

مني سلطان تكتب .. مصر هو الوجود .. يا إبنتى العزيزة

 مني سلطان
-

ذات يوم سألتنى إبنتي الصغيرة ماذا أقول يا أمي في حب مصر ؟ أقول : مصر هي أمي نيلها هو دمي ... شمسها في سماري شكلها في ملامحي حتي لوني قمحي لون خيرك يا مصر ؟
قلت لها يا ابنتي : مصر ليست هي أمي فقط ، ولكن مصر هي الوطن والكيان و هي التاريخ ، والولاء والحب والانتماء، هي الحياة .. هي أصلي هي ثروتي ،و قيمتي هي الوجود ، تراب مصر كحل عيني ،سمائها غطائي وأماني، شوارعها ذكرياتي وآحلامي .
لا أتخيل أن أعيش بعيد عنها أبداً، كل من عاش بعيدا عنها للبحث عن الرزق كان في غربة ،والغربة ليست فقط البعد عن الأهل والأصحاب ، وانما الغربة هي البعد عن الوطن تراب مصر وسمائها ، البعد عن طيبة قلوب أهلها ، هي غربة القلب خارج الجسد ،وغربة الجسد بلا روح .
مصر هي الروح والقلب هي الدم في العروق والدفء والإحساس .
مصر هي الهوية والوجود ، مصر وجدت ثم جاء بعدها التاريخ ، مصر لن تجدي مثلها في أي مكان في العالم .
قد تسافرين يا ابنتي الي بلاد أوروبا وامريكا و تجدين بلادا متقدمة و نظيفة ومتطورة ، ولكنك تشعرين بالغربة فيها ولن تجدي فيها الحب والألفة والأمان في عيون الناس والتي تشعرين به وأنتي في مصر .
عندما أسمع كلمة مصر في أي مكان أجدني أنتفض من كياني، أشعر و كأن روحي قد عادت الي جسدي من جديد .
الدنيا تتراقص أمامي وأبكي كالطفل الصغير الذي تأخده أمه في حضنها الدافئ حينما تأخذني مصر في أحضانها .
يجن جنوني وانا أشجع فريقنا المصري وهو يلعب مع فريقا أجنبيا آخر ،يشتعل في قلبي الحب والولاء و تختنق الدموع في عيني والصوت في حلقي وانا أردد تحيا مصر تحيا مصر .
أشعر بالحب والأمان والدفء والحنان في كل الأماكن والأوقات في مصر .
أشعر بكل ذلك عند دخول شهر رمضان والأطفال مجتمعين لعمل زينه الشوارع واللعب بالكرة والأهل يعدون موائد إفطار رمضان لكل العابرين .
أشعر بكل ذلك عند دخول الاعياد الإسلامية والمسيحية، والكل يهنئ الآخر ، أشعر بوحدة الوطن والمحبة والاخاء والمودة والرحمة.
أشعر بأن كل أبناء مصر نسيج واحد ، ومن اصل واحد ونبع واحد ومستقبل ومصير واحد .
لن تشعرين يا ابنتي العزيزة بهذه المشاعر إلا في مصر في حضن مصر ، هذا البلد الذي ذكر أكثر من ثلاثين مرة في القران الكريم تصريحا وتلميحا ، هذا البلد الذي تجلي الله سبحانه وتعالى علي أرضه في طور سيناء.
هذا البلد الذي قال سبحانه وتعالى عنه ( ادخلوا مصر أن شاء الله آمنين ) ، هذا البلد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (أن جنده خير اجناد الأرض وهم في رباط الي يوم الدين ) .
هذه هي مصر يا ابنتي ...
قالت ابنتي لي : أنتي مصر يا أمي .. انتي مصر يا أمي .