بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة تنظم ملتقى علمى عن الإنثروبولوجيا

الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة
احمد صالح -

ينظم قسم الأنثروبولوجيا بكلية الدراسات الإفريقية العليا، جامعة القاهرة الملتقى الأول لشباب الباحثين في الأنثروبولوجيا بعنوان دور الأنثروبولوجيا في المجتمعات الإفريقية المزمع عقده خلال الفترة من (19- 20 نوفمبر 2023) تحت رعاية الدكتور: محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور عطية الطنطاوى عميد الكلية و رئيس الملتقى.

ويعقد الملتقى بحضور نائبا رئيس الملتقى الدكتورة أميرة شوقي وزكريا عبد المجيد ، وكلاء كلية الدراسات العليا الأفريقية ، وكلاء الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث ولشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، مقرر الملتقى محمد عبد الراضي محمود ، أستاذ الأنثروبولوجيا المساعد والقائم بأعمال رئيس القسم الأنثروبولوجيا، أمين الملتقى الدكتور محمد جلال حسين مدرس الأنثروبولوجيا بالكلية.

وتُعد الأنثروبولوجيا أحد العلوم البينية التي أثبتت فعاليتها وجدواها في معالجة مجموعة واسعة من القضايا التي يواجها الإنسان. وعلى الرغم من التأثير السلبي للعصر الاستعماري على الأنثروبولوجيا في بداياتها، وخاصة خلال الحروب العالمية الأولى والثانية ولا سيما في القارة الأفريقية، فقد أثبتت الأنثروبولوجيا بالفعل أنها تعمل بالدرجة الأولى لصالح الإنسان وتساهم في حل المشكلات التي يواجها. فعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، اتبع العديد من علماء الأنثروبولوجيا نهج التنمية الشاملة والتي تعمل لخدمة مصالح الإنسان، وقد ساهم هذا النهج في تعديل الصورة النمطية السائدة في ذهن الكثيرين من الأفارقة عن الأنثروبولوجيا وعلماء الأنثروبولوجيا.

وخلال السنوات الماضية، أظهرت الأنثروبولوجيا مدى فعاليتها كعلم شامل متعدد الأبعاد في التصدي للعديد من الأزمات والكوارث والأوبئة التي تفشت في القارة الإفريقية. كما أبرزت فعاليتها في التعامل مع انعكاسات وآثار هذه الأحداث. كان ذلك واضحًا في مواجهة عدة أوبئة مثل الملاريا، الإيبولا، وجائحة كورونا، حيث أسهم الأنثروبولوجيين بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن التصدي لهذه الأزمات، أو من خلال دراسات قاموا بأجرائها بتزويد المعنيين والخبراء وصانعي السياسات بالسياق الثقافي والاجتماعي لتلك الأزمات، مما سمح لهؤلاء بالتعامل مع هذه التحديات بطرق أكثر فاعلية.

وعلى الرغم من إسهام الأنثروبولوجيا في معالجة القضايا المتعلقة بالأزمات والأوبئة؛ إلا أن تلك الأزمات والأوبئة التي اجتاحت العالم مؤخرًا تركت أثارها على منهجية العلم وأدواته الميدانية. فقد ساهمت تلك الأحداث على إعاقة العمل الأنثروبولوجي الميداني كنتاج للقيود المفروضة لاحتواء تلك الأزمات والأوبئة من ناحية، كما انعكست أيضًا على طبيعة الأدوات المستخدمة في الدراسات الأنثروبولوجية، حيث تم استحداث بعض الأدوات واستعارة البعض منها من العلوم الاجتماعية الأخرى كي يتثنى للباحثين الأنثروبولوجيين القيام بعملهم في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها الأزمة.

وإيمانًا منا بأهمية الدور الذي تؤديه الأنثروبولوجيا لتطوير المجتمعات وتأمين الأمم والشعوب ورغبة منا في تحصيل المعارف والإسهامات العلمية الأنثروبولوجية وتحقيق التشابك بين الباحثين والمهتمين بها وبإسهاماتها بالقارة الإفريقية سعينا إلى توفير المناخ الملائم بين أواسط الباحثين الأنثروبولوجيين لطرح القضايا المتعلقة بالأنثروبولوجيا في القارة الإفريقية من خلال هذا الملتقى العلمي.