بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى نشأت حمدى يكتب .. خيالة المآتة .. عندما يتحول العقل الي كومة قش

الكاتب الصحفى نشأت حمدى
-

في كثير من الأحيان نواجه في حياتنا اليومية ، بعض الأشخاص الذين ليس لديهم شغل ولا شاغل ، الا التنظير علي الناس، ويدعون إنهم اصحاب الفضيلة ،رغم أنهم في الأصل كلهم عيوب وأخطاء ،وهو ما يتطلب منهم النظر لأنفسهم قبل النظر لغيرهم .

ولعلك عزيز القارئ قد قابلت في عملك أو في قريتك أو اي مكان تتردد عليه تلك النوعية من البشر ، التي في الغالب تعاني من عقدة نفسية ،تجعلها تخرج تلك العقد ،علي غيرهم من المحيطين بهم ، وذلك في محاولة لإخفاء حقيقتهم الذي يهربون منها ، فيتحول من انسان عاقل ناطق الي جماد أشبه بخيال مآتة ، يحركه عقله الباطن .

ومع استمرار هؤلاء الأشخاص وتماديهم، في التجاوز في حق غيرهم ،يصرون علي تصديق عقلهم الباطن الذي يهرب من حقيقة نفسه كما قلنا من قبل ويعتقدون من خلال دوامة الوهم التي تتملكهم إنهم علي حق ، ليبدأ بعض الخبثاء استغلال ذلك الشخص ، وتلقينه بعض المعلومات الخاطئة وذلك لتشويه صورة من هم أشرف منهم ومنه ، حيث يستغلون الحالة النفسية لذلك المريض الذي يتحول بعض فترة الي دمية يتحكمون في كل تحركاته وكأنه أصبح خيال مآتة .

وكما يعلم الجميع فإن تعريف خيال المآتة في اللغة هي دمية خشبية مغطاة بملابس إنسان توضع في الحقول لإخافة الطيور، وهو ذات الأمر الذي ينطبق مع الحالة التي نحن بصددها ,حيث ينزع هؤلاء المغرضين والخبثاء العقل البشري لذلك المريض ويتحول الي خيال مآتة ، ينظر إليه البعض من بعيد علي أنه إنسان قوي وصارم ولكن عندما تقترب منه أكثر تجده عبارة عن دمية ترتدي ملابس البشر وقد انتزع منها العقل .

وكلما اقتربت منه يظهر لك ضعفه أكثر وتجده عاجز غير قادر حتي علي منع الطيور من نقره في رأسه ، وذلك بعدما استغله الخبثاء الذين يفسدن في الأرض ولا يصلحون ، بعدما سلبوا منه عقله وأصبح دمية في أيديهم يحركونه لتحقيق مصالحهم ويجد ذلك المريض نفسه سعيدا بتلك الطريقة الي تجعله يهرب من شبح المرض النفسي الذي يعاني منه .

العجب العجاب أن مثل هولاء يكيلون الاتهامات ليلا ونهارا للناس دون وضع في الاعتبار أي قيم أخلاقية ،يتحدثون عن الفضيلة وهم ابعد مايكونوا عنها ، يتكلمون عن الأدب وهم في حاجه الي تربية من أول وجديد تجعلهم يعرفون أن من الأدب عدم اتهام الناس بالباطل ، وأن الأدب ليس عبارة عن كلام يتناقلها مع مجموعة تشبه في الصفات ، خلاصة الأمر أن الادب أفعال ،وليس أقول

في حقيقة الأمر كنت مترددا في كتابة ذلك المقال ، حتي لا أكون قاسيا علي أصحاب تلك الحالات ولا يفسر كتاباتي بأنها شماتة ولكني أؤمن بأن العلاج الحقيقي لهؤلاء هو كشف حقيقتهم أمام أنفسهم ،حتي يستعيدوا عقلهم البشري الذي تم سلبه منهم واصبحوا عبارة عن مسخوطة من الخشب طار عقلها وتم استبدالها بدمية أو مانيكان على شكل إنسان مصنوعة من القش المخبأ في ثياب