بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

عبدالرحمن سمير يكتب.....لماذا تغيب الديمقراطية عن القارة السمراء ؟!

الكانب عبدالرحمن سمير
-

انقلابات متتالية وحروب أهلية ضروس بين أبناء الوطن الواحد يموت فيها الآلاف من الناس ويُشرد فيها الملايين وتُغتصب النساء ويُيتم الأطفال وتحرق الأرض وتدمر البنية التحتية وتُهدر الثروات والمقدرات .فهل هذا قدر القارة الإفريقية كُتب عليها دون بقية قارات العالم أن تظل في فقر وتخلف وجهل وحروب بين أهلها واستزاف لثرواتها الطبيعية والمفارقة أن القارة السمراء تمتلك ثروات طبيعية كبيرة وموارد هائلة للغاية ورغم ذلك يعيش أهلها فى فقر مدقع وجهل وانتشار الأمراض بكافة أنواعها واشكالها.القارة الأفريقية منذ قرون مضت ومع بدايه الدول الأوروبية فى احتلالها واستعمارها قامت تلك الدول باستعباد أبناء القارة السمراء واستغلالهم أسوأ استغلال فأخذوا الكثير من أهلها اسرى يتم إرسالهم إلى أوربا وامريكا للعمل هناك كعبيد يتم بيعهم بالأسواق مثلهم مثل باقى السلع. وظل هذا الوضع قائما مئات السنين حتى تم إلغاء الرق والعبودية وبدأت الدول الإفريقية تتحرر من سيطرة تلك الدول وتحصل على استقلالها.وكانت الشعوب تأمل في التحرر نهائيا من سيطرة الدول الكبری الاستعمارية وبناء أوطانهم على مبادئ الحق والعدل الديمقراطية وتساوى المواطنين في الحقوق والواجبات وان تنهض بلادهم وتستغل خيراتها وثرواتها الطبيعية فى بناء تلك الاوطان لتتحول من دول فقيرة معدمة ومريضة وجاهلة إلى دول متقدمة ينتشر فيها العلم والمعرفة والثقافة واحترام حقوق الإنسان ولكن ما حدث كان غريبا وعجيبا وغير منطقی ولامعقول .فالدول الإفريقية رغم كل تلك الثروات الهائلة التي تمتلكها إلا أنها لم تستفد من تلك الثروات فى نهضتها وتقدمها لتقع تلك الدول مرة ثانية تحت نيران الإحتلال والاستعمار من جديد .استعمار يقوم على نهب تلك الثروات الطبيعية وأخذها إلى هذه الدول الاستعمارية لبناء نهضتها وتقدمها على حساب الشعوب الأفريقية المغلوب على أمرها .قررت الدول الأوروبية والأمريكية والدول الاستعمارية قديما بناء نهضتها على حساب الدماء الإفريقية بتغذية الحروب الأهلية والنزاعات بين الدول الإفريقية ليسهل لها السيطرة على تلك الخيرات . دول القارة السمراء تعيش في حروب أهلية داخليه أو نزاعات مسلحة بين دولها أو انتشار الإرهاب داخلها بحيث تظل هذه الدول تحت رحمة المستعمر القديم سواء كان أمريكيا او فرنسيا أو انجليزيا ثم دخول الدب الروسي والصين لتحصل على نصيب من الكعكة الإفريقية.ونلاحظ فى السنوات الأخيرة تزايد الانقلابات العسكرية في دول القارة حتى أنه فى بعض الاحيان يحدث أكثر من إنقلاب فى دولة واحدة فى العام الواحد لتظل الدول الإفريقية أسيرة القرار الأوروبي ومصالحه فيها .تمتلك الدول الإفريقية ثروات طائلة من البترول والغاز الطبيعي والذهب واليورانيوم والفحم والمطاط وغيرها الكثير.كانت لتحول دول القارة الفقيرة والمعدمة إلى دول غنية يتمتع أهلها بخيرات أرضها لكن الدول الكبرى قررت القضاء على اى فرصة لنهضة تلك الشعوب بتغذية الانقلابات العسكرية والحروب الأهلية وغياب فكرة الديمقراطية التى أصبحت لا تعرفها الا الدول الأوروبية والأمريكية فقط ام أفريقيا ودولها فتظل بعيدة عن الديمقراطية والحرية حتى تخدم مصالح االدول الكبرى وتحقق أهدافه .