بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

عبد الباسط الجر يكتب .. الديات فى الديانات ..العين بالعين

عبد الباسط الجر
-

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..على بركة الله نبدأ
السلسلة الأولى عن الديات فى الديانات السماوية.

بعد ان خلق الله ادم عليه السلام و ذريته الأولى وقعت أول جريمة قتل عرفتها البشرية بين الاخوة، ومنذ ذلك الحدث انتهجت البشرية أسلوب القتل والعراك لحل الخلافات وخرجوا عن السبب الرئيسى لخلق الانسان ، وهو عبادة الله وعمارة الأرض، ومن هنا ومع بعث الرسل والانبياء كانت الرسالات تتواتر وتحث على عبادة الله والحفاظ على النفس البشرية .
منها ماورد في الكتب المقدسه (التوراة والانجيل ) بلفظ صريح لا تقتل و لا تتقاتلوا .
ونزل القرآن الكريم محرما لقتل النفس الا بالحق او بسبب وجعلها جريمة من الكبائر التي توجب العقاب في الدنيا والاخرة .

فلقد انزل الله تعالى فى كتابه العزيز الكثير من الايات التي تحرم وتجرم القتل منها
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا}
{ {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
{{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ لا يزال المرء فى فسحة من دينه مالم يصب دما حرام }
وهناك المزيد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفه التى تحرم قتل النفس وتحث على صيانة النفس البشرية وفى ذلك قد حرم الله المساس بالنفس ووضع العقوبات بدرجاتها لكل من قتل نفسا بغير حق وهنا نتحدث عن العقوبات الدنيوية وهى الديات، وتنقسم الى جزئين
الدنيا في النفس والدية ما دون النفس.

تعريف الدية ومشروعيتها
أولا تعريف الديات لغة وشرعا وأقسامها.

الدية فى اللغة هى حق القتيل وهى عبارة عن مجموعة من المسائل اعتبرها العلماء مستقلة ،سواء شملت أنواع أم لم تشمل جمعها ديات ومفردها دية وهى أيضا تسمى العَقْل
نسبة إلى أن الجانى كان يجمع الإبل ويعقلها فى ساحة أولياء الدم حتى يدفعها إليهم
وشرعا هى بدل النفس وهى اسم للمال المدفوع لأولياء الدم وورثة القتيل .
ويتم دفع الديات فى حالات مختلفة
منها دية القتل بأنواعه ودية الخطأ ودية الجرح و دية الافساد ودية الحريق ودية الإفك .

أولا دية القتل بأنواعه ولاتجب الدية الا بتحقق شروط منها
ثبوت اللوث والمكلفية
اللوث هو العداوة الظاهرة بين القتيل والمدعى عليه أو هو الجرح او القتل او الافساد فى حد ذاته واذا ثبت اللوث فى حق جماعة يحق للمجنى عليه أو أولياء الدم الادعاء على الجماعه كلها وفى هذه الحالة تأتى مسألة المقاسمة سنتعرض لها فى مقال آخر .
المكلفية هى القدره على دفع الدية
الدية نوعان
دية
دية مغلظة
ويتحدد ذلك طبقا لأنواع الجناية فى كل حالات الدية وليس القتل فقط
هناك شروط أخرى سنتعرض لها في حينها .

مشروعية الدية من الكتاب والسنة
اولا من كتاب الله {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ}

ثانيا.. من السنة المطهرة (من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى، وإما أن يقتل)
مسألة على من تجب الدية ،
تجب الدية على من أتلف إنساناً معصوما أو جزء منه .

وهنا نأتى الى تقسيم الجنايات
القسم الاول الجنايات فى النفس (الجناية على النفس)
القسم الثانى الجنايات ما دون النفس
اولا الجنايات فى الأنفس وقد قسمها العلماء الى ثلاثة أنواع
القتل العمد
القتل شبه العمد
القتل الخطأ القتل ما جرى به مجرى الخطأ.
وللحديث بقية عن أنواع الديات وفيمن تجب الدية وعلى من تجب الدية .