بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

محمد المصرى يكتب : من خواطر” أكتوبر ”

-
thumbnail_%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%89
بعد 43سنة من حرب أكتوبر 1973 .. هل لايزال لجيلى من ذكريات حول هذه الإنتصارات, و استرداد كرامتنا التى أهينت فى صباح الخامس من يونية 1967واحتلت إسرائيل سيناء والجولان والضفة الغربية ..؟ والأجابة : نعم .فقد عشنا سنوات من الذل و الهوان والأنكساروالخزى بعد هزيمة يونيو .. حتى تمت إعادة بناء قواتنا المسلحة والأستعانة بالخبرات العلمية والعملية .. وبدأت حرب الأستنزاف فى عام 1969..
فمع كل طلعة شمس كنا نؤكد لإسرائيل أننا قادرون على الصمود والعبور إلى الضفة الغربية من القناة .. واسترداد أرضنا المغتصبة .
وتحمل السادات مظاهراتنا واضراباتنا فى الجامعة فى عامى 71و 1972.. وكنا نطالبه بإلحاح شديد بضرورة كسر حالة " اللآسلم واللآحرب" التى كنا نمر بها وكنا متعجلين الثأر من العدو الصهيونى .. ونهاجم السادات كثيراً.
ونرفض حججه التى يسوقها لنا فى خطبه لتأجيل الحرب ونحن لاندرى ماذا كان يحدث فى الخفاء وان قواتنا المسلحة كانت تتدرب على عبور القناة ويتم الأعداد للمعركة القادمة ؟ .. حتى جاءت اللحظات الحاسمة التى لا يمكن أن ينساها أحد من جيلى عندما كنا طلبة الدفعة الأولى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة فى أجازة الصيف , و كنا نصدر جريدة "صوت الجامعة " التى كانت بمثابة المعمل الصحفى لنا ونقوم باعدادها وطبعها فى مؤسسة أخبار اليوم . وقرر استاذنا الكبير جلال الدين الحمامصى أن يشرف على تدريبنا أحد تلاميذه النبغاء الأستاذ صلاح قبضايا المحرر العسكرى لجريدة الأخبار .. وكنت شديد الصلة بهذا الأستاذ الكبير وتعلمت منه الكثير قبل التخرج وبعده .. ومساعدا له فى أبحاثه العلمية فى " الماجستير والدكتوراه "..وعملت معه فى بعض الإصدرات التى كان يتولى رئاسة تحريرها مثل جريدة المسلمون والصباحية .
وأذكر أنه عندما إستمعنا للبيان الأول فى يوم السبت السادس من أكتوبر الذى يؤكد على تصدى قواتنا للعدو الأسرائيلى .. كنت أقف فى صالة تحرير جريدة الأخبار .. وكانت لحظات تجمع بين الدهشة والأستغراب والفرح المشوب بالحذر لاننا كنا نصدق بيانات الأذاعى " أحمد سعيد " فى عام 1967 التى كانت تخرج علينا كل ساعة - بصوته الجهورى - لتبشرنا بأننا اسقطنا 42 طائرة للعدو وأن قواتنا تتوغل فى سيناء .. وللأسف لم تكن هذه هى الحقيقة .. وانه تم تدميرطائرتنا ومطاراتنا فى صباح 5 يونية !. وعشنا أوهام النصرالمزيف أياما حتى عرفنا الحقيقة المرة بعد ذلك !
وبدأت معركة الكرامة وعبرت قواتنا القناة و حطمنا خط بارليف .. وشهد العالم كله "بخبث " الرئيس السادات الذى استطاع خداع العدو .. وقمنا فى ذلك الوقت بتغيير موضوعات جريدتنا " صوت الجامعة " لتواكب أحداث الحرب .. وكان معى زميلى وصديقى عاصم القرش رئيس تحرير " الأهرام ويكلى " السابق.
وقام صلاح قبضايا بالاتصال بزوجته الفاضلة السيدة نبيلة بدران من الصالة لإعداد حقيبة السفر لانه سوف يتوجه للجبهة بعد ساعات ليتابع المعركة من على خط النار .. وقدم قبضايا لجيلى من الدفعة الأولى بكلية الإعلام دروساً عملية فى التغطية الصحفية لحرب اكتوبر1973 صباح كل يوم على صفحات جريدة الأخبار .
وأذكر أننى كنت أذهب معه فى الذكرى الأولى لحرب اكتوبر إلى مبنى الأذاعة والتليفزيون العربى أثناء إعداده وإجراءالمونتاج للحلقات التى كان يقدمها الأذاعى الكبيرحمدى الكنيسى .وكان يصطحب معه ابنته الصغيرة هبة فى بعض الأحيان .
****
رحم الله د. صلاح قبضايا الذى وثق حب اكتوبر من خلال تغطياته الصحفية وكتبه العديدة التى تكشف لنا أن معركة أكتوبر التى نقلت مصر من الذل والهوان إلى العزة والكرامة .. وجعلت روؤسنا ترتفع إلى أعنان السماء بين دول العالم .وكان أول رئيس تحرير لجريدة معارضة فى مصر وهى جريدة الأحرار والتى كان يضج بها النظام فى ذلك الوقت، و كانت منبراً قوياً لكشف الفساد وطالب السادات من مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار باستبعاده من رئاسة التحريرحتى تستمر الجريدة .. وقد حدث بالفعل