بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

النائبة الدكتورة عبلة الالفى تكتب : احسنت معالي الوزير

 النائبة الدكتورة عبلة الالفى
-

بعد زيارة معالي وزير الصحة المفاجئه لمستشفي حلوان العام والذي رصد فيه العديد من التجاوزات من حيث النظافة وعدم توفر المستهلكات وعدم تشغيل العناية المركزه بكامل قوتها لاسباب واهية مما يعتبر اهدار للمال العام وحرص الوزير علي
التحدث المباشر مع المرضي واستطلاع رأيهم في الخدمة انتابتني حالة تفاؤل وسعادة غامره وامل في الغد فليس من الممكن استمرار الامر علي ما هو عليه …فالخدمات متدنيه وغياب الضمير في التعامل مع المريض واهدار ابسط حقوقه في رعاية صحية مثلي اصبح جليا

ولكن للاسف وجدت اصوات تتعالي لمهاجمه الوزير النشيط لتتكرر المأساة التي حدثت حين زار التجمع الخامس ووجد نفس درجات السيوله وعدم الالتزام والتي اصابتني بالهلع عند زيارتي للعديد من المنشآت الصحية في جميع ربوع مصر
وفي نفس الوقت نجد خلط شديد للاوراق بين ضبط دولاب العمل وهجره الاطباء … وهو خلط غير مقبول باي حال من الاحوال فالاطباء المصريون يسافرون سعيا وراء التدريب والمال وتحسين بيئة العمل فيعملون بمنتهي الالتزام بلا تواني وقد رأيت ذلك طيلة ٢٠ عاما ولكن نسأل نفسنا ما الفرق بين الطبيب المصري في الداخل والخارج
والجواب بسيط وهو وجود نظام دقيق الحوكمه ينخرط داخله الجميع ولان هناك ثواب وعقاب ومتابعه.
وحيث ان لكل شيء بداية وكون الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر علي ما هو عليه فكانت هذه احدي الخطوات المحمودة من الوزير لتحريك الماء الراكد
فلماذا نهاجم الوزير الذي يعمل فى ظل ارث ثقيل من غياب الرؤية و ترهل وفساد المنظومة الصحية ومعاناه المريض اللانهائية فقرر العمل علي الحفاظ علي حقوق المريض والنهوض بالمنظومة الصحية …مبادرات جديدة ومستشفيات تفتح ومراكز رعاية اولية تتطور
صحيح ان هناك حمل ثقيل ولكن رحلة الالف ميل تبدا بخطوه
و الامر لن يستقيم الا اذا نشط المسئول وقام بعمله بمنتهي الجدية والتزم الفريق الطبي والاداري بكفاءة وانسانيه عملهم وحافظوا علي حقوق مرضاهم وما يتماشي مع الضمير مع وقسم المهنه

والسؤال الاخر لماذا ثار الثائرون ..فالوزير أمر باجراء تحقيق لتحديد المقصرين واتخاذ اللازم والتحقيق سياخذ مجراه والمخالف والمهمل لابد ان يعاقب
ولابد ان يقف كل صاحب كلمه حره وسلطه مع هذا الوزير وامثاله من القيادات النشيطه ويدعمونه حتي يستطيع الاستمرار للقضاء علي هذا الترهل وعدم الالتزام واهدار حقوق المرضي في معظم المنشأت الطبية والتعليمية والمجتمعية
ان هذا الترهل يدفع ثمنه اطفالنا واهالينا من صحتهم ودخلهم ومستقبلهم كما ينعكس سلبا علي السلام الاجتماعي ويؤدي الي نقمة المواطن علي البلد الغير قادر علي توفير احتياجاته في الصحة والتعليم والدعم الاجتماعي
اتمني ان تستمر معالي الوزير فيما ذهبت اليه من زيارات مفاجئه وكشف المستور وعقاب المذنب و مكافأة المجتهد .

كاتبة المقال النائبة الدكتورة عبلة الالفى رئيس الجمعية المصريه لاعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الاطفال والملقبة بـ «أم أطفال مصر»