بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

مختار محمود يكتب .. بدائل إذاعة القرآن الكريم!!

مختار محمود
-

في هذا الصباح..كتب الكاتب الصحفي البارز أنور الهواري منشورًا على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يُعلن فيه مقاطعته إذاعة القرآن الكريم منذ شهررمضان الماضي؛ احتجاجًا على استيطان ما وصفه بـ "الإعلانات الرديئة" أثيرها بشكل هيستيري.
"الهواري" -الذي احتجَّ في مرات سابقة على تراجع الشبكة الدينية الأقدم وتوغل وزير الأوقاف فيها- أكد في منشوره الأخير أنه أصبح يفتقد إلى الاستماع إلى تلاوات أكابر القراء ونوابغهم في منزله؛ معربًا عن حُزنه واستيائه من الحال التي وصلت إليها شبكة القرآن الكريم.
واختتم الكاتب الكبير منشوره -الذي صادف تفاعلاً كبيرًا وتعليقات غاضبة- مؤكدًا أن "تنزيه إذاعة القرآن الكريم عن الإعلانات تعظيم للقرآن الكريم، وتعظيم لشعائر الله".."
وفي وقت سابق.. اقترح أستاذ الإعلام البارز الدكتور حسن على أن يتم إجراء اكتتاب لجمع نحو 30 مليون جنيه سنويًا من المستمعين؛ من أجل إعادة إذاعة القرآن الكريم إلى سيرتها الأولى وتطهير أثيرها من طوفان الإعلانات!
وفي العام الماضي..قدَّر رئيس الإذاعة محمد نوار حصيلة الفواصل الإعلانية بإذاعة القرآن الكريم بنحو 25 مليون جنيه سنويًا.
ومؤخرًا، وبعد صمت طويل.. تحدث رئيس الشبكة "المهذب جدًا" رضا عبد السلام، مؤكدًا أن بث هذ الكم الهائل من الإعلانات عبر إذاعة القرآن الكريم أمر خارج عن إرادته!
والأسبوع الماضي..قصف عدد من أعضاء مجلس النواب جبهة وزير الأوقاف منتقدين سيطرته على إذاعة القرآن الكريم من خلال برنامجه ضعيف المحتوى الذي يُعاد عدة مرات يوميًا.
وما لم يذكره النواب في هجومهم الكاسح..أن الوزير كان يُذاع له برنامج ثانِ خلال شهر رمضان، وشهد عددًا لافتًا من الأخطاء والهنات غير المبررة؛ لا سيما أن البرنامج يكون مسجلاً؛ وهو ما يعني أن إذاعة آية قرآنية بصورة خاطئة أو ذكر حديث موضوع من الخطايا التي لا تغتفر، لا سيما إذا كانت صادرة عن وزير وعالم جليل أجلس جميع العلماء في بيوتهم؛ ليتصدر المشهد منفردًا، وكأنه لا يعلم أنها أشياء لا تُشترى.
القبول والحضور والبيان السليم واللسان الفصيح والفكر المتجدد مقومات لا يتمتع العالم الجليل معالي الوزير وعميد الوزراء بأيٍّ منها!
ولم يُنوه النواب أيضًا إلى حالة التمكين التي يصنعها الوزير لـ"صهره" من خلال تكثيف ظهوره ضيفًا ومقدمًا عبر شبكة القرآن الكريم؛ فضلاً عن ظهوره المتلفز؛ خاصة من خلال البرنامج الملاكي لـ"خالد الجندي" بإحدى الفضائيات؛ نظير تعيين الأخير عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يترأسه الوزير.
الأمانة تقتضي التأكيد على أن صهر الوزير يفوقه حضورًا وعلمًا وبيانًا، ولكن لو لم يكن صهرًا للوزير لدخل غياهب النسيان، كما دخله أقرانه من شباب العلماء الذين لا يرتبطون بعلاقة نسب مع وزير أو مسؤول رفيع المستوى.
وعطفًا على منشور "الهواري"..فإن التعليقات التي تعاقبت عليه بدت كاشفة لحالة غضب شعبي جارف من الحال المتردية التي آلت إليها شبكة القرآن الكريم؛ بسبب الإعلانات الرديئة، وبرنامج الوزير، وتقليص المساحة المخصصة للتلاوات القرآنية بشكل عام، وتمكين طبقة من القراء محدودي الموهبة على حساب طبقة أكابر القراء الذين صنعوا مجد وتاريخ دولة التلاوة المصرية.
كما ذهب جانب من التعليقات إلى طرح بدائل جديدة لشبكة القرآن الكريم بعد دخولها النفق المظلم؛ من خلال تحميل تطبيق عبر الموبايل اسمه "إذاعة القرآن الكريم"، يمكن من خلال متابعة إذاعات القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي، وجميعها يخلو من فيضان الإعلانات وبرامج الوزير والصهر، ويوفر تلاوات قرآنية رائعة، بعيدًا عن المجاملات الرخيصة والمشبوهة!
ونظرًا لصعوبة تنفيذ طرح الدكتور حسن علي بجمع 30 مليون جنيه من المصريين لوقف الإعلانات؛ في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها المصريون، فإنه لم يعد هناك مفر من تفعيل اللجوء إلى التطبيق المذكور آنفًا، ومن ثم المقاطعة التدريجية لشبكة القرآن الكريم، ويومئذ لن تكون جاذبة للإعلانات، أو التكاتف من أجل إطلاق إذاعة موازية لها في الفضاء الإلكتروني عبر الشبكة العنكبوتية، تخلو من الإعلانات وبرامج الوزير وصهره والأمسيات المدفوعة وتلاوات الفجر المخيفة، كما يمكن من خلالها الاستعانة بأصوات نوابغ المذيعين الذين أبعدهم سن التقاعد عن أسماعنا، وجاء غيابهم سببًا آخر لتصحُّر أول إذاعة دينية وُضعت للناس في الأرض.