بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الاعلاميه ايمان حمدى سراج تكتب .. ” أُمى ” في ”عيد الأم”

ايمان حمدى سراج
ايمان حمدى سراج -

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

أولا سوف نبحر فى جول حولة عيد الام ، و كيف بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم فى العالم العربي او الشرق الأوسط ، فهو الكاتب الصحفي المصري الراحل " علي أمين " مؤسس جريدة أخبار اليوم و أخيه الكاتب الصحفي " مصطفى أمين " حيث طرح في مقاله اليومي "فكرة" فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.

و كان قد ظهر الاحتفال بعيد الأم فى القرن العشرين ، فى بلاد الغرب و أوروبا ،بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم ، و بعدها انتشرت فكرة المحتفلين به و اصبح يحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم ، باختلاف التواريخ من دولة لأخرى ، فمثلا في النرويج يحتفل به في 2 فبراير، أما الأرجنتين فيكون يوم 3 أكتوبر، و عن جنوب إفريقيا فـ يحتفل به يوم 1 مايو وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام ، و هكذا .

اما عن مصر و بعد مقال الأخوين " مصطفى و على امين " عن اقتراح تخصيص يوم للاحتفال بعيد الأم فكان يوم ٢١ من شهر مارس ، و كانت بدايه القصه ، عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، تزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

​​​​​​

الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصّدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك، الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة؛ فهي سبب وجودك على هذه الحياة، فأقل ما يمكن تقديمه هو الدعاء للأم .

إن الوطن إذا لبس أقدس معانيه , وتعطر بأجمل أسباب روعته , وتزين بأبهى زينته , لا يضاهي أبسط معنى من معاني الأم , ذلك لأن المرء يقضي حياته من الطفولة إلى الكهولة في وطنه ثم يدفن في ترابه , ولكنه صار في بطن أمه من العدم إلى الوجود ومن الغيب إلى الحقيقة , إن بطن الأم هو أقدس الأوطان , وأروع أزمنة التاريخ , إنه الزمان والمكان الذي يبعث فيه الوجود وتنطلق منه الحياة , فإذا ماتت الأم مات الزمان والمكان , ومات التاريخ ، ونزعت من الأشياء المعاني فصارت كلها سواء , و نزعت من الدنيا الرحمة فصارت كلها بلاء ،جمعه القرآن في أمر ونهي , فأمر بالإحسان إلى الوالدين , ونهى عن أبسط أنواع العقوق وإن كان بلفظ من حرفين "اف" ،فـ الأم هي الثوب الذي تلبسه فيمنحك الحياة بكل معانيها

كما أمرنا الله تعالى ،بخفض جناح الذل للوالدين من الرحمة ، و هذا بيان من الله بأن عطاء الوالدين لا يقدر امام عظمته إلا الإقبال عليهما بأعلى مراتب الرحمة وهي الذل ، فيكون الإبن في كبرهما وضعفهما متواضعا ذليلا, وهذا أفضل حالات الاعتراف بالفضل , وأعظم ترجمة للبر .

إنها الكائن الضعيف الرقيق الذي يتحول إلى بركان ثائر ووحش كاسر إذا مس أولادها مكروه أو أرادهم أحد بسوء , عطاؤها لا يعرف قانونا , ولا يرتكز على نظام , ولا يركن إلى منطق , عطاء يوقف إعمال العقل وأسبابه ،تحب من يحبك وتبغض من يبغضك ، هي صفوة الحب والعطاء والأمن والأمان والرحمة والاحتواء ، ولا ترجو مقابل ذلك إلا أن تسعد أنت وترضى ، فعند الأم أنت دائما على صواب .

و هنا اتوقف عن الكلام لأنحنى الى امى و اقبلها ، أمى اعظم ما فى الوجود ، إنك يا أمى الترياق الذي أعالج به سموم الدنيا اطيب علتى ، إنك الرحمه و العطاء ، انتٕ الرحمه و العطاء ، انتِ مذيب الهم و مزيل الغم ،فكلما أنظر الى وجهك أرى عقوقي وصبرك ، أرى غضبي و عظيم حلمك ، فأغفري لى إن أخطأت ، اليوم ليس فقط يومك ، فكل يوم انتِ امى ، مُهجه فؤادى ، انتِ الشمس التي تنير حياتي ، و النور الذي يضيء طريقي في ظلمات الحياة، انتِ من ألجأ لها في أشد الظروف قسوة فأجدك بانتظاري تمسحي همومي ، أنت أوّل من يفرح لي ، وأول من يقف معي و يواسيني في حزني ، كرمك ربي و اهداكى الجنّة تحت أقدامك .

كل عام و انتِ أمى ، بل كل يوم و انتِ بخير و سعادة و راحه بال يا أمى ، فالعالم كله يحتفل بعيد الأم يوم فى العام ، و لكنك عيدى كل يوم فى العام ، أسأل الله أن يبارك في عمرك و يرزقك الصحة والعافية والطاعة, وأن أكون لكِ ابنه باره ، كما أنت لي نعم الأم .