بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

جماعة الدم الحلقة ( ١١ ) رصاصات الغدر الإخوانى تتجه نحو قلم شيخ الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد

الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد
شاهيناز عبد الكريم -

ونحن على أعتاب مرحلة جديدة داخل أروقة صاحبة الجلالة لإختيار نقيباً جديداً للصحفيين ، ننشر تفاصيل محاولة الإغتيال الفاشلة التى تعرض لها واحداً من أكبر من جلسوا على مقعد نقيب الصحفيين وهو الأستاذ أحمد مكرم محمد شيخ الصحفيين لنوضح مدى ما يتعرض له القلم من إستهداف من جانب أباطرة الإرهاب وقراصنة الفساد ، ولنؤكد أن القلم سيظل هدفا لمنابر الإنحراف و منصات التشدد والدموية ولكنه سيظل مرفوع الهامة محققاً للنصر ويأبى أن يتراجع عن دوره فى محاربة الظلم والإستبداد ومطارداً لكل جبهات الظلام..
تلك الحلقة هى واحدة من حلقات كتاب " جماعة الدم " للكاتب الصحفى عبد الناصر محمد والذى أصدرته الشركة العالمية للنشر والتوزيع والصحافة برئاسة الكاتب الكبير الأستاذ هشام جاد والذى يتم طرحه حاليا بفروع دار المعارف.
بعد قرابة شهر واحد فقط من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تم تنفيذها ضد اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق، وتحديداً في صباح يوم الأربعاء ٣ يونيو من عام ١٩٨٧، حاولت نفس الجماعة التي قامت بعملية أبو باشا اغتيال الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد الملقب ب " شيخ الصحفيين " .. وتلك الجماعة والتي تطلق على نفسها اسم " الناجون من النار " تعد واحدة من الجماعات المتطرفة التي ولدت سفاحاً من رحم تنظيم الإخوان ، ذلك التنظيم الذي رسخ في عقول وأذهان العناصر المنتمية إليه ، وكذا العناصر التابعة لفروعه من الجماعات الأخرى أن لغة الدم هي الوسيلة الوحيدة لوضع الدين الإسلامي في مكانته الطبيعية كما يزعمون مستندون في ذلك إلى فتاوى مغلوطة .. هم من وضعوها وإلى عقائد فاسدة يعتنقونها.
في تلك الحقبة من عمر الوطن وهى فترة الثمانينات كان سائداً أن الجماعات الإرهابية تُقدم على محاولات اغتيال وزراء الداخلية السابقين أو كبار رجال الأمن في إطار ما اعتبروه عمليات ثأر مع رموز الأمن في مصر، ولذلك حاولوا اغتيال حسن أبو باشا وغيره لأن هدف حسن البنا منذ البداية هو محاولة هدم وزارة الداخلية حتى يكون الطريق نحو الإرهاب والسرقات والجرائم المختلفة ممهداً بل ومفروش بالورود .. ومن هنا كانت محاولة اغتيال الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد جديدة وغريبة بالنسبة لمزاعمهم ومبرراتهم المعلنة في محاولات الاغتيال التي ذكروا أنها قاصرة على رجال الأمن .. وعلى من يعرف أفكارهم ونواياهم الخبيثة جيداً يدرك أن حسن البنا شرّع لهم اغتيال كل من يقف حجر عثرة في طريق تحقيق أهدافهم المشبوهة.
وفى هذه الفترة خاضت كتيبة مجلة المصور تحت إشراف الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس التحرير معارك ضارية ضد رموز الإرهاب، ولم تتراجع ولم تقبل المساومة يوما، ولم تجف أقلامها عن محاربة التطرف بكل أشكاله، ولم تهتز صفحاتها تحت تهديد وترهيب الظلاميين أباطرة الدم. ولذلك لم يجد الإرهابيون سوى أن يشهروا أسلحتهم في وجه كل من يقاوم فكرهم المنحرف أو يعترض على أساليبهم الدموية التي يسلكونها لمحاولة هدم الدولة وتركيعها وتنفيذ أوامر أعدائها في إرساء مبدأ الفوضى في أركان الوطن، ومن ثم تراجع الدولة وإغراقها في بحار الظلام وعدم الاستقرار.
بعد واقعة أبو باشا كان متوقعاً أن يواصل المجرمون إرهابهم ضد رجال الأمن ولكنهم صوّبوا فوهات بنادقهم هذه المرة نحو قلم ينطق بالحق كل جريمته أنه اعترض على أسلوبهم الدموي .. قلمٌ يحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة التي حادت عن الطريق السليم .. قلمٌ يقاوم الأفكار الدموية بعقل راجح وفكر مستنير .. إنه قلم الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور، فقد وضعت عناصر جماعة الناجون من النار مكرم محمد أحمد على قوائم الاغتيال لما له من مواقف وطنية مشرفة وقوية في مواجهة الجماعات الإرهابية وقاداتها، وله العديد من المؤلفات المناهضة لهم من أشهرها كتاب " مؤامرة أم مراجعة.. حوار مع قادة التطرف في سجن العقرب " تلك الحوارات التي نشرها الكاتب الكبير على صفحات مجلة المصور.
وأصل الحكاية ترجع إلى أن أباطرة تلك الجماعات الإرهابية المشبوهة قد أصدرت أربعة كتب ألفها قادة تلك الجماعات بعد مراجعة فكرهم القديم، والتي كانت عبارة عن حزمة الغلو في الدين وحزمة تكفير المسلمين وتسلط الضوء على ما وقع في الجهاد من أخطاء جسيمة . وكانت قراءة الكتب الأربعة هي الحافز الذي دفع الأستاذ مكرم إلى لقاء قيادات الجماعة في سجنهم ومواجهتهم في أفكارهم الضالة ، وقد كشفت تلك الحوارات للرأي العام مدى ضآلة فكر تلك العناصر المغيبة ولقد كانت هذه المقابلات مع قادة الجماعات المتأسلمة في السجن والتي استمرت لمدة أربعة أسابيع السبب الرئيسي في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاتب مكرم محمد أحمد، حيث إن تلك الحوارات بالطبع لم تكن على هوى عناصر تلك الجماعات، فقد كشفت عوراتهم العقلية و زيف أفكارهم المتطرفة وأوضحت للرأي العام أن تلك الجماعات لا يملكون سوى الهدم ولا يعرفون طريق البناء .. وحتى لا يموتون بغيظهم وغضبهم من الكاتب الصحفي أصدروا فتوى باستباحة دمه ، ووضع اسمه على قوائم الاغتيال.
محاولة فاشلة :
في تمام الساعة التاسعة صباحا من يوم الأربعاء السابع من شهر شوال ١٤٠٧ أي بعد انتهاء عيد الفطر المبارك ببضع أيام، والذي كان يوافق الثالث من شهر يونيو سنة ١٩٨٧ ، استيقظ الجورنالجى الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور من نومه ليتأهب للذهاب إلى المجلة لمتابعة العدد الجديد، وبعد حمام دافئ تناول مكرم إفطاره البسيط، وقرر تناول فنجان القهوة المظبوط في مكتبه بالمجلة التي تقع على شاطئ النيل بالتحرير، وبالفعل استقل مكرم محمد أحمد سيارته متوجها نحو المجلة لا يدرى أن هناك من يرصده ويعتبره هدفا لابد من القضاء عليه ، غير مدركاً أن هناك عيوناً تتربص به تحمل في أحشائها كل صفات الغدر والوضاعة تؤمن إيماناً تاماً بأن العنف هو الراية التي يرفعونها في وجه كل من يعترض طريقهم المشبوه.
سيارة داكنة اللون تتبع سيارة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد ، يقودها أحد العناصر التابعة لجماعة الناجون من النار، وبجانبه شخص آخر من عناصر الجماعة والذي صوب مسدسه نحو مكرم محمد أحمد وأطلق عدة رصاصات اخترقت زجاج سيارة مكرم ولكنها كلها طاشت عن الهدف بعناية إلهية فائقة العظمة، وتمكنت السيارة من الهرب من محيط تلك الواقعة، وسرعان ما تجمع الأهالي ونقلوا الجونارجى العظيم إلى المستشفى للتأكد من سلامته. كشفت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار محمد عبدالعزيز الجندي النائب العام آنذاك أن وراء تلك المحاولة الغاشمة عناصر تابعة لجماعة الناجون من النار. عقب الواقعة الفاشلة للاغتيال أكد الأستاذ مكرم محمد أحمد أنه لم يوجه سهام الاتهام صوب شخص بعينه أو حتى جهة بعينها، وكأنه أراد أن يعلن للجميع أن المعركة الفكرية مستمرة حتى النصر.