بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

فتحي ندا الخبير الاقتصادي يكتب.. مصر خارج قفص الديون

فتحي ندا الخبير الاقتصادي
-

مصر تفلت من مخالب صندوق النقد والبنك الدوليين الى فِنَاَء المُشاركة والتعاون والتشاور والتنمية المستدامة والتطور ≪ مع بريكس ≫.

بريكس كانت بريك والآن بريكس بلص

≪ بريكس - BRICS ≫ كلمة تتكون من الحروف الأولى للأسماء الدول الخمس صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم وهى البرازيل و روسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ≫ باللغة الإنجليزية ≫ Brazil, Russia, India, China and South Africa، حيث أن الدول المؤسسة هي الأربعة الأولى وعُقد أول لقاء على مستوى الزعماء دول ≪ بريك - BRIC≫ في يوليو عام 2008، وذلك في اليابان على هامش قمة "الثماني الكبرى". وضم اللقاء فلاديمير بوتين و هو جين تاو ومانموهان سينغ ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية. عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في روسيا يونيو 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى ≪ بريكس ≫ بدلاً من ≪ بريك ≫ سابقا.

مصطلح ≪ بريك ≫ تمت صياغته في عام 2001 من قبل جيم أونيل الذي كان كبيراً لخبراء الاقتصاد لدى مجموعة جولدمان ساكس المالية والإستثمارية لوصف «الأسواق الناشئة» في البرازيل وروسيا والهند والصين. منذ عام 2000 إلى عام 2008، ارتفعت حصة هذه البلدان الأربعة في الناتج العالمي بسرعة، من 16% إلى 22%.

يشكّل عدد سكان دول "بريكس"، 40 % من سكان العالم، وتغطي الدول الأعضاء فيه، مساحة تزيد على 39 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 27 % من مساحة اليابسة. ويتجاوز حجم اقتصادات دوله، الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة السبع، الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وفرنسا وكندا وإيطاليا. ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي فإن حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول "بريكس"، طبقا للقوة الشرائية، يبلغ 44.1 تريليون دولار، فيما يبلغ حجم اقتصادات دول مجموعة السبع الكبرى 40.7 تريليوناً.

يمثّل إقتصاد تحالف بريكس ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي، وساهم بأكثر من نصف النمو العالمي في 2016، وينتج 30%، مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات. دوله الخمس، تعتبر من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40% من مجموع احتياطيات العالم.

المجموعة تهدف إلي تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وجيوسياسي بين الدول الخمس المنضوية فى عضويتها، وتنمية البُنى التحتية لدول المجموعة، وتحقيق آليات فعالة للتعاون بين الدول الخمس خلال الأزمات الاقتصادية ، وإيجاد طريقة لمنح وتبادل القروض بين دول المجموعة بشكل لا يؤثر ولا يحدث أي خلل اقتصادي لأي من دول المجموعة. وتدويل العملات المحلية وإجراء تجارة بينية بالعملات المحلية فيما بينها .وأيضا توفير قروض آجلة وميسرة لبلدان العالم الثالث والدول النامية، وتقديم تسهيلات ائتمانية أفضل من تلك المفروضة من قبل البنك وصندوق النقد الدوليين .

تم تدشين بنك التنمية لمجموعة البريكس فى عام 2015 ، برأس مال قدره 100 مليار دولار أمريكي في مدينة شنغهاي بالصين. ويهدف البنك الي توظيف الأموال فى مشروعات البنى التحتية، وانشاء احتياطات مشتركة من العملات الصعبة أو عملات الملاذ الآمن لمواجهة التقلبات فى السوق المالية العالمية. كما يهدف إلى وضع استراتيجية استثمارية تمكنه من شراء حصص فى كبريات الشركات العالمية، وكذلك تمويل المشروعات التكنولوجية المربحة، بخاصة فى دول الجنوب.

لم تقتصر اهداف مجموعة البريكس علي الجانب الاقتصادي، وانما شملت تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي، حيث قام وزراء العلوم والتكنولوجيا والابتكار في دول المجموعة بالتوقيع على خطة عمل لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الاعضاء في 18 يوليو 2017 في مدينة هانغتشو بالصين.

تجدر الإشارة الى أن البيانات والميزات الاقتصادية المشار اليها أعلاه سوف تتعاظم قيمتها وأرقامها وآثارها الإيجابية على مصر وباقى أعضاء المجموعة بعد إنضمام مصر والسعودية:

مصر بما تملكه من ثروات تقول تقارير وكالة الأبحاث الفضائية ناسا عنها : أن مصر تعوم على بُحيرات من الغاز والبترول, أضف الى ذلك الرخام والجرانيت والرمال البيضاء والسوداء والذهب والعديد من المعادن الأخرى والثروة الزراعية والحيوانية الآخذة في النماء وما تمتلكه الآن من بنية تحتية في كافة القطاعات وقدرة إنتاجية عالية من الطاقة التقليدية والمتجددة، فضلا عن ما تمتلكه من موقع جغرافى إستراتيجى وأهم ممر مائى في العالم ≪ قناة السويس ≫ وأكثر من ثلث آثار العالم ومواقع سياحية علاجية وشاطئية موزعة على أكثر من ألفي كيلو متر على البحرين الأحمر والمتوسط ومواقع ثقافية فضلا عن سياحة المؤتمرات والسياحة الزراعية، وتاج كل القوى والمقومات الاقتصادية والمؤهلة لتنمية مستدامة والتى يُحسب لها الحساب على صعيد الوطن العربى والشرق الأوسط وإفريقيا ألا وهى ≪ القوة الكامنة في الشعب المصرى وقيادته الأمينة ≫ ومن لا يعلم يعود الى التاريخ …..، والسعودية كأكبر دولة منتجة للنفط الخام في العالم وما لديها من إحتياطى كبير من الغاز والعديد من المعادن و مساحة الأراضى التي تبلغ 2,150,000 كم² والسياحة الدينية ≪ حيث جاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلا من قبل السياح المسلمين ورابعها عالميًا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين، من بين 130 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م≫

هنالك معادلة اقتصادية يتفق عليها أغلب الباحثين والمتخصصين والتي تقول (أنهُ كلما زادت مساحة الدول الجغرافية زادت حظوظها في الحصول على الموارد الطبيعية المتنوعة والثرورات الباطنية التي تحتاجها في تنمية اقتصادها)، ولو أخذنا هذه المعادلة وطبقناها على البريكس لوجدنا أن روسيا الاتحادية هي أكبر دولة من حيث المساحة في العالم وفي البريكس ، بريكس تشكلها دول في أربع قارات: البرازيل في الأمريكتين، روسيا في أوروبا، الهند والصين في آسيا وجنوب أفريقيا في أفريقيا.

ومما لاشك فيه أن القدرة الاقتصادية والمصادر الطبيعية لتحالف دول بريكس ستكون أكبر وأشمل بعد إنضمام مصر "في إفريقيا" والسعودية " في آسيا "

ونحن هنا إذ نعرض لهذه البيانات ونضع بين إيدى المواطن تلك الحقائق والتوقعات لِنُعِيد التأكيد على حقيقة أن : القادم بإذن الله أفضل بكثير وأن لاعودة الى قيود الهيمنة الدولارية ووالخضوع لتَعَسُف وأوامر البنك وصندوق النقد الدوليين والحاجة الى مؤسسات الإقراض وصناديق إستثمار بعض "الأشقاء"، < مصر تفلت من مخالب الصندوق > مصر سَتُحلِق في فضاء التعاون والمشاركة والتنمية المستدامة، مصر ستتنفس هواءاً نظيفاً وتستعيد مجدها وعزتها ورخائها المَسْطُور في كتب التاريخ ويُذكر بألسنة الشرفاء ويدون بتقارير الخبراء ويُمدح بقصائد الشعراء، سينعم المصريين بثمار الصبر والوحدة والتكاتف بين الشعب والشرطة والجيش تحت قيادة مُخلِصة ضحت بالروح والراحة في سبيل ضمان مستقبل مستقر لشعب مصر، تلك القيادة التي قالت:

مصر أم الدنيا وهتبئا أد الدنيا. تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

كاتب المقال الخبير الاقتصادي فتحى ندا