بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

البركان الخامد : الحلقة الثانية من كتاب جماعة الدم للكاتب الصحفى عبد الناصر محمد

الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد
محمود شاكر -

كتاب جماعة الدم للكاتب الصحفى عبد الناصر محمد ، نسرد الجزء الثانى من الحلقات التي يتم نشرها على موقع " بوابة الدولة الإخبارية " يومياً
يقول الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد في الجزء الثانى ، قبل عرض سلسلة جرائم تنظيم الإخوان نود الإشارة إلى أمر ضروري .. فقد يتوهم الكثيرون من أبناء الشعب - بما في ذلك أصحاب القرار - أن مصر تكاد تكون تخلصت تماما من هذا التنظيم الدموي، وتطهرت من أفكاره المسمومة، وأنه تم هدم المعبد الهرمي الذي نجح في خداع عدد هائل من أبناء الوطن، بل وتحول إلى أفعى تبث سمومها في العديد من دول العالم، فأصبح هناك ما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان الذي يغترف الأموال من أجل استقطاب العديد من الشباب، واستخدامهم في تنفيذ مخططات سافرة، هدفها سيطرة الماسونية والصهيونية العالمية على المشهد الدولي، ومن ثم التحكم في مقدرات ومصائر الشعوب. والواقع يؤكد أن النبت الشيطاني الإخوان مازال متربصا بالوطن، يطل من داخل جحوره منتظرا من جديد الفرصة السانحة للظهور مرة أخرى كالبركان الخامد تحت الأرض الذي سيأتي يوما لينفجر، وينشر حممه ليحرق كل من حوله.


ولنا في التاريخ العبر، ففي نهاية عهد الملك فاروق وبعد سلسلة من الجرائم المرتكبة في حق الوطن والوطنيين، والتي سوف نعرض جانب منها في هذا الكتاب، تم القبض على رموز الشر من رؤوس هذه الجماعة المشبوهة، وحينها ظن السُذَّج أن أمر هذه الجماعة قد انتهى، ولكن سرعان ما أعيد إحياؤها فكان لهم الدور البارز في حريق القاهرة يناير ١٩٥٢ ، وعقب ثورة يوليو اصبح لهم دور كبير في المشهد السياسي ، ولكن حين تبين لعبد الناصر نواياهم الخبيثة شن ضدهم حربا ضروسا ، وأعتقل رموزهم وحاكمهم ونفذ حكم الإعدام الصادر ضد بعضهم، وظن السُذَّج للمرة الثانية أنه تم القضاء عليهم تماما، وذهب عبد الناصر وفتح السادات أبواب السجون وأخرجهم منها، وولدت من أرحامهم النجسة جماعات مسلحة شديدة الدموية فاغتالت السادات نفسه؛ لتشن ضدهم حملات ضارية مرة جديدة، ليظن السُذَّج للمرة الثالثة أنهم أصبحوا ذكرى ورحلوا للأبد، وإذا بهم يعودون بأوامر أجنبية في عهد مبارك، بل والأدهى أنهم يحصلون على مزايا وصلاحيات واسعة وتمثيل تاريخي بالبرلمان إلى أن جاءت أحداث يناير ليستولوا على الحكم، ثم ثورة ٣٠ يونيو المجيدة التي أطاحت بهم، و التي قامت بتعرية أفكارهم المتطرفة، ويظن السُذَّج من جديد أنه تم بالفعل تحرير شهادة وفاة لهذه الجماعة، ولكن إلى متى نظن ؟ وإلى متى نظل ساذجين ؟ فها هم يطلقون الشائعات التي تسعى لتأليب الرأي العام ضد النظام، مستغلين حالة الغلاء التي تعانى منها جماهير الشعب، ثم يستغلون أيضا حالات العفو والإفراج عن بعض عناصرهم المنحرفة، ويفسرون ذلك بالخوف منهم، ومن إرهابهم ،ونجد من يدافع عنهم من بيننا وهؤلاء هم ساذجو هذا العصر، الذين يرددون أنه لا يجب حين يحدث أمر ما أن نقول أن من ورائه الإخوان، فقد انتهوا ، ولكن لن نرتمي في أحضان هذه الأفكار الساذجة، ولابد أن تظل اليقظة من خطورة هذا التنظيم الذي ينتظر الفرصة ليخرج من ثباته، ويطيح بأمن واستقرار الوطن.
الجدير بالذكر إن كتاب جماعة الدم للكاتب الصحفى عبد الناصر محمد ، تم صدوره مؤخراّ عن شركة العالمية للصحافة والنشر والتوزيع التى يرأسها الكاتب الصحفى هشام جاد،ويعرض الكتاب بجناح دار المعارف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى سوف تبدأ فعالياته الثلاثاء المقبل.