بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

مفتي الجمهورية: القرآن يرد على من يحرم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد

مفتى الجمهورية
ايه أحمد -

تقدّم فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم بخالص التهاني للأخوة المسيحيين المصريين ولكل مسيحي على وجه الأرض ولكل مسلم على ميلاد سيدنا عيسى الذي نؤمن به، وموجهًا التهنئة لجميع المصريين كل عام وأنتم بخير بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر.

وأَضاف فضيلته أن الله عز وجل أرسل الرسل والأنبياء حتى يستنير الناس ويمشون على الصراط المستقيم؛ لأن البشرية يمكن أن تحدث لها هزات فتعود إلى سبيل الرشاد مرة ثانية؛ فالأنبياء والرسل مشاعل النور والهداية للبشرية، ودراسة تاريخهم تعلمنا الأمل والاستبشار وعدم القنوط من رحمة الله.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن رسل الله جميعًا أرسلهم الله بمبادئ كلية واحدة، وهي ما عبر عنها علم أصول الفقه بـ "الكليات الخمس" منها: حفظ الأنفس والدين والأعراض والأموال والعقل، ولعمارة الأرض كذلك ونشر الرحمة، وهي القيم التي يشترك فيها جميع الأديان السماوية.

وأضاف فضيلته أن الشرائع السماوية بمجملها منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد نجد أن الكل يدعو إلى الله والإيمان به والأخلاق الكريمة؛ فالرسالة واحدة لإدارة حركة الحياة في هذه الأرض، ولكي يؤدي الإنسان الرسالة التي خُلق من أجلها وهي عمارة الأرض، وأن الأنبياء جميعًا بعثهم الله لينشروا السلام والبناء والعمران وينيروا الطريق أمام البشرية في كل زمان ومكان.

وأكد فضيلة المفتي على أن ميلاد الأنبياء هو ميلاد رحمة وسلام ومحبة للعالمين، وأن ذكرى ميلادهم هي مناسبات سعيدة على البشرية جمعاء نحتفل بها ونتذكر ما أرسلهم الله سبحانه وتعالى به من أخلاق وقيم من أجل صلاح الناس. والله سبحانه وتعالى ذكر ميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهنأ به فقال سبحانه: "وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً"، مشيرًا إلى أن سيدنا عيسى نال خصوصية خاصة ومساحة واسعة في القرآن الكريم.

البعض بتحريم الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى فهؤلاء هم الذين يحرمون الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن في الاحتفال بالأنبياء والرسل امتثالًا للأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى وما فيها من نعم وعبر وآيات، قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]؛ فإن مِن أيام الله التي تستلزم الشكر عليها ويُشرَع التذكير بها: أيامَ ميلاد الأنبياء عليهم السلام، وفي هذا رد واضح وبرهان لائح على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد؛ لأنه يستلزم تعطيل الأمر الإلهي بالتذكير بأيام الله؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف، فعن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه مسلم.