بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب .. منيا القمح تهاجر الي (ميلانو) بطرق غير شرعية

الكاتب الصحفي مجدي سبلة
-

كنا نعرف من سنوات أن قرى بعينها في دلتا مصر تعرف الهجرة إلى أوربا بطرق غير شرعية عبر البحار والمحيطات مثل نبروه ونوسا الغيط ونوسا البحر وبعض قرى الدقهلية والغربية وكفر الشيخ .. هذه الظاهرة بعد ٢٠١١ كانت قد توقفت وانتقلت هذه الأيام إلى قرى محافظة الشرقية وبالتحديد في قرى مركز منيا القمح تحديدا قرى حوض الطويل و ميت سهيل وقرية دهمشة وقرية بنى هلال وتلبانة حيث هاجر من هذه القرى في الثلاثة أشهر الأخيرة قرابة ٢٠٠٠ شاب والغريب أنهم في أعمار تتراوح من ١٥ إلى ٢٠ سنة حيث يهاجرون إلى ليبيا اولا ثم يتوجهون من ليبيا الى ايطاليا عبر مراكب رثة قديمة ويسافرون من خلال سماسرة في منيا القمح يعملون لصالح سماسرة في ميلانو بتكلفة تتراوح من ١٠٠ إلى ١٥٠ الف جنيه للفرد الواحد حيث يتولى السمسار المقيم في ميلانو عمل طلب لجوء للشاب عند وصوله إلى هناك تمهيدا لعمل إجراءات إقامة تضمن بقاءه أطول فترة ممكنه ..الغريب أن هناك سماسرة ليبين يعملون سرا بين سماسرة منيا القمح وسماسرة ميلانو لكنهم يظهرون عندما تتعطل المركب المحمل على متنها عدد من الشباب المهاجرين فيقوموا بانقاذهم ويبدأوا المساومة عليهم بفرض فدية يطلبونها من ذويهم في مصر وتحصيل مبالغ أخرى مقابل الإفراج عنهم
..وسماسرة في أحد مراكز الاحتجاز في ليبيا يلوحون
بمقتلهم بحجة أنهم حاولوا الهجرة من ليبيا عبر المتوسط وهم من قاموا بأنقاذهم ..
الليبيون الرسميون يعربون عن قلقهم من احتمال إقامة معسكرات للاجئين وما ستجلبه من مشكلات معيشية وأمنية داخل الحدود الإيطالية بعد الهجرة .
وعلى جانب آخر هناك تلويح من روما إلى ليبيا بأنها ستتعرض للأزمات التي تعرضت لها تركيا ولبنان بسبب اللاجئين، في إشارة للمتاعب الاقتصادية وزيادة الجريمة والمصادمات بين اللاجئين والمواطنين المتضررين من وجودهم على أراضيهم .
وهناك من يلوح بكوارث بشرية ستقع داخل معسكرات المهجرين جراء الصدامات العسكرية التي تشهدها البلاد بسبب هؤلاء اللاجئين .
سيكون البحث عن حل للأزمة عند أوروبا مرهونا بالطرف الليبي الذي يجعل الأراضي الليبية مركزا لاستقبال المهاجرين، في إشارة إلى أن الأوروبيين سيدعمون في الحكم هذا الطرف بغض النظر عن صلاحيته لليبيا.
بالرغم من أن هناك اتفاقية إنشاء معسكرات احتجاز المهاجرين بين ليبيا وإيطاليا في 2017 ، ولكن مصطلح معسكرات اللاجئين "أشمل" من احتجاز المهاجرين غير الشرعيين؛ وهو ما يعني زيادة أعداد الأجانب الذين يمثلون أعباءحرب أوروبية داخل ليبيا ونعلم أن زيادة الهجرة الغير شرعية قد تؤدى الي اختلاف استراتيجيات فرنسا وإيطاليا حول الهجرة وأنها ستنتقل للأراضي الليبية، وهذا سيؤدى إلى فشل حل أزمة ليبيا المشتعلة منذ 2011.
فرنسا ربما لا توافق على التعاون الإيطالي مع الميليشيات لمنع انطلاق المهاجرين من السواحل الليبية إلى أوروبا، بعد فتح الباب أمام هذه الميليشيات لترسيخ وجودها، وأصبحت لديها مصالح سياسية واقتصادية تعبث بأمن ليبيا بتمويل أوروبي.
و هذا الخلاف سيمنع وجود سياسة موحدة داخل ليبيا كما هو حادث الان ، وقد نجد فرنسا تؤيد فصيلا سياسيا معينا لتنفيذ استراتيجيتها بشأن الهجرة، وإيطاليا تؤيد فصيلا آخر يؤيد استراتيجيتها هي.
لا حل بشأن أزمة الهجرة إلا بتوحيد استراتيجية أوربية موحدة تواجه المشكلة، وإلا ستتفاقم، ويدفع الثمن ليبيا وجيرانها.
بالرغم من أن الليبيون لديهم مخاوفهم من احتمال إقامة معسكرات للاجئين وما ستجلبه من مشكلات معيشية وأمنية. في الوقت الذى نجد أوروبا لتكون مجبرة على استقبال لاجئين.
ليبيا ستتعرض للأزمات التي تعرضت لها تركيا ولبنان بسبب اللاجئين، في إشارة للمتاعب الاقتصادية وزيادة الجريمة والمصادمات بين اللاجئين والمواطنين المتضررين من وجودهم وأنه ستقع كوارث بشرية داخل المعسكرات جراء الصدامات العسكرية التي تشهدها البلاد.
سيكون البحث عن حل للأزمة عند أوروبا مرهونا بالطرف الليبي الذي يجعل الأراضي الليبية مركزا لاستقبال المهاجرين، في إشارة إلى أن الأوروبيين سيدعمون في الحكم هذا الطرف بغض النظر عن صلاحيته لليبيا.
فرنسا لا توافق على التعاون الإيطالي مع الميليشيات لمنع انطلاق المهاجرين من السواحل الليبية إلى أوروبا، بعد فتح الباب أمام هذه الميليشيات لترسيخ وجودها، وأصبحت لديها مصالح سياسية واقتصادية تعبث بأمن ليبيا بتمويل أوروبي.
وهذا سيحول إلى وجود سياسة موحدة داخل ليبيا وجيرانها ..

كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق