بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ملاحظات ورسائل معتمر مصرى

الكاتب الصحفي محمود نفادي
-

لقد من الله عليه باداء العمرة هذا العام بعد اخر عمرة اديتها فى عام ٢٠١٦ وبالطبع السبب فى ذلك جائحة كورونا الى جانب زيادة سعر رحلة العمرة حيث كانت رحلة العمرة من قبل تتكلف ١٠الاف جنيها لرحلة الخمس نجوم وقد نظمت شعبة المحررين البرلمانيين فى عهدى كرئيس للشعبة عدة رحلات لاداء العمرة للصحفيين البرلمانيين مع تقديم دعم فى حدود ٥٠%من تكاليف الرحلة بينما تكلفة الرحلة الان تتجاوز ٥٠الف جنيه وهو مبلغ يفوق قدرة الكثيرين من المصريين خاصة من ابناء الطبقة المتوسطة
وبعيدا عن تكلفة رحلة العمرة فان من يسافر لاداء العمرة يجد زحاما غير مسبوق للمعتمريين من جميع دول العالم وايضا المعتمريين السعوديين واصبح الدخول الى المسجد النبوى لاداء الصلاة فيه وايضا بيت الله الحرام حلم يراود كل معتمر ولايجد امامه سوى الساحة الخارجية وان اراد ان يفوز بالصلاة داخل الحرمين عليه ان ياتى قبل موعد الصلاة بثلاث ساعات على الاقل
وزيارة الروضة الشريفة وقبر رسولنا الكريم لابد ان تتم قبل السفر من خلال تطبيق نسك والحصول على تصريح يحدد اليوم والساعة وتحتاج الزيارة الى نحو ٣ساعات انتظار فى الطوابير ونحو ساعة اخرى قبل الدخول ولايسمح للبقاء داخل الروضة الشريفة اكثر من ٥دقائق وقد هالنى مارايته وايضا تجربتى الشخصية لزيارة الروضة الشريفة التى كنت اصلى فيها باستمرار خلال رحلات العمرة السابقة واشعر براحة نفسية داخل الروضة الشريفة
واداء مناسك العمرة فى البيت الحرام تحتاج ايضا الى تصريح وقوة بدنية للتعامل مع المعتمرين الاشداء فى الطواف حول الكعبة المشرفة ولاول مرة لايسمح للرجال بالدخول الى صحن المسجد الحرام الالمن يرتدى ملابس الاحرام وغير ذلك يصعد للادوار العليا عبر السلم الكهربائي خاصة من باب الملك فهد
والسعى بين الصفا والمروة لكبار السن والمرضى وغير القادرين على المشى يحتاج لمقدرة مالية لاستخدام كرسى متحرك لابد من دفع ١٠٠ريال على الاقل اى مايعادل ٦٥٠جنيها مصريا وقد شاهدت معتمرين ليس بمقدروهم دفع هذا المبلغ مما يتطلب من ادارة الحرم المكى الى تخفيض هذة التكلفة الى ٥٠ريال فقط او ان يبادر خادم الحرمين الشريفين الى اطلاق مبادرة لتحمل التكلفة لغير القادرين لاداء السعى بين الصفا والمروة
وعندما سالت عن سر هذا الزحام الرهيب هذا العام كان التفسير هو نظام التاشيرات الجديد الذى سمح لابناء نحو ٥٠دولة حول العالم فى حصول المعتمرين على التاشيرة من المطار مقابل دفع ٤٠٠ريال ورفضت الحكومة المصرية استفادة المصريين من ذلك حتى يدفع كل معتمر مصرى ١٠الاف جنيه لصندوق السياحة وقد اثر ذلك على انخفاض اعداد المعتمرين من المصريين هذا العام بشكل كبير
وبعيدا عن صعوبة اداء مناسك العمرة فان هناك صعوبة مالية تواجة المعتمر بسبب ارتفاع الاسعار بشكل كبير بالنسبة للسلع والخدمات بما فى سلع الاكل والشرب حيث ان سعر اقل وجبة فى حدود ٢٠ريال اى ١٣٠جنيها مصريا وزجاجة مياة الشرب تصل الى نحو ٣ريال اى ٢٠جنيها مصريا واصبح الشراء ب٥ريال او حتى ١٠ريال حلم بعيد المنال خاصة للمعتمرين البسطاء من اهلنا فى ريف مصر حيث ان تكلفة اقامة المعتمر تحتاج لنحو ١٠٠ريال يوميا على الاقل لتلبية احتياجاته الاساسية
والشكوى من ارتفاع الاسعار فى السعودية طالت الجميع بما فى ذلك السعوديين والمصريين العاملين هناك وسمعت من مواطن مصرى يعمل بالسعودية ان كرتونة البيض وصل سعرها الى ٣٠ريال اى مايعادل ٢٠٠جنيه مصرى بعد ان كان سعرها ١٥ريال واكثر من ذلك ورغم ان السعودية دولة بترولية فسعر لتر البنزين ٤ريال اى مايعادل ٢٥جنيها مصريا كما عرفت من التجار فى المحلات ان هناك ضريبة فرضت على السلع والخدمات بقيمة ١٥%مما ضاعف من الاسعار لدرجة ان ملابس الاحرام التى اشتريتها من هناك دفعت فيها ١٢٠ريال اى مايعادل ٨٠٠جنيه مصرى بعد ان كان سعرها فى اخر عمرة لى نحو ٥٠ريال
وعندما تحدثت مع صاحب المحل وقلت له ان الريال السعودى ارتفع فرد عليه وهو يبتسم ان الجنيه المصرى هو الذى انخفض وتذكرت عندما سافر والدى رحمة الله علية للعمل بالسعودية عام ١٩٧٣وكان يرسل لنا الريالات كان سعر الريال يعادل ١٦قرشا مصريا ان ان الجنيه كان يعادل ٥ريالات سعودية الان الريال يعادل ٧جنيهات مصرية وقصة هاتلى سبحة وطاقية تتكلف ٢٠ريال اى ١٣٠جنيها مصريا فغالبية المعتمرين المصريين لم يعد يشترى سبحة وطاقية لتقديمها هدايا للاهل والاحباب لان سعرهم فى مصر ٥٠جنية
ولعل من غرائب رحلة العمرة لى هذا العام هو اختفاء اغلب الادوية من الصيدليات السعودية بما فى ذلك اكبر سلسلة صيدليات وهى مجموعة النهدى وخاصة البندول الازرق وبندول علاج العظام واذا وجد لايسمح لك الا بشراء علبتين فقط واختفاء ادوية علاج الروماتيزم وفيتامينات الاطفال وغيرها ولاتجد ردا مقنعا عن سبب اختفاء الادوية التى يحتاجها المعتمرين ونصيحتى لكل معتمر ان يحمل شنطة ادويته معة وهو يستعد لاداء العمرة
هذة بعض الملاحظات والرسائل عن رحلة العمرة لى هذا العام دون تهويل او تهوين مع تقديرى التام لما تقدمة حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات للمعتمرين من كل انحاء العالم واسجل اشادتى بقطار خادم الحرمين الذى يقطع المسافة من المدينة المنورة الى مكه المكرمه فى ساعتين ونصف وهى اول مرة لى ان استقل القطار من المدينه الى مكة خاصة ان الرحلة بالسيارة تستغرق ٥ساعات وان كان الامر يتطلب تخفيض قيمة التذكرة حتى يتمكن غالبية المعتمرين من الاستفادة منه لان تذكرة القطار تصل الى نحو ٥٠٠ريال سعودى اى مايعادل ٣٥٠٠جنيه مصرى
واخيرا فاننى ادعو الله سبحانة وتعالى ان يتقبل منى العمرة انا والسيدة زوجتى وان يضعها فى ميزان حسناتنا كما ادعو الله سبحانه وتعالى ان يتقبل دعوة كل مصرى يهفو قلبه لزيارة بيته الحرام واداء العمرة وادعو حكومة خادم الحرمين الشريفين ان تقدم المزيد من التيسيرات والخدمات للمعتمرين وتخفض اسعار السلع والخدمات اما الحكومة المصرية فادعوها الى مراجعة قرارتها بشان العمرة ودراسة انشاء صندوق لمساعدة الفقراء على اداء العمرة على غرار صندوق مساعدة الغارمات لان ملايين المصريين تهفو قلوبهم لبيت الله الحرام خاصة ان هناك تجارب لدول اسلامية عديدة خاصة فى جنوب شرق اسيا تفعل ذلك حيث يدعو معتمرى هذة الدول لحكوماتهم وهم بملابس الاحرام بدلا من الدعوة عليهم فاللهم قد بلغت اللهم فاشهدز

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين