بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

التحنيط والسيدة المجهولة في وراسو.. دراسة مصرية تؤكد نفي حمل المومياء بالصور

الاشعة المقطعية للمومياء
ندى وجدي -

نشر المتحف المصري بالتحرير، قواعد التحنيط لدى المصري القديم، حيث ارتبط استمرار الحياة عند المصريين القدماء في العالم الآخر ارتباطًا وثيقًا بحفظِ الجسد، والذي كان ْ يَدْعمَ كيان الروح. وقد تنوعت أساليب التحنيط فى مصر القديمة. فقد كان جسد المتوفى فى عصر ما قبل التأريخ يحفظ فى رمال الصحراء الحارة، ويلف بالقماش ،أو الجلود وهو ما يسمى بالحفظ الطبيعى للجسد البشرى حيث تبخر أشعة الشمس الشديدة ماء الجسد تبخيرا بطيئا مما يسهم فى حفظه بصورة طبيعية.

ويعد التحنيط الصناعى هو ثانى أسلوب استخدمه المصريين القدماء فى حفظ الجسد حيث يمكن تتبع ذلك مما عثر فى مقبرة الملك جر فى أبيدوس.، وقد تغيرت تقنيات التحنيط من وقت لآخر ومن طبقة إجتماعية لآخرى فقد استخدمت تقنية تحنيط متواضعة للطبقة الفقيرة فى المجتمع المصري حيث لا يتم استخراج أعضاء الجسد الداخلية خلال هذه العملية، حيث استخدم فقط الماء وملح النطرون أما تقنية التحنيط التى استخدمت للطبقة العليا فى المجتمع المصرى فقد كانت مميزة وتتبع ترتيبا واضحا حيث يتم مجابهة تحلل الجسد باستخراج الآعضاء الداخلية ثم غسل الجسد بمزيج من المواد وزيت النخيل ويظل القلب كما هو فى الجسد بعد عملية تحنيطه لآنه مركز الأحساس والحياة ، وبعد ذلك يتم تجفيف الجسد بملح النطرون خاصة فى تجاويف الجسد الداخلية والجلد الخارجى كذلك.وقد كان هذا الأسلوب شائعا فى العصر الذهبى لعلم التحنيط عصر الدولة الحديثة، وقد حفظ المصريون القدماء الحيوانات كذلك وقد كانت مومياوات الحيوانات تستخدم بها تقنيات مشابهة للمومياوات البشرية فى عملية التحنيط مع وجود تعديدلات فى عملية التحنيط.

وآثارت مومياء وارسو المحنطة فى بولندا الجدل الكبير بين علماء آثار أجانب ومصريين ، حيث نشر العلماء الأجانب أنها مومياء حامل ، بل وتم تداول فيديو منذ عدة أيام لإعادة وجهها ، وأنتجت الفيديو عالمة الأنثروبولوجيا الشرعية الدكتورة شانتال ميلاني من مشروع مومياء وارسو، وكشفت فيه عن مراحل عملها التي اتبعتها لإعادة بناء وجه مومياء السيدة الغامضة.

وقالت الدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب، إن ما نشرته وسائل الإعلام العالمية في إبريل الماضى عام ٢٠٢١ م والخاص بخبر اكتشاف أول مومياء مصرية حامل غير صحيح .

وأوضحت سليم فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أنه تم الإعلان عن المومياء الحامل، بناء على دراسة بالأشعة المقطعية لمومياء مصرية تعود للقرن الأول قبل الميلاد محفوظة بمتحف ببولندا، وقد تم نشرها في (مجلة علم الآثار) الأمريكية، وفندت دكتورة سحر هذا الإدعاء.

وأوضحت دكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة بكلية طب جامعة القاهرة وخبيرة أشعة الآثار في مقالة علمية نشرتها في نفس المجلة (مجلة علم الآثار)، بأن ما وصفته الدراسة البولندية على أنه جنين ماهو إلا لفافات من مواد التحنيط، فهي مسمطة، و لا تحمل أي عظام، أو صفات تشريحية للجنين.

وكانت الدراسة البولندية، بررت عدم وجود أي عظام، بأنها قد تكون انكمشت بسبب الجفاف أو ذابت، و هو ما فندته د. سحر فى دراستها العلمية ، حيث قالت:"من غير المنطقي أن تتحلل عظام الجنين ويبقى جسده سليما، كما أن ترك الرحم الحامل يتنافى مع عملية التحنيط، حيث يزيل المحنطون الأحشاء لأنها لو تركت تتسبب في تعفن الجسم، وتفشل عملية التحنيط".

وأكدت سليم أنه لا يمكن أن تكون الكتلة الكروية هي رأس الجنين كما تدعي الدراسة البولندية؛ لأن عظام جمجمة الجنين تكون غير ملتحمة، ولابد أن تتفكك الجمجمة و تنهار.

الجدير بالذكر، أنه لم يتم من قبل تشخيص أي حمل بداخل أي مومياء مصرية محنطة؛ لذلك ففرضية الدراسة البولندية خاطئة.