بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

البرلمانى السابق رجب هلال حميدة يكتب .. (أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكم

البرلمانى السابق رجب هلال حميدة
-

" بسم الله الرحمن الرحيم "

فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَا تَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا (65) قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (67) وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا (68) قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا (69) قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡـَٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرٗا (70) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا (71) قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا (73) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا (74) ۞قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (75) قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا (76) فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا.(صدق الله العظيم)

#جميعنا أو بعض منا يداوم على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعه كطقس من طقوس يوم الجمعة المباركة ولما لها من فضل عظيم ومنفعة تعود على كل من داوم عليها ..

ولكن ألم يستوقفك عزيزى القارئ شئ؟!!!!!!
لقد كانت جملة المشَاهِد التي مررنا عليها كثيرًا في ثنايا القصة هي ثلاثية السفينة والغلام والجدار، وقد جاء العبد الصالح لينطلق في حركة الحياة، ومعه موسى عليه السلام ُيُراقب ويشاهد، كما كان كذلك يعترض ويعاتِب، ولا يستطيع مع أفعال العبد الصالح صبرًا، بل كان يعترض وَفْقًا للعلم الظاهر الذي خفِي عليه العلم الباطن..

# ولما كان واجب الكاتب أن يعظ الناس المواعظ البليغة المؤثرة التي تقودهم إلى العمل والالتفاف حول الحاكم ، كما هو منهج الأنبياء وكما هو واضح من وعظ موسى عليه السلام للناس، فلنتأس بهم ولنمش على خطاهم، وهذا يحتاج إلى صدق مع الله، والتسلح بالعلم النافع..

# فاليوم ونحن نشاهد ونسمع دعوات للخروج على الحاكم من شرذمة لا تريد لمصر أن تكون مستقرة، ويريدون إحداث زعزعة مستغلين الأزمات العالمية. فتلجأ تلك القوى إلى بث عدم الثقة، واللعب على وتر معنويات الناس وعواطفهم، وتتجه إلى جبهات تعلم أنها خسرت فى اللعب فيها بشكل مباشر. ومن ذلك الشائعات التى تبثها إلى اليوم المعارضة الكائنة فى الخارج فى عديد من النظم السياسية منها النظام الإخوانى الإرهابى والإيرانى الشيعى، من أجل النيل من مصر وسُمعَتها، هم في حقيقة الأمر، خونة يسعون لطعن الدولة المصرية والنيل منها.

# فمنذُ تولى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد في 2014 وضع خريطة تنمية عملاقة لمصر، حيث تميزت فترة حكم فخامة الرئيس السيسي، بإطلاق المشاريع القومية العملاقة، ويواصل الرئيس البناء والتنمية وإقامة مشروعات قومية كبرى، حيث أحدث الرئيس منذ توليه الحكم نهضة تنموية كبرى.إذ أن الإصلاح الاقتصادى والإجتماعي الذي قدَّمه لنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى كان مراد الله في الأرض ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ (الكهف)، لشعب عانى ويلات الإهمال والتجاهل على مر عقود من الزمن وبعد طول إنتظار منَّ الله علينا بقيادة سياسية تواصل الليل بالنهار و تبذل مجهودًا جبارًا من أجل الأرتقاء بمستوى حياة المصريين وبناء مؤسسات دولة قوية لها رؤية وخطط إستراتيجية طويلة المدى،فيجب علينا أدراك أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به ، وأن المُوافق لأمر الله يُعان مالا يُعان غيره.
والعلم الذي يعلمه الله عز وجل لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده ، وعلم لدّنيّ يهبه الله لمن يمنّ عليه من عباده وقد تميز قائد مسيرتنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن جمع هذين الحسناوين من العلم .
لكن بعض الناس أعداء ما جهلوا فقد يرفضون الحق ، ويقفون موقف الأعداء ، لكن إذا وضح لهم الحق يستجيبون فعلى الإنسان ألا يغترَّ بظواهر الأشياء، وزخرف الكلمات من مروجى الإشاعات وأن يعلم أن هناك حقائق مخفية خلف الأسباب الظاهرة للغاية المضمرة، والستار الذي تراه العيون لليد التي لا تراها الأنظار ولا تدركها الأبصار، هي يدُ المدبِّر لسقوط الدولة المصرية ومن وراءها الوطن العربى قاطبة كما حدث للعراق واليمن وليبيا.

# ودعنى أذكرك عزيزى القارئ بهذه المقولة الشهيرة التى ستظل خالدة فى ذاكرة الأمة العربية قاطبة والأمة المصرية خاصةً،مصر هتبقي قد الدنيا” وعد أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مدعومًا بإرداة رجل عظيم، يعلم ما يفعله بالضبط، للنهوض ببلاده، حتي تعود لمكانتها المعهودة والمسبوقة، ليس فقط كزعامة وريادة عربية و عالمية، وإنما كنموذج لبلد متحضر، يجمع بين ثنايا ربوعه مظاهر الحضارة والكرامة الإنسانية والعيش الكريم، والإقتصاد القوي الذي تدعمه سياسة حكيمة رشيدة،فالرئيس عبد الفتاح السيسي بتلك العبارة فتح للمصريين أفاق الطموح والأمل، رسم بها خطة نحو المستقبل، و الهدف الذي يجب علي المصريين السعي للوصول إليه وتحقيقه.

# وبالفعل وعد "فصدق" بإنجاز مشروعات عملاقة وإنشاء جيل جديد من المدن، وتحقيق نهضة فى مختلف مجالات الدولة، ودفع بعجلة التنمية في كافة مجالات الدولة المصرية، وأنجز بسرعة البرق مشروعات لا حصر لها ووفر للمواطن الحماية الإجتماعية.

# ولكنى أذكرك عزيزى القارئ بأن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من شعب مصر العظيم (الصبر)
لتكون هذه الكلمة هى إحدى مفاتيح الفرج والفتح الآلهى كما وعدنا الله فى محكم التنزيل ..ونصحنا به مُعلم البشرية الأول رسولنا الأعظم صل الله عليه وسلم.،وإذا لم تكن مرجعيتنا كتاب الله وسنة رسوله الكريم..فلمن نحتكم إذا؟!!

# إذ يتوالى المشهد القرآني في سورة "الكهف" في جملة من الأسرار التي تتكشَّف رويدًا رويدًا، مع نهاية كل قصة كطبيعة الحال في مسمَّى السورة؛ ذلك الكهف المليء بالأسرار دائمًا ،ثلاثية السفينة والغلام والجدار كانت رموزًا لفساد عمَّ وطمَّ؛ فكان العبد الصالح ﴿ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 82]، ليُصلح هذا الفساد، وإن كان أهل الأرض من تعوُّدهم حسبوا أنه وضعٌ طبيعي، فألِفوا معه حركة تلك الحياة دون أن يحرِّكوا ساكنًا.

# فقد ظن موسى عليه السلام أن ما فعله الخضر شرًا، فتبين له أنه خير كله.فلولا جواز إرتكاب أخف الضررين لتفويت أشدهما، كما فعل الخضر عليه السلام مع السفينة، فلو لم يخرقها لأخذها الملك الظالم.،وأحيانًا يكون موت الإبن الضال راحة لوالديه وفرجًا لهما.ويندرج تحت هذا: فساد بعض الشيء لإصلاح معظمه كما يقطع الطبيب يد المريض خوفًا من سريان المرض إلى بقية جسمه وبالتالي ربما موته.
وكأنَّنا نردِّد ما قاله النبي المختار: ((لو صبَر أخي موسى....))، نعَم، لو صبر لعلمنا الكثير مما تُخفيه كهوف الحياة الحقيقة

# فمهما علا كعبُ الإنسان في العلم، و ارتفعتْ درجتُه فيه إلا أنَّه سيظل هناك من هو أعلمُ منه ولو في بعض العلوم فإن الله تبارك وتعالى قال ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾[يوسف: 76]، فموسى عليه السلام على جلالة قدره لمَّا علم أنَّ على وجه الأرض من هو أعلم منه سَأَلَ الوصولَ إليه وخرج إليه وطلب لقاءه ليتعلم منه..ويتبين لنا هنا أنه ليس في الحديث ما يدل أن موسى عليه السلام كان متكبرًا، سيما وأنه من أولي العزم من الرسل، وهو كليم الله، ونزلت عليه التوراة ويعده العلماء في المرتبة الثالثة بين الأنبياء والمرسلين بعد سيدهم محمد وأبوهم إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ومن كانت هذه حاله فلا يكون عنده شيء من الكبر،ومع ذلك قال سيدنا موسى عليه السلام (ستجدني إن شاء الله صابراً ) أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة ،" لا أعصي لك أمراً " وفيه تمام الامتثال والطاعة.

# ولنا فى الانبياء والرسل أسوة حسنة..فمن ثوابت ديننا وجوب طاعة ولي أمرنا مالم يأمرنا بكفر أو يلزمنا به ، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( عَلى المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكِرَهَ ، إِلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإذا أُمِر بِمعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلا طاعَةَ ) متفقٌ عليه ، وقال رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ( مَنْ خلَعَ يَداً منْ طَاعَةٍ لَقِى اللَّه يوْم القيامَةِ ولاَ حُجَّةَ لَهُ ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْس في عُنُقِهِ بيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِلًيَّةً ) رواه مسلم ، وقال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ( اسْمَعُوا وأطيعوا ، وإنِ اسْتُعْمِل علَيْكُمْ عبْدٌ حبشىٌّ ، كَأَنَّ رَأْسهُ زَبِيبَةٌ ) البخاري ، وقالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (عليْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ وَمنْشَطِكَ ومَكْرهِكَ وأَثَرَةٍ عَلَيْك ) مسلم

# وعلماء الأمة الربانيين مُجْمِعون على حرمة الخروج على الحاكم ووجوب السمع والطاعة للحاكم.

#أكد الشيخ ابن باز رحمه الله على طاعة ولاة الأمر في المعروف وليس في معصية الله عز وجل ، وقال أن الحاكم الذي يأمر بالمعصية لا يطاع في هذه المعصية دون أن يكون للرعية حق الخروج على الإمام بسبب ذلك ، فلا يجوز الخروج على الحاكم إلا بوجود الكفر البواح الذي عنده فيه من الله برهان مع القدرة والاستطاعة على التغيير ، فإن عدموا القدرة لعجزهم فليس لهم الخروج ولو رأوا كفرا بواحا ، لأن خروجهم فيه فساد للأمة ويضر الناس ويوجب الفتنة وهو ما يتعارض ودوافع الخروج الشرعي وهو الإصلاح ومنفعة الناس والأمة ، وقال سماحته بهذه الطاعة تستقيم أمور الأمة ويحصل الأمن والاستقرار ويأمن الناس من الفتنة ، والمراد بولاة الأمر هم العلماء والأمراء والحكام ذوو السلطان.

# الأمن عزيزى القارئ أعظم النعم:

من نعم الله الأمن والأمان التي فُقِدت في بلدان كثيرة بعد بزوغ ما يسمى بالربيع العربي الذي حول ليبيا إلى صراع داخلي ، وتونس تتجاذبها الأهواء من هنا وهناك ، وكذلك بلاد الكنانة واليمن السعيد ، وما وصل إليه حال أخوتنا أهل السنة في العراق والشام ، فهل الخروج على الحاكم السني المسلم الذي لم يَكْفُر ولم يأمر بِكُفْرٍ ولا معصية يضمن لنا العيش بأمن وأمان ، أم حروب وصراعات وتنازعات على السلطة والهيمنة واعتلاء كرسي الحكم وما يتبع ذلك من ظلم وقتل وهتك للأعراض وسلب للأموال.

# وفي الختام نسأل الله أن ينفعنا بهذا العلم، وأن نأخذ الدروس والعبر من أمثال هذه القصة، لنتزود لدعوتنا، ونأخذ لمسيرتنا كل ما فيه خير وصلاح. ففي قصصهم عبرة، وفي حياتهم تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

# اللهم إنا شاهدون بوحدانيتك، مقرون بألوهيتك، سبحانك يا من لا إله سواه، اللهم اكتب لنا في مصر السخاء والرخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارزق مصر وأهلها الطمأنينة في النفس، والسعادة في القلب، والراحة في البال، اللهم جنبنا الشدائد والفتن ما ظهر منها وما بطن.

# اللهم وفق رئيسنا عبد الفتاح السيسي لما تحب وترضى وخد بناصيته للبر والتقوى وأيده بتأييدك وانصره بنصرك وكن له سندا ومعينا واجعل له من لدنك وليًا ونصيرًا،اللهم وفق رئيسينا لما تحب وترضى وخذ بيده إليك وتقبل منه واحفظه بحفظك وأجر الخير من يده.
أمين...أمين.....أمين

كاتب المقال البرلمانى السابق رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب إرادة جيل وعضو تحالف الاحزاب المصرية