بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

ايمان حمدى تكتب.. العالم و الميتافيرس

إيمان حمدي
-

أصبحت التكنولوجيا تتحكم في عالمنا بشكل واضح ، و تتدخلت فى كل امور حياتنا العمليه العلميه و أيضاً الخاصه ، و أصبح الإنسان يستطيع التواصل الإجتماعي و السفر و بمقدوره التعامل مع اى أمر يحتاجه و هو فى مكانه، و الاندماج الحقيقي في العالم الافتراضي، فيستطيع التفاعل و التشارك مع الأشخاص و مشاركتهم مناسباتهم الاجتماعيه و حضورها دون عناء أو تحمل تكاليف سفر ، كل هذا عن طريق ما يسمى بالميتافيرس، فلكى نواكب العالم الجديد من حولنا يجب أن نتعرف جيدا على ما هو الميتافيرس و ما هى أهميته و أيضاً مخاطره .

الميتافيرس : ميتافيرس (بالإنجليزية: Metaverse)‏ كلمة تتكون من جزئين الأول meta (بمعنى ما وراء) والثاني ( Verse ) وتفيد (ما وراء العالم).
فهى عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) و تكون مزيجاً للواقع الممتد (XR) و بالإعتماد على تقنيات ثلاثية الأبعاد 3D بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي ( AI ) ، لتكوين كائنات افتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين و هى عملات مشفرة جنبًا إلى جنب من أساسيات الميتافيرس، حيث تضمن البلوكتشين لكل المنضمين إلى الميتافيرس ملكيتهم لكل ما يمتلكونه في الميتافيرس، كما أنها تسهل عليهم نقل ممتلكاتهم والتحكم فيها بكل شفافية .
و أصبحت العملات المشفره العملة الرسمية في عالم الميتافيرس و الألعاب، فهي تسمح لكل المستخدمين بشراء ما يحتاجونه من معدات وأدوات داخل ميتافيرس اللعبة ، و يتم تفاعل المستخدم والروبوتات والذكاء الاصطناعي فى العالم الممتد ( XR ) ،
الميتافيرس هو عوالم افتراضية بجانب عالمنا الحقيقي يمكننا أن نتعايش فيه باستخدام ( الأفاتار ) الخاص بالمستخدم و هو صورة رمزيه يعبر بها المستخدم عن شخصيته و إستخدام شخصيه تعبر عنه دون حدود معينه و الدخول الى العالم الافتراضي من خلال أدوات و تكنولوجيا ال VR أو ال AR يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، بتواجد حقيقي للمستخدمين وإحساسا حقيقيا، و بتواصل حقيقي افتراضي مشابهة تماماً للواقع، فهى تشير إلى نسخة مركزية من الواقع تؤثر على الإصدارات الأخرى في الخطوط الزمنية البديلة ، فهى وصف مفهوم الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت ، إذا العالم الافتراضي يتوسع و يشمل كل نواحي الحياه الواقعيه ، كما يشمل ربط العالم المادى بالعالم الافتراضي ، فيمكننا عقد الإجتماعات و التسوق و السفر و كسب المال و الحضور و كل هذا من خلال عالم ثلاثي الأبعاد 3D

أصبح العالم الافتراضي مثيراً للاهتمام، فأصبخ العالم يتجه إلي الذكاء الاصطناعي ، و تتدخل الذكاء الاصطناعي في جوانب كثيرة من التقنيات المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل التعرف على الوجه والتمييز الصوتي وخدمات المساعد الشخصي مثل Siri فى Apple و Google Assistant فى الاندرويد وقد شجع المستثمرين و مطوري تكنولوجيا الميتافيرس على دمج الذكاء الاصطناعي مع الميتافيرس.
يستخدام الذكاء الاصطناعي الاصطناعي في صناعه (الأفاتار) حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحليل وتحويل نموذج الـ 2D إلى نموذج 3D بشكل واقعي ودقيق أكثر من تلك الأفاتارز التي يصنعها الإنسان لنفسه . و يمكن تدريب الأشخاص داخل العالم الافتراضي (الأفاتار) لتطوير تفاعلهم وإضفاء طابع إنساني عليهم وتطوير أدائهم للمهام المتنوعة وتحدثهم بلغات مختلفة تناسب التفاعل مع جميع اللاعبين .

سيعيش البشر فى اللاواقع و اللانهايه خلف التكنولوجيا و داخل العوالم الافتراضية ، في تفاعل مستمر ، تتضح فيه سمات الإندماج و الانغماس الحقيقي في العالم الافتراضي و الإبحار فيه ، و يتفاعل معهم أجهزة استشعار و معالج اللغه و تظهر فيها اهميه و قوته البيانات المخزنه منذ أول ادخال لها فى الحاسوب ويب 2.0 ، فبدأ الإهتمام بالبيانات و تخزينه لتكوين بيانات ضخمه ظهرت قوتها فى ويب 3.0 فكان التفاعل اكبر و ظهر فيه (البلوكتشين) و (البيكوين) ثم ظهر ويب 4.0 فجاء ليوظف كل هذه البيانات بشكل حقيقي و العالم مستمر في تحديث أجيال أخرى من الويب تتناسب مع العالم الافتراضي الجديد "الميتافيرس" .

احتل العالم الافتراضي الاهتمام الأكبر ، فهو فرصة فريدة للقطاع المالي والتجاري العالمي للتفاعل مع مجموعات جديدة من المستهلكين وبطرق مختلفة ، فتعد صفقة الفنان Yuga Labs صانع The Bored Ape Yacht Club بيع حوالي 55,000 من أراضي الميتافيرس في شكل NFTs إلى سوق العقارات الافتراضي في لعبته الجديدة Otherside، و هي الأكبر حتى الآن حيث تساوي كل NFT تقريبًا 305 ApeCoins أو ما يُعادل 6,000$، وتعادل الصفقة كلها تقريبًا ما يقارب الـ 305 مليون دولار، وقد يعطينا هذا الرقم فكرة عن مدى اهتمام المستثمرين بالميتافيرس و لكان من أبرز المستثمرين المشجعين على الاستثمار و دخول عالم الميتافيرس هو رجل الأعمال السعودي مهنا الدوسري حيث قال أن من المتوقع أن تصل استثمارات الميتافيرس إلى 10 مليار دولار بحلول العام 2024 أي بعد عامين من الآن ، و قال يجب الحفاظ على الخصوصية و الأمن السيبرانى و الاستعداد له و إبتكار الحلول لمتغيراته ، و أضاف أن الاستثمار في الميتافيرس سيسهم في زيادة المدفوعات و تطوير نمو القطاع المالى العالمى و دعم القطاع التجاري ، و الذي بدوره سينعكس على اقتصاد الدول .
أيضاً دولة الإمارات ستكون مساهما فعالا في تعزيز الميتافيرس لما تملكه من مقومات تقنية متطورة وبنية تحتية رقمية على مستوي عالمي

لهذا، نجد أن الكثير من الشركات والمِنصات المختلفة قد بدأت خطواتها الأولى للدخول إلى هذا العالم ودمجه مع أنشطتها. وقد بدأت شركات عدة بعيدة عن عالم الألعاب دخول هذا العالم و لعل من أبرزها و من اوائل المهتمين شركة فيسبوك فهى تعتبر شركة فيسبوك الأولى في السباق نحو الميتافيرس، ففي أكتوبر 2021 قامت فيسبوك بتغيير اسمها إلى ميتا واستثمار ما يُقارب من 10 مليار دولار في تطوير المعامل الواقعية وهو قسم جديد يعمل على إخراج أجهزة ومحتوى للميتافيرس.

فأامل أن يكون عالم الميتافيرس الواقع واللا واقع في الوقت ذاته، الحقيقة واللا حقيقة، مفيد للبشريه و أن يكون بيئه خصبه للتعليم و التعلم ، و ربما يستطيع سكان الميتافيرس يوماً من حل اللوغاريتمات و تحليل المفاهيم المجردة و إدراكها ، و دراسة و الغوص فى العلوم و الطب و الوصول و اكتشاف إلى الأمراض الوراثية و منع ظهورها و و الذهاب فى رحلات الى العالم الخارجى .