القضاء الإدارى يسمح لمحامٍ بالحصول على وثائق ”نفرتيتي” المسروق ببرلين
أجلت الدائرة الأولى بالقضاء الاداري، نظر الدعوى رقم 26203 لسنة 68 قضائية، لجلسة 20 ديسمبر المقبل، وتمكين صاحبها نبيل فزيع المحامي بالنقض، من استخراج كافة الوثائق والمستندات المؤيدة لمطالبه، من وزارات الدولة وأخصها الآثار والخارجية.
وأقام نبيل فريق المحامي بالنقض، قبل أكثر من عام، دعواه المطالبة بإلزام الحكومة المصرية باسترجاع تمثال "نفرتيتي" الموجود بمتحف برلين الجديد حاليًا، وإلغاء القرار السلبي لها بالامتناع عن ذلك، ومكنت المحكمة المدعي من إفادة وزارة الآثار بمطالبة ألمانيا باستعادة التمثال المسروق من قبل عالم الآثار الألماني "لودفيج بورخارت" رئيس البعثة الألمانية، قبل نحو 103 أعوام، وتقرير الحفائر الخاص به.
وأقام فزيع، الدعوى مستندًا فيها إلى نص المادة 49 من دستور 2014، التي تؤكد التزام الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه، وحظر إهداء أو مبادلة أي شىء منها، واعتبار الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم.
وكان "بورخارت" عثر على التمثال في المنطقة التي كانت تشغلها ورشة النحت الملكية أيام إخناتون، وطلاه بمادة عازلة تمنع التصاق الجبس بالألوان ثم رش على سطحه الجبس وهو سائل قبل أن يتحجر، فأخفى معالمه ودفنه في أرضية خيمته التي يقيم بها حتى انتهاء موسم الحفريات عام 1923، وجف الجبس فأصبح وكأنه قديم، وحملت البعثة ما اكتشفته من آثار في هذه الورشة الفنية إلى القاهرة لاقتسام المكتشفات.
يُذكر أن رأس نفرتيتي المعروض حاليًا في برلين، من أجمل وأندر آثار عصر إخناتون الذي حكم مصر لمدة 18عاما منذ 3378 عامًا، وكانت زوجة أمنحتب الرابع الذي غير اسمه إلى إخناتون "حبيب آتون" وأنجبت منه سبع بنات خلال عشر سنوات.
والتمثال فريد للغاية فهو ليس جنائزيا صنع ليوضع في مقبرة ولا دينيا عثر عليه بين أطلال أحد المعابد، لكنه صنع ليكون نموذجا للفنانين الذين عليهم أن يتعلموا كيفية القيام بتشكيل ملامح رأس الملكة.
وكان الاتفاق مع البعثة الألمانية أن تحصل مصر على الأعمال الفنية المهمة المكتشفة، أما الأعمال غير المهمة أو المتكررة فيتم تقسيمها بين البعثة ومصلحة الآثار، وحصلت مصر على عدد من التماثيل الحجرية الناقصة لنفرتيتي واخناتون وبناته، وكان من نصيب "بورخات" وبعثته التمثال الذي كان يبدو ناقصًا لرأس الملكة وقد ساعد على التفريط فيه أنه من الجبس.