هشام يحيي يكتب..” يا نور جديد في عيد سعيد” تسببت في طرد محمد فوزي من الإذاعة!
في
حديث إذاعي نادر.. كشف الملحن محمد فوزي إن زملاءه في المدرسة والمدرسين كانوا
وراء تشجيعه على احتراف الغناء بعد أن كانوا يلتفوا حوله في "الفسحة"
ليستمعوا له وهو يغني أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم "في الليل لما خلي" و
"خايف أقول اللي في قلبي"، و "ياما أمر الفراق" للسيدة أم
كلثوم، لدرجة أن ذاع صيته في طنطا.. وأستعان به متعهد ليالي.. لأحياء مولد سيدي
إبراهيم الدسوقي.. في مدينة "دسوق" مقابل أجر جنيه في الليلة، وكان مبلغ
كبير وخيالي.. وكان المتعهد يقدمه لرواد المولد على المسرح باسم "فوزي
الصغير".. لكن أحد ضباط الشرطة الذي تربطه به صلة قرابة ونسب تعرف عليه وهو
يغني، وأجبره أن يعود إلى البلد لأن الغناء في الموالد والليالي يسئ إلى عائلته،
بعد عودته من جديد إلى المدرسة لم يتحمل كثيرًا البقاء وهرب إلى مصر للالتحاق
بمعهد الموسيقى، لدراسة الموسيقى على أصولها.. وفي المعهد أحد المسؤولين.. أستغل
حلاوة صوته وبدأ بتشغيله في الأفراح والليالي.. لدرجة أصبح منافسًا للمطربين
الكبار الذين يحتكروا الغناء في الأفراح مثل المطرب عبد الغني السيد.. في هذا
التوقيت كانت الإذاعة تمثل له حلمًا حتى ينتشر صوته.. ويحقق شهرة أكبر.. وبالفعل
بدأ يتعاون مع الإذاعة.. لكن بعد تقديمه أغنية "يا نور جديد في عيد سعيد"
تعرض للطرد من الإذاعة.. بسبب مصطفى رضا، أحد كبار المسؤولين في الإذاعة، الذي
أعتبر لحن الاغنية تخريب لقواعد الموسيقى الشرقية الأصيلة، لكن بعد أن تحقق نجاحه
وأصبح من نجوم التلحين والغناء في مصر، قرر أن يعيد تقديم الأغنية من جديد ويرد
لها اعتبارها. لم يخفي فوزي خلال الحوار إن فكرة أغنية "ماما زمانها
جاية" مستوحاة من أسطوانة سمعها في المانيا.. وبعد عودته أحضر أكثر من 100
طفل للأستديو للحصول على الضحكة والبكاء الذي يظهر خلال الاغنية لكنه فشل مما
أضطره أن يستعين بالأسطوانة الألمانية.. وأشار فوزي في حواره أن تقديم عمل للأطفال
يحتاج منه مجهود مضاعف عن تقديم عمل فني عادي.. وكشف عن سر إن موهبته في لعب
الكرة.. لا تقل عن موهبته في التلحين.. والغناء وإنه في المدرسة أصبح كابتن
الفريق، وكثيرًا ما سافر للعب في البلاد والقرى.. وفي هذه السفريات.. كان الأساتذة
والطلاب يستغلوه للغناء لهم.