بوابة الدولة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:45 صـ 7 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد فياض يكتب : الإعلام يعاني أزمة التخصص والمعرفة والصحفى المصري ”بتاع كله”.. حلول مقترحة للوصول للإعلام المعرفى والمتخصص

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-2

 
** يرتبط مفهوم المعرفة والتخصص بواقعنا الان ارتباطا وثيقا وفقا لطبيعة الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيولوجية والتكنولوجية في عصرنا هذا حيث التقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتية يسود العالم ويؤثر على جوانبه.
* فنجد الان فى واقعنا الإعلامى بأن الصحفى يتحدث فى الأمور السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية والتكنولوجية والدولية وغيرها .. فهل هذا يصح ؟! فنجد اليوم بأن الصحفى المصرى أو الإعلامى أو الضيف توحى للمشاهد او القارئ بأنه يعرف كل شئ وكل مجال !!
** وتستطيع وسائل الاتصال المعاصرة ، بما تملك من مقدرة تكنولوجية، وأدوات بث ونقل المعرفة إلى جميع الناس ، ووضعها بين يدي الفرد . وجعلها جماهيرية ، وتخليصها من احتكار النخبة والمختصين ، كما أن بإمكانها لعب دور أساسي في تشكيل وعي الناس وتغيير سلم قيمهم وأنماط سلوكهم ، وجعل الحصول على المعرفة متاحاً للجميع بتكاليف يستطيعها أي فرد تقريباً.
سلبيات ثورة الاتصال والمعرفة
**"إن غزارة المعلومات والتدفق أدت أو كادت تؤدي إلى تنميط أشكال المعرفة، وأن غزارة المعلومات صارت أكبر من قدرة المتلقي على استيعابها وهذه الغزارة وذاك التنميط يؤديان غالباً إلى هروب المتلقي من هذه الوسائل بشموليتها، فيختص نفسه بنمط معين من المعلومات أو من قنوات الاتصال المتخصصة، مما يؤدي إلى انعزاله عن مجتمعه وإدمانه هذا النمط من المعلومات الجزئي ووحيد الجانب. حتى أن المتلقي يصبح محترفاً لتلقي نوع واحد من المعلومات والمعرفة، وبالتالي تتقزم معارفه فتصبح جزئية بعيدة عن الشمول والحاجة والضرورة، وعندما يعزل المتلقي نفسه أو يعزل بفعل الشرط الموضوعي، تضعف مناعته ويسهل إقناعه، وتتلاشى فعالية ديمقراطية المعرفة وغزارة المعلومات وتزيد هشاشتها وعدم جدواها.
* لذا فمن الضرورى بذل المزيد من الجهد في تدريب وتأهيل العاملين بالمجالات الإعلامية واحتكاكهم بالباحثين والخبراء في المجالات المتخصصة وذلك من خلال إعداد الدراسات والبحوث والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش التي تجمع فيها الإعلاميين والباحثين والمهتمين في مختلف المجالات وكذلك الاهتمام بتحديث برامج التدريس في الكليات والأقسام والمعاهد الإعلامية ومواكبة عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
**ومن هنا ارتبطت مهمات رجال الإعلام وقنواته ( في الدول النامية ) بمفترق طرق مختلفة تتربعها مجالات الحريات السياسية ، التشريعات الإعلامية ، والأخرى متعلقة بتوظيف الإمكانات المادية التي ترصد ( كتمويل للمشروعات الإعلامية ) ومستويات الجمهور ..الخ
والحقيقة الماثلة لنا تؤكد تباين الإمكانات على ما يمكن تسميته ( فجوة المعرفة ) والتي تعترض سير عمليات تداول المعلومات بشكل عام ، ومعطيات الإعلام بشكل خاص ، بين ثنايا المجتمع ، فلا تزال بعض الصحف ووسائل الإعلام المحلية تنظر إلى المتلقي نظرة ( السجين السابق ) الذي لا يتعرض الى لوسيلته الإعلامية فقط  !.
الإعلامى والصحفى فى مصر " بتاع كله "
ويعود جزء من أسباب المشكلة إلى غياب الصحفي المتخصص المُلم بالأبعاد المختلفة لتخصصه، وكذلك إلى غياب ثقافة التخصص في الصحف المختلفة، علما بأن الصحافة المتخصصة أداة فاعلة في تحقيق النهضة، فالعلمية منها يمكن أن تسهم في التطور العلمي للأمة، والاقتصادية وسيلة أساسية لنموها الاقتصادي، والأدبية يُتوقع أن تكون فاعلة في صحوة الفنون الأدبية، والصحية يمكنها أن تسهم في تحسين الخدمات الطبية للمواطنين..وهلم جرا.
وبرغم أن الصحافة الحديثة تتجه إلى التخصص في الفروع المختلفة، إلا أن عدم وجود الصحفي المتخصص الكفء يجعلنا إزاء الصحفي "بتاع كله"، الذي يتعامل مع الظواهر كافةً باعتباره ملماً بأبعادها، بخلاف الحقيقة، مما يورطه في نقل معلومات خاطئة، أو تقديم معالجات فقيرة، أو إلإضرار بالوعي العام، كما رأينا من صحفيين كتبوا حول "انفلونزا الطيور" -مثلاً- دون وعي، فنشروا الفزع على المواطنين، وألحقوا الضرر بالاقتصاد القومي!
وعلى العكس، قد نرى المحرر في الصحافة الغربية أقرب إلى أن يكون خبيراً في مجاله. وانظر إلى صحف مثل "الجارديان أو "الاندبندنت" أو "الإيكونوميست"، وغيرها؛ وكم هي ممتعة تلك المواد المتخصصة (علمية، واقتصادية، وأدبية.. إلخ) التي توفرها للقارئ، بيد صحفي "متخصص" قام بتحريرها وإبداعها، دون أن نجد مثيلاً لها في صحافتنا..إلا لمامًا.
حلول مقترحة لحل تلك الأزمة المعرفية
ولحل أزمة الصحفي المتخصص، يجب العمل على توفير هذا الصحفي الكفء، وترسيخ وضعيته بصحافتنا، وهو ما يبدأ من كليات الإعلام، وأقسام الصحافة، التي يجب أن تتبنى فكرة إنشاء أقسام أكثر تخصصا بالنسبة للخريجين، ولا بأس هنا بأن يكون هذا في العام الأخير من الدراسة، فيكون لدينا قسم للصحافة الاقتصادية، وثان للصحافة العلمية، وثالث للصحافة الأدبية، ورابع للصحافة الرياضية.. إلخ، بعد أن صارت هذه الفروع والتخصصات علومًا قائمة بذاتها، سواء على مستوى العلوم الإنسانية ، أو على مستوى العلوم الصحفية.
يجب على صحفيي المستقبل والدارسين بهذه الكليات والأقسام، بعد التخرج، أن يؤهلوا أنفسهم للعمل في تخصصات محددة، لا أن يجلسوا في مقاعد المتفرجين، منتظرين توزيعهم على الأقسام المختلفة، دون أن يوافق ذلك -أحيانًا- ميولهم، ورغباتهم، واستعداداتهم.
وفي المقابل، على الصحفي المتخصص أن يدرك أن التخصص ممارسة، وأنه من الضروري أن يمتلك أدوات تخصصه، وفي القلب منها : الإلمام بمفاهيم الفرع الذي تخصص فيه، ومصطلحاته، ووظائفه، وموضوعاته، وطرق جمع معلوماته، ،والاعتبارات التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند تحرير موضوعاته، وفنون تحريره..إلخ.
وكذلك يجب أن يكون مُلمًا بالقواعد التحريرية التي تحكم الكتابة في تخصصه، ودارسًا للأدلة الإرشادية والتدريبية الخاصة به، وجوانبه القانونية، وعناصره التيبوغرافية (رسوم وجداول وصور وفيديوهات وإحصاءات.. إلخ)، وأيضًا أن تكون لديه قائمة مصادره فيه، ومعرفته الواسعة بالصحفيين الأكثر خبرة منه في مجاله.
ومما يساعد الصحفي المتخصص على النجاح أيضًا : المواظبة على حضور الندوات والمؤتمرات، من أجل تنشيط علاقاته بمصادره، واكتساب معارف جديدة، علاوة على مطالعة أي مواقع أو ملاحق أو صحف أو أبواب أو كتب، تغطي تخصصه، حتى يكون حاضر الذهن، وصاحب معلومات حديثة، ومصادر جديدة، أولًا بأول.
وبالتوازي مع ما سبق؛ يجب عليه ألا يتورط في جلب إعلانات، وألا يقبل أي هدايا من أي جهة يغطي أخبارها.
ختامًا  يمكن القول إن الصحفي المتخصص والمعرفى عملة نادرة ، إذ هو مشروع قائد رأي ، وباحث متمكن خبير..وتخيلوا لو أن لدينا في كل فرع من فروع العلوم الحديثة في بلادنا عددًا من هؤلاء الصحفيين الواعين المتخصصين .. كيف سيكون شكل الوطن  حاضرًا، ومستقبلًا؟
بقلم: ا.د. محمد فياض
استاذ دكتور بجامعة سان هوزي الأمريكية بكاليفورنيا
البريد الالكتروني:
[email protected]
مصادر
١. ملحظات علي المشهد الاعلامي حاليا .. وحيد مفضل
٢. العلام المصري.. الصعود الي الهاوية .. ابراهيم رضوان سبتمبر ٢٠١١
http://www.middle-east-online.com/?id=117002
٣. الاعلامي المصري حاليا "عار وعهر وعري و عجز!!".. علاء صادق مارس    ٢٠١٣ http://www.elbalad.news/437403
٤. الاعلام الفاسد .. رشا علام .. المصري اليوم .. مارس ٢٠١٣ http://www.almasryalyoum.com/news/details/194788
 

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.3040 48.4040
يورو 51.4486 51.5745
جنيه إسترلينى 60.2641 60.4082
فرنك سويسرى 52.9069 53.0513
100 ين يابانى 31.3703 31.4414
ريال سعودى 12.8769 12.9043
دينار كويتى 156.7955 157.1712
درهم اماراتى 13.1511 13.1819
اليوان الصينى 6.6731 6.6870

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,703 شراء 3,737
عيار 22 بيع 3,394 شراء 3,426
عيار 21 بيع 3,240 شراء 3,270
عيار 18 بيع 2,777 شراء 2,803
الاونصة بيع 115,159 شراء 116,225
الجنيه الذهب بيع 25,920 شراء 26,160
الكيلو بيع 3,702,857 شراء 3,737,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى