بوابة الدولة
الجمعة 19 أبريل 2024 11:08 صـ 10 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور محمد سيد أحمد يكتب:الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية !!

ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن الأزمة الليبية فقد كتبنا كثيرا على مدار السنوات العشر الماضية ومنذ اندلاع الأحداث الدامية في مطلع العام 2011, واليوم وصلنا إلى مطلع العقد الثالث من الألفية الثالثة وقد شهدت الساحة الليبية العديد من المتغيرات التي عقدت المشهد, وجعلت الأزمة الليبية متشعبة ومتعددة الأطراف سواء بالداخل أو الخارج, فهناك أطراف دولية تتحكم في الداخل وتحركه لتحقيق مصالحها, وغالبية هذه الأطراف الدولية كانت شريكة منذ البداية في العدوان على ليبيا, وكان الهدف الرئيس لهذا العدوان تقسيم وتفتيت ليبيا وسرقة ونهب ثرواتها النفطية, لذلك حاولت هذه الأطراف الدولية التي قامت بالعدوان وأطاحت بحكم القائد معمر القذافي بخلق ظهير داخلي لها من أبناء الشعب الليبي, حتى يسهل عليها تحقيق أهدافها الامبريالية وسرقة ونهب ثروات الشعب الليبي النفطية.

وها نحن الآن قد وصلنا إلى مفترق طرق هام للغاية مع مطلع العام 2021 حيث يبحث الجميع عن حل للخروج من الأزمة سواء الفرقاء الليبيين بالداخل, أو المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة, أو بعض الدول الاقليمية التي تهدد الأوضاع بالداخل الليبي أمنها القومي كمصر وتونس والجزائر والمغرب, وهنا لابد من التأكيد منذ البداية على أن الأزمة الليبية قد تم تدويلها ولا يمكن حلها بسهولة من خلال طرف واحد من هذه الأطراف الساعية للحل, وأن كل محاولة لا تراعي ذلك سوف يكون مصيرها الفشل وسوف يؤدي ذلك لإطالة أمد الأزمة, ومن أجل الوصول لحل حقيقي لابد لأى محلل سياسي أن يقوم بعملية تفكيك للمشهد المعقد لعناصره الرئيسية ثم إعادة تركيبه مرة أخرى بالطريقة التي يمكن أن تساعدنا في الوصول لحل مقترح للأزمة, مع الوضع في الاعتبار كل المتغيرات التي يمكن أن تعيق الحل المقترح.

ولتفكيك المشهد لابد من العودة سريعا إلى مطلع العام 2011 حيث تعرضت ليبيا إلى مؤامرة حقيقية بهدف تقسيمها وتفتيتها والاستيلاء على ثرواتها حيث أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية إشارة البدء للربيع العربي المزعوم , وللآسف الشديد قامت الجامعة العربية المزعومة بالموافقة على قرار غزو ليبيا بواسطة الآلة العسكرية الجبارة لحلف الناتو, التي تصدى لها الشعب الليبي وجيشه وقائده لمدة ثمانية أشهر كاملة حتى استشهد معمر القذافي وسادت الفوضى البلاد نتيجة انتشار المليشيات الإرهابية المسلحة التي جلبتها قوات الناتو من كل أصقاع الأرض.

وفى ظل هذه الظروف بدأ شبح تقسيم وتفتيت ليبيا يلوح فى الأفق, ففي ظل الحرب الأهلية وانتشار المليشيات المسلحة لم تعد هناك دولة ليبية حقيقية أو نظام سياسي واحد بل أصبح على الأرض قوتين مدعومتين من الخارج وكلهما شارك فى المؤامرة على ليبيا تحت مسمى ثورة 17 فبراير 2011 حيث شاركا فى العمل السياسي والعسكرى لإسقاط نظام معمر القذافى, واحدة فى الشرق (مقرها بنى غازى) والثانية فى الغرب (مقرها طرابلس).

الأولى يقودها القائد العسكرى خليفه حفتر أحد القادة المعارضين لمعمر القذافي والذي احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة, ثم أرسلته إلى ليبيا مع غزو حلف الناتو وشارك فى العمليات العسكرية ضد الجيش الليبي بقيادة معمر القذافى, ثم عينه مجلس النواب الليبي المنعقد فى طبرق برئاسة عقيلة صالح قائدا للجيش الوطنى الليبي فى عام 2015, وقاموا بترقيته لرتبة فريق, ثم رتبة مشير فى 14 سبتمبر 2016.
والثانية يقودها فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى ورئيس المجلس الرئاسي الذى تأسس فى ليبيا بعد اتفاق الصخيرات فى 17 ديسمبر 2015 تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف وضع حد للحرب الأهلية الليبية, وهو الآن مدعوم من قبل تركيا وقطر, وتتحرك بإمرته المليشيات المسلحة, التى تنتمى لعدد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية.

والواقع على الأرض اليوم هو صراع بين الجبهتين المدعومتين خارجيا, جبهة خليفة حفتر وعقيلة صالح من ناحية وجبهة السراج من ناحية أخرى, هذا إلى جانب جبهة ثالثة يحاولون تجاهلها وإبعادها عن المشهد وهى جبهة أنصار الجماهيرية بقيادة سيف الإسلام القذافي والتى تمتلك قوات مسلحة على الأرض ولها وجود فعلي لا يمكن تجاهله, هذا هو المشهد الداخلي, أما فيما يتعلق بمساعي حل الأزمة فهناك عدة مسارات: المسار الأول يتم بعقد جلسات حوار متعددة ومتكررة بين جبهتي (حفتر – السراج) سواء داخل ليبيا أو خارجها, والمسار الثاني يتم عبر المساعي العربية وأهمها التدخل المصري في محاولة للوصول لحل بين جبهتي الصراع (حفتر – السراج), والمسار الثالث يتم عبر الأمم المتحدة التي تتبنى مشروع يحاول حل الأزمة عبر جبهتي (حفتر – السراج) أيضا.

والواضح أن المسارات الثلاثة السابقة لم تفضي حتى اللحظة إلى أى نتائج إيجابية, لأنها جميعا تتجاهل عنصرا رئيسيا هو عقدة الأزمة كلها وهو المليشيات الإرهابية المسلحة الموجودة على الأرض الآن, والتي وإن كانت نظريا تابعة لجبهة السراج وتعمل تحت إمرته, إلا أن الواقع الفعلي يقول أن هذه المليشيات الإرهابية المرتزقة تابعة لعدة دول خارجية على رأسها تركيا ومن خلفها أمريكا هذا إلى جانب فرنسا وايطاليا وانجلترا, وبالتالي لا يمكن لأى مسار من مسارات حل الأزمة أن ينجح دون مواجهة مباشرة مع هذه المليشيات الإرهابية.

لذلك نرى أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية - في محاولة لتركيب ما قمنا بتفكيكه - هو عقد مصالحة وطنية بين الفرقاء الليبيين ليس بين جبهتي النزاع (حفتر – السراج) فقط, بل بين كل الأطراف الفاعلة على الأرض ومنها جبهة أنصار الجماهيرية بقيادة سيف الإسلام القذافي, وتكون هذه المصالحة تحت مظلة عربية ترعاها مصر والجزائر وتونس والمغرب وهى الدول المهدد أمنها القومي بفعل استمرار الأزمة, ولابد أولا أن تعلن كل الأطراف ولاءها للوطن والتخلي عن التبعية للخارج, ولابد ثانيا أن تخرج تلك المصالحة الوطنية بتشكيل جيش وطني ليبي موحد تكون مهمته الأساسية تحرير ليبيا من المليشيات الإرهابية المرتزقة المدعومة دوليا, وبذلك تفقد القوى الامبريالية العالمية الطامعة في ثروات الشعب الليبي مصدر قوتها على الأرض, ومن هنا يمكن أن يكون هناك أمل في الحل, أما بقاء المليشيات الإرهابية دون مواجهة فهذا يعني إضاعة للوقت وفرص الحل, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

الدكتور محمد سيد احمد استاذ علم الاجتماع السياسي والمحلل السياسي

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.2834 48.3834
يورو 51.4846 51.6106
جنيه إسترلينى 60.1080 60.2470
فرنك سويسرى 53.0471 53.1803
100 ين يابانى 31.2615 31.3283
ريال سعودى 12.8711 12.8985
دينار كويتى 156.5661 156.9922
درهم اماراتى 13.1462 13.1742
اليوان الصينى 6.6705 6.6850

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,691 شراء 3,714
عيار 22 بيع 3,384 شراء 3,405
عيار 21 بيع 3,230 شراء 3,250
عيار 18 بيع 2,769 شراء 2,786
الاونصة بيع 114,803 شراء 115,514
الجنيه الذهب بيع 25,840 شراء 26,000
الكيلو بيع 3,691,429 شراء 3,714,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى