الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب إنتخابات الشيوخ جرس إنذار
مع إنطلاق مارثون انتخابات مجلس الشيوخ تمنيت خوض كافة الأحزاب السياسية تلك الانتخابات دون ، إقصاء ، أو هيمنة أحد من الأحزاب على المشهد السياسى ، لكن للأسف كل ما كنت اتمناة لم يتحقق ، فهل عاد مشهد الاقصاء مرة أخرى ، حيث لا أرى سوى خمسة أو 7 أحزاب فقط هم من يتصدرون المشهد ، ولا عزاء لباقى الأحزاب التي يقترب عددها الى المائة حزب، أقول ذلك لان من أسوأ الأمراض التي يمكن أن يعاني منها أي مجتمع هي سياسة الإقصاء، وتجاهل الآخر
أقول ذلك قبل فوات الأوان ، وغياب فرحة الديمقراطية ،خاصة وإنة لا يمكن أن نتقدم خطوة واحدة دون إلغاء سياسة الإقصاء،فالتعددية الحزبية مطلوبة لصالح الوطن وبناء مؤسسات قوية ، فكلنا مصريون إلا من أبى، ومن حق كل التيارات الفكرية ،و السياسية أو الايديولوجية أن تساهم في بناء الدولة الجديدة التي يأملها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ،والشعب، لكن اعتمادا على شروط أساسية وأكيدة ترتكز على الكفاءة والأمانة و النية الصادقة وتقديم مقترحات قويّة وسيادية، لا مجرد البحث عن التواجد السياسي الشكلي"
أتذكر كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد اكتساحه الانتخابات الرئاسية ، بإنة لا إقصاء لأحد، وإن "مصر لن تعود إلى الوراء"، معلناً مد يده إلى الجميع بعيداً عن الصراعات والخلافات، واعتزامه العمل على تهدئة الشباب واحتوائهم خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه "لا إقصاء لأحد، أيدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن"، وذلك في أول تصريح له بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية المصرية، وتأكيدة أنة سيختارمقاتلين لتحقيق أولوياتنا في الأمن والاستقرار".
ولا وقت لدينا للخلافات والدخول في صراعات"، مؤكداً أنه يسعى إلى "شراكة وطنية حقيقية ترضي المصريين جميعاً، وتعمل على تهدئة الشباب واحتوائهم".
حديث الرئيس أحفظة جيداً لانة يحمل أمال وطموحات الشعب المصرى ، فهو يريد حياة حزبية قوية، ولكونة يريد ذلك رفض العديد من الاقتراحات التي كانت تنادى لان يكون رئيساً الى أحد الأحزاب ، لكنة رفض بكل قوة وحسم تلك الاقتراحات ، لانة لايريد أن يعود الحزب الواحد كما كان في الماضى ، أقصد " الحزب الوطنى " الذى كان يسيطر على كل شيء ، يسيطر على السطة التنفيذية ، والسلطة التشريعية ، والمجالس المحلية .
كنت أتمنى أن اجد الأحزاب االمصرية موجودة داخل العرس الديمقراطى ، المعروف بإنتخابات مجلس الشيوخ، كنت أتمنى أن أرى الأحزاب المصرية بمرشحيها بين الجماهير، الكل يخاطب القواعد الشعبية حتى تكون هناك أمام تلك القواعد الجماهيرية أكثر من إختيار ، بدلا من فرض قائمة موحدة لايزيد فيها عدد الأحزاب عن 6 أو 7 أحزاب، حتى إننا فوجئنا قبل أن تنطلق الانتخابات بقيام حزبى حماة الوطن ، والوفد بالإعلان أو التهديد والتلويح بالانسحاب من القائمة الوطنية الوحيدة التي يسيطر عليها حزب مستقبل وطن ، الذى تجاهل العديد من الأحزاب المصرية التي لها قواعد شعبية وحضور جماهيرى فى الشارع المصرى.
وعن الاقصاء السيساسى أستحضرتنى كلمات الراحل زعيم المعارضة بمجلس الشورى مصطفى كامل مراد رئيس حزب الاحرار وأحدقادة الضباط الاحرا ر، حين قال لى في أحدى جلساتة معى في بهو الشورى" الكل يدعي العصمة والبراءة والكمال،والحل السحري لكل المشكلات ، والويل كل الويل لكل من قدم فكرة أو وجهة نظر لا تروق لفلان أو علان ،أو حزب، أو شريحة ،أو تيار، وتأكيدة لى أنة من سمات هذه الثقافة أنها سريعة الغضب وتتهم الآخرين فى نياتهم وترفض أى حق جاء به الآخر ، وتشكك دوما فى أفعال ومواقف الآخر وترى نفسها أحق وأولى بالعمل من غيرها بل اعتبار الآخرين تجار سياسية يبحثون عن مصالحهم الذاتية ويهدرون المصالح العامة للأمة .
ونعلم جميعاً إن الاحزاب السياسية حجر الاساس في كل مجتمع ديموقراطي فهي تجمع مصالح العامه وتعبر عنها من خلال طرح سياسات عامه و ترتبط مصداقية الديموقراطيه بدرجه كبيرة علي عمل مؤسساتها بارض الواقع وباشياء ملموسة للمواطن، خاصة وإننا نواجة العديد من التحديات لذلك لابد من توحيد جهود جميع الأطراف لمواجهتها بمنتهى الوعي والحساسية والإدارك والعمل، وأن نكون دائما في اتجاه الرأي العام الواحد للدولة المصرية.
فى ختام حديثى ، أتوجة بنصحتى الى الحزب الذى يقود،هذالعرس الديقراطى ، ومن خلال خبرتى البرلمانية على مدار 25 عاما، بأن يعيد حساباتة مرة أخرى، حتى لايقع فى أخطاء ممن سبقوة فى العمل الحزبى، بأن يقوم بلم الشمل، وإعادة النظر فى القائمة الوطنية التى أعدها، بأن يضم اليها عدد لا بأس بة من الاحزاب،وأن يحرص على توزيع المقاعد بشكل عادل، إنطلاقاً من إيمان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتعددية الحزبية، وتأكيدة إن "مصر لن تعود إلى الوراء"ولا إقصاء لأحد ، وأعتقد أن الوقت يسمح بقبول هذة النصيحة، من أجل مصر ، وعلى اللة قصد السبيل