حكاية إطلاق الـ”21 طلقة” عسكرية..
أميرة السمان
أطلقت رجال المدفعية بالقوات المسلحة 21 طلقة، خلال الجنازة العسكرية، للرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
عرفت مصر المدفعية على يد المماليك فهي ليس كما يظنها البعض من اختراع محمد علي باشا، ويدلل على ذلك تاريخ الجبرتي في سياق كلامه عن استخدام علي بك الكبير سلاح المدفعية في حربه ضد شيخ العرب همام
وبدأت الحكاية عندما كانت التحية من البحرية البريطانية، والتي كانت تسيطر على بحار العالم تقريبًا للمواقع الموجودة على الساحل 7 طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من على الساحل، ليصل عددهم الـ 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تتخزن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن، فالبارود كان يعتمد على "نترات الصوديوم"، لكن مع الوقت تم تغيير مواد البارود وأصبح يعتمد على "نترات البوتاسيوم"، فصارت السفن تقابل الطلقة بطلقة، حتى أصبح عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة، فمثلا ملك بريطانيا كانت تطلق له 101طلقة، والدول التابعة للامبراطورية البريطانية 21 طلقة وهكذا، حسب المقام كل منهم وبعد ذلك اختلفت مراسم التحية من مكان لمكان وأصبح من الصعب تتبع مثل هذه البروتوكولات.
وكان ذلك السر وراء إطلاق الـ 21 طلقة في الزيارات الرسمية التي اعتادت الدول المضيفة إطلاقها ترحيباً بضيوفها، حيث جرى العرف عالمياً على إطلاق طلقات وقذائف ترحيبية، كنوع من التحية والتشريف أثناء وصول ملوك وقادة الدول، كأحد أهم مراسم الاستقبال البروتوكولية.
وكان مصطلح مدفع لم يكن معروفاً في المصادر اللغوية القديمة على أنه الآلة الحربية ذات المقصد المعروف، حيث عرّف مصطلح «مدفع» بعد ذلك على أنه سلاح ناري قاذف يبعث بقذائفه عبر مسافات بعيدة، وكان يطلق على المدافع في العصر المملوكي "مكاحل".
ورحل صباح أمس الثلاثاء 25 فبراير، الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بعد تعرضه لوعكة صحية ودخل على أثرها العناية المركزة.
ويعد محمد حسنى مبارك، الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية، تولى السلطة في 14 أكتوبر 1981 خلفا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وظل في الحكم حتى 11 فبراير 2011، وقد ولد مبارك في 4 مايو 1928، وتوفي عن عمر يناهز 91 عامًا.