هشام يحيي يكتب .. الجميلة والخاينين!

*أحمد سالم تركها في الفندق وهرب مع اسمهان

* إعتدت بالضرب على عشيقة رشدي
اباظة الفرنسية

* بسبب صباح حاولت الإنتحار
بالحبوب المهدئة

* فايز حلاوة بكى بعد أن سامحته قبل الرحيل بساعات

رغم إن "كاريوكا"
تعد من فاتنات الأربعينات.. والخمسينات  وواحدة من أكثر النساء اللاتي كان يتهافت عليها
الرجال للتقرب منها، المفارقة الحزينة إنها لم تكن المرأة السعيدة في حياتها
الخاصة، تعرضت للخيانة من معظم أزواجها، مما حول حياتها إلى قليلًا من الفرح..
كثيرًا من الحزن والدموع!

في كواليس برنامج تليفزيوني.. كنت أشارك في إعداده لمقدمة البرامج صفاء أبو السعود، وكان يقدم على شاشة A.R.T، التقيت بالمؤوخ الفني المعروف حسن أمام عمر، وتبادلنا أحاديث كثيرة عن الأسرار الفنية، التي يحتفظ بها في ذاكرته، والتي أصبحت من حق الجمهور أن يتعرف عليها. أذكر إن في هذا اليوم.. حكى لي كثيرًا عن صديقته الراقصة "تحية كاريوكا"، التي أختلطت حياتها بين الفن والسياسة، هذه الحياة حسب تعبيره الدقيق التي تحتاج إلى عشرات الأفلام لتتناول حياتها وليس فيلمًا واحدًا، خاصة حياتها الخاصة.. التي شهدت تقلبات وعواصف ورعد وبرق، صعود وهبوط، وخيانة وغدر وقسوة، لم تكن تستحقها.. سواء من أصدقاء وثقت بهم وخانوا هذه الثقة.. أو أزواج تلاعبوا بها وبمشاعرها وعواطفها.. لدرجة دفعوها إلى محاولة الإنتحار!. بالفعل حاولت "كاريوكا" الإنتحار بتناول كميات كبيرة من الحبوب المهدئة، بعد أن تأكدت من علاقة زوجها الطبيب حسن حسين من المطربة صباح، وتم إنقاذها بأعجوبة.. حسب كلام (أستاذنا.. حسن أمام عمر).. وإذا كانت "كاريوكا" حاولت الإنتحار.. بسبب صباح.. سامية جمال كانت أكثر تماسكًا.. واستقبلت خبر زواج زوجها رشدي اباظة من صباح بهدوء، وأعتبرته نزوة.. وبالفعل تم الطلاق، وعاد إلى سامية جمال واستقبلته في المطار.. ولم تفاتحه في الأمر.. ومرت الحكاية بهدوء. ونعود إلى "كاريوكا"، هذه ليست حادثة الخيانة الأولى في حياتها .. وليست الأخيرة، وكأنها موعودة.. بالمطربات .. بعد إرتباطها "بدنجوان" الأربعينات.. أبن الذوات أحمد سالم، والتي يقال إنها كانت تعشقه بجنون، القت المطربة اسمهان.. شباكها عليه.. وتمكنت منه خلال رحلة فنية في القدس كان مرافقًا لزوجته فيها، زوجته التي أستيقظت في الفندق.. وجدته غادر هو واسمهان.. وتركها على طريقة أفلام الميلودراما. تطاردها الصحف والمجلات.. بصوره مع اسمهان.. التي تزوج منها بعد إتمام إجراءات الطلاق من "كاريوكا".. أو "الموعودة بالعذاب". من "دنجوان" إلى "دنجوان" ولكن هذه المرة رشدي أباظة.. ابن ذوات أخر.. ولكن كان السيناريو مختلف هو الذي عرض عليها الزواج.. رغم فارق السن بينهما، ورفضته أكثر من مرة، ولكن في النهاية.. لم تستطع أن تقاوم.. مطاردته والحاحه، وهو يعلم إن هذا الزواج سوف يسبب له كثير من المشاكل العائلية، وإعتراض من رموز العائلة "الأباظية" التي ينتمي لها، ولكن الحب الجارف الذي تملك منه نحو "كاريوكا" جعله يتحدى العائلة وغضب الأب الذي الذي رفض هذه الزيجة.. التي لم تستمر سوى عام واحد، بعد أن دبت الغيرة والخلافات بينهما، خاصة من "كاريوكا" التي بدأ الشك يراودها إن حبيب القلب يخونها، خاصة بعد أن تطوع البعض لنقل أخبار مغامراته ونزواته الصغيرة إلى الزوجة التي تأكلها نار الغيرة، والشك الذي تحول إلى حقيقة .. بعد أن ضبطته في شارع الحمراء ببيروت مع عشيقته الفرنسية "آنى بارينه"، في وضع أقرب للأوضاع الحميمية بسبب الخمر التي لعبت برؤسهم، لم تتعامل "كاريوكا" بشياكة ليلى مراد عندما ضبطت أنور وجدي مع عشيقته الفرنسية أيضًا، إستحضرت الراقصة الشهيرة، ماتعلمته في كار العوالم.. وجذبت العشيقة الفرنسية من شعرها، ومسحت بها أرضية "الكبارية" وأصبحت هذه الحادثة مادة خصبة للصحافة اللبنانية.

وبدأ الحديث في الصحف والمجلات عن الطلاق القادم بين كاريوكا.. ورشدي أباظة.. وحكى الفنان احمد رمزي في برنامج تليفزيوني مع المخرجة ايناس الدغيدي، إن "كاريوكا" أنهت الزواج بطريقة درامية، بعد أن القت بملابس الزوج رشدي اباظة في الشارع، نوعًا من الإنتقام.. لكن حسب رواية الناقد الكبير طارق الشناوي. في أكثر من برنامج تليفزيوني.. إنها ظلت محتفظة بحب رشدي اباظة .. وفي شقتها الصغيرة التي انتقلت اليها في ايامها الأخيرة.. كانت تحتفظ بصورة كبيرة له. وأيضًا لم تقف هذه الأزمة الخاصة عقبة في أن يشاركا في اعمال فنية مشتركة، وقبلت "كاريوكا" أن تقدم دور أمه في فيلم "الطريق" رغم توقع صناع الفيلم أن ترفض، لكنها فاجئت الجميع بقبولها المشاركة في الفيلم، الذي يعد واحد من اهم اعمال الكاتب نجيب محفوظ التي قدمتها السينما المصرية.

 لكن يظل ماتعرضت له قبل نهاية حياتها.. أكثر من الخيانة.. الخيانة مرتبطة بالغدر، بعد أن تم طردها من شقتها.. والإستيلاء على أموالها.. ويعود الحديث من جديد إلى الناقد الكبير طارق الشناوي الذي حكى إن قبل رحيل "كاريوكا" عن الحياة وهي ترقد في المستشفى طلب الكاتب فايز حلاوة، أن يلتقي بها، وجلس معها في حجرتها أكثر من نصف ساعة، وخرج من الحجرة وهو يبكي. مما جعل الجميع يتوقع إن في هذه الجلسة.. قبلت أن تسامحه على الالام التي تسبب لها فيها في هذا العمر. وبعد أن تناسى (العيش والملح) والعشرة.. والتاريخ الفني المسرحي المشترك بينهما، الذي قدم للمسرح المصري مجموعة من الأعمال المسرحية المتميزة، التي كانت تصنف مسرح سياسي ومن أشهر هذه الأعمال مسرحية "يحيا الوفد". ومن الحكايات المتداولة عن أزمة الكاتب فايز حلاوة وكاريوكا، إنه لم يجرؤ أن يتخذ خطوة طلاقها، في ظل وجود الرئيس السادات، الذي كانت ترتبط معه بعلاقة صداقة تاريخية من قبل قيام ثورة يوليو، عندما كانت تقوم بتهريب السلاح له في سيارتها لتدريب الفدائيين على ضرب النار، وإنها أيضًا قامت بإخفائه في بيتها في فترة هروبه، بعيدًا عن مطاردة البوليس السياسي، مواقف "كاريوكا" الإنسانية لم تقف ــــ فقط ــ عند الرئيس السادات، ولكني سمعت إنها كانت أشبه بنقابة ممثلين مستقلة، تتكفل من أموالها الخاصة بمساعدة أي فنان يمر بضائقة مالية، أو ظروف صحية طارئة، وإن في حالات الوفاة.. تكون أول الحضور.. لتقديم العون.. ربما كان كل هذا سببًا  في وقوف "أولاد الحلال" معها في أزمتها الأخيرة.