بوابة الدولة
السبت 11 مايو 2024 05:55 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
شريف خليل المدير التنفيذي لنادي طلعت حرب العريق : إعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة من مصاريف الأكاديميات بالنادي النجم الدولي الفرنسي السابق جايل كليشيه، لاعب أرسنال ومانشستر سيتي ومنتخب فرنسا السابق يشيد بنادي بيراميدز على هامش زيارته للنادي حلمي طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة.. والزمالك أفضل لرمضان صبحي مكتب الدوله الإخباريه بالدقهليه ينعي النائب أحمد عرفه في وفاة والده ماذا قال مبابي فى إعلان رحيله عن باريس سان جيرمان؟ ضبط 2000 لتر سولار وبنزين 80 و 3,750 طن فول معبا ومصنع حلويات يعمل بدون سجل صناعي بالبحيرة ضبط 10 طن أسمدة و3 طن أعلاف منتهية الصلاحية بالبحيرة تحت رعاية رئيس الوزراء .. انعقاد المؤتمر الاقتصادي السنوى للاحصاء والتشريع غدا السيدة انتصار السيسي: العاصمة الإدارية الجديدة صرح حضارى يجسد حلم كل مصري وإرادة شعب عظيم الشناوي خارج قائمة الأهلي أمام بلدية المحلة أمطار ورياح.. الأرصاد تُحذر من الطقس في هذه التوقيات صاحبها د. صلاح محمد مختار حميدة .. رسالة دكتوارة هامة بجامعة عين شمس ترصد التحديات التي تواجه تحسين جودة القرارات الاستراتيجية...

كمال ممدوح حمدي يكتب المتعة .. فوق أوجاع الصغار!


يؤلمني كثيراً
مجرد أن أتصور طفل السادسة, في نومه الملائكي, وهو يفزع في الصباح الباكر كل يوم
ليذهب إلى مدرسته .. فحتى لو كانت الأم هى التي توقظه, بانهمار تقبيل أودعته كل
حنانها, لو كان لنا بعدُ ذاكرة الطفولة, لروينا عن لدغات النحل التي توخز جلداً
غضاً كان لنا في ذلك الفجر مع كل قبلة مشبوبة من الأم, تبدي الحنان والتدليل,
وتخفي وراءها رغبة في قض مضاجعنا من عز النوم, للزج بنا داخل اسوار المدرسة يوماً
كاملاً, كأكبر الموظفين, من التعب .. ويؤسيني في الشارع, مشهد الصغار يفركون العيون
بظهر اليد, مطاردين النوم, وهم يسيرون خطوتين للأمام وواحدة إلى الجانب الأيسر أو
الأيمن .. مازالوا نصف نائمين, ومنظر أرنبة أنف الطفل واطراف الاذنين حمراء بلون
الدم من صقيع الشتاء في ساعات النهار الباكر, واصطكاك الاسنان الصغيرة الصغيرة بلا
صوت, كاسنان فأر, وحقيبة كتب على الظهر بوزن الجسد الصغير, مبللة بعرق ظهيرة صيف.

تبدو المسألة
لا انسانية, حتى وإن كان وراءها دافع عظيم في تعويد الطفل على أن يكون رجلاً
ومسؤولاً منذ نعومة الاظافر, مع ذلك فهذا التعب يسعدنا.

هذه الصغيرة
الجميلة, والبريئة, في الصورة بكت سبعين مرة على مدى سبعين يوماً متتالية, من
التعب, واخفت دموعها في تعب نفسي اشد, تحمل كل جسدها فوق رجل واحدة, وتسند توازنه
بالاخرى, ليس مسموحاً لها ان تحرك كل جسدها فوق رجل واحدة, وتسند توازنه بالاخرى,
ليس مسموحاً لها ان تحرك الجفن في طرفة عين, او تهش ذبابة ضالة, كالكلب, تعاندها,
او ان تلفت إلى صوت خلفها, او ان تريح صدرها المشدود للاعلى لحظة فوق استرخاء
الجسد, او ان تبدل قدماً بقدم كي تريحها من عبء الجسد ساعات طويلة, وليس مسموحاً
لها ان تبدل ثوباً آخر بهذا الثوب سبعين يوماً متتالية, او تمشط شعرها على غير ما
كان عليه في يوم سابق, أو ان ترخي ذراعها اليسرى, او تبسط يدها وقد تعبت اصابعها
من القبض على قبة تزداد ثقلاً يوماً بعد يوم, محظور عليها الكلام, والشرود تذكراً
للعب, ومحظور عليها الاحساس بالجوع او بالعطش, كل ذلك من أجل ان تكتمل لها صورة
كهذه الصورة.

 لقد اختار لها الفنان وضعاً للتصوير قاسياً –
وكان بوسعه ان يصورها جالسة أو نائمة – واختار لها حظها أن يكون المصور هو ويسلر
(جيمس ماكنيل ويسلر 11 يوليو 1834م – 17 يوليو 1903م ) بكل ما نعرفه عن عاداته
وطريقته في ممارسة الرسم.

ويسلر : انسجام
الرمادي والأخضر

سيسلي الكسندر (
1872 – 1873م ) تيت جاليري, لندن.

كان ويسلر لا
يستخدم "الباليتا" التي يمزج فوقها المصورون ألوانهم, وانما يستخدم
بدلاً منها منضدة طولها متر, يمزج على سطحها الألوان, وسبب ذلك انه كان يحرص على
تجهيز كل الألوان بكل الدرجات التي يتصور انه سيحتاجها قبل الشروع في التصوير. هذا
معناه ان اللوحة تكون كاملة بكل ألوانها ودرجاتها في رأسه قبل ان يبدأ .. ولهذا
السبب فان خطأ بسيطاً يقع اثناء التصوير, لا يكون ثمة من سبيل إلى اصلاحه, تماما
كالنحت, لان ازالة اللون الطري واضافة اللون المطلوب مكانه, لابد ان يغير درجته قليلا
ولو بنسبة لا تلحظها العين, وانما يراها الفنان جموحاً في المخالفة لأنها ليست هى
الدرجة التي في رأسه, كثيراً ما اوشكت لوحة على انتهائها بين يدي ويسلر, ثم فجأة –
لسبب بسيط – يغمرها في مواد كحولية ويخرجها بيضاء كيوم ولدت, ليبدأ من جديد ..
ودائماً في نهاية ساعات كل جلسة يومية ما يتأمل ما وصلت إليه اللوحة, ان رضى به
ابقاه ليواصل في في اليوم التالي, وان لم يعجبه توج جهد اليوم بتنظيف سطح اللوحة,
ليعاود من البداية في يوم آخر, مع كل ذلك, فقد كان حريصاً في الجلسة الاولى ان
يكمل تخطيطاً شاملاً تاماً للوحة يوجه فيه من الاهتمام "للخلفية" ما
يوجهه للموضوع او الوجه الذي يرسمه, وبين لحظة واخرى, يبتعد مسافة عن اللوحة,
وينظر إليها –كمتفرج – ثم يقترب منها ويضع نقطة صغيرة ويعاود الابتعاد والاقتراب
هو وحده المحرر, يتحرك ما شاء على هواه, وضيفه الجالس او الواقف امامه للرسم, مقيد
داخل جلده الميت, لا يسمح له بابسط حركة, حتى وان كان ببراءة تلك الصغيرة, الواقفة
امامه منذ عام 1872 – 1873م ! وقد رحل الفنان في عام 1903م, ولا تزال البنت واقفة,
امامه تلك التي لابد قد رحلت الآن بدورها, تاركة علامة من زمن الطفولة ..

البنت هى
الآنسة الصغيرة سيسلي الكسندر, بعد ان كان قد مر على عذابها ربع قرن, كبرت فيه
ونضجت, لم تكن بعد قد طهرت روحها من ذكرى الطفولة المؤلمة, فراحت ترويها لاثنين
كانا يضعان كتابا عن حياة ويسلر, هما جوزيف, واليزابيث بينيل The Life of james Mcneill Whistler 1908قالت:

"أخشى أن
أكون قد اعتبرت نفسي ضحية طوال كل الجلسات, أو الأصح: كل الوقفات, لأنه لم يسمح لي
قط بتغيير وضعي قليلاً, وقد كنت اشعر بالتعب, وبإعياء شديد وغالباً ما انهى اليوم
بدموعي .. لم يلحظ قط دموعي, فقد اعتاد ان يقف بعيداً عن اللوحة قليلاً, ثم ينطلق
إليها, ثم يندفع للوراء, وغالباً ما يدور حول اللوحة, ويحدق فيها بنظارة معلقة
خلفه .. واظن انني كنت ارى ما تم في اللوحة من خلال انعكاساته واثاره عليه هو
.."

كان الكتاب يعد
للصدور بعد وفاة الفنان بخمس سنوات, ولابد ان "المرأة "كانت تضع في
اعتبارها تكريم الفنان, فأخفت الكثير من أوجاعها – طفلة – امامه, وان كان ما ذكرته
وحده يكفي.

عندما كان
ويسلر يرسم هذه اللوحة – في نفس الوقت – كان يرسم لوحة ( بورتريه ) لتوماس
كارلايل, وفي كل يوم يلتقي كارلايل - داخلاً إلى ويسلر - بالفتاة خارجة, او العكس,
ولفت ذلك انتباهه فسأل من تكون الفتاة, فقيل له انها سيسلي الكسندر, يرسم لها
ويسلر صورة .. فتنهد كارلايل قائلاً: "مسكينة .. مسكينة" هذا على الرغم
من ان كارلايل كان يجلس امام الفنان لانه يصوره جالساً.

لدينا الكثير
عن لوحات ويسلر مما كتب عن طريقته المعذبة في الرسم, ليس لأنه يبني اللوحة كلها
نقطة نقطة, وانما لأنه ايضاً كان يصر على أن يجلس امامه من يصوره, في وضعه المحدد,
بينما ينصرف هو إلى اعداد اللون, الذي يستغرق ساعات اكثر طولاً من وقت الجلسة
للرسم نفسها.

لماذا كل هذا
الكلام ؟

عندما نرى تلك الصغيرة الجميلة, قد تبهرنا براءتها فتمتعنا اللوحة, ولكننا حين نكشف الوجع الساكن في عظامها, تحت هذا الجمال, فقد تمتعنا اكثر, وعندما تمس اوجاعها فينا ما نشعر به ازاء الطفل عامة, ونحن نرثي لآلامه الصغيرة, فقد تصل إلى عمق اشد من ارواحنا, وعندما ندرك على خلفية من ذلك كله – اننا نستمتع باللوحة دون عناء, وان الصغيرة وحدها هى التي دفعت عنا الثمن, فقد نحملها من وسط اللوحة, وندخلها إلى القلب, او نضعها تحت الجفن, ونغمض عليها العين, حتى لا تغيب.

إعلامي ومفكر موسوعي

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى09 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.2889 47.3886
يورو 50.7457 50.8716
جنيه إسترلينى 58.9266 59.0699
فرنك سويسرى 51.9715 52.1097
100 ين يابانى 30.3270 30.3929
ريال سعودى 12.6083 12.6356
دينار كويتى 153.6550 154.0290
درهم اماراتى 12.8733 12.9040
اليوان الصينى 6.5435 6.5581

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى