بوابة الدولة
الخميس 25 أبريل 2024 09:32 صـ 16 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

هشام يحيي: يكتب سمير خفاجي صانع النجوم


أول مرة
ذهبت إلى بيت الكاتب الراحل سمير خفاجي بالدقي.. كان مسيطرًا على ذاكرتي..
الحكايات التي كنا نسمعها سنويًا  ليلة
إحتفال "رأس السنة" عن الحفلة التي تقام في شقته.. ويحضرها.. كل نجوم
مصر تقريبًا، وكثير من الشخصيات العامة والوزراء! وكيف كان يجلس
"المصورين" تحت عمارته على طريقة المجلات "الببارتيزي"
لمطاردة النجوم بالصور، لصفحات المنوعات التي كانت تعتبر حفل "خفاجي" صيدًا
صحفيًا ثمنينًا.

داخل
الشقة التي يخيم عليها الصمت، جلست في إنتظاره، بصحبة صديقي وجدي الشناوي أحد
تلاميذه المخلصين، الذي لم ينقطع أسبوعيًا عن زيارته، أخذت أتأمل حولي.. التحف
النادرة المنتشرة في الشقة، واللوحات الأصلية لكبار الفنانين على الجدران، والمكتبة
الفخيمة، التي تضم مئات الكتب، وأرشيف للمجلات والجرائد المصرية، خاصة "أخبار
اليوم" ومجلة "أخر ساعة" في إصدارتها الأولى، ومسودات لأعمال
مسرحية.. لم ينتهي منها بعد. أذكر عندما طل علينا من خلال مقعده المتحرك، سألته:
أين ذهب الأصدقاء؟  إبتسم وإتجه نحو باب
الشقة.. وقال: "بابي مفتوح". سألت مرافقه.. عن زواره. اخبرني إن الجميع
إنقطعوا عن زيارته.. (بإستثناء الممثل محمد أبو داود)، الذي يعتبر هو الأخر
مرافقًا له في السنوات الأخيرة، يرافقه في أي مكان يذهب إليه، وكان صاحب الفضل في
ظهور مذكراته للقراء، بعد أن تحمل عبأ الكتابة نيابة عنه لعدم قدرته على الأمساك
بالقلم،  في الجلسة كنت أنتزع منه الكلمات
نظرًا لظروفه الصحية، التي تركت أثارها على طريقته في النطق.. طلبت منه أن يمنحني
فرصة أشاهد البومات الصور التي يحتفظ بها،  والتي تصل للمئات وربما الالاف، ملاحظاتي الكثيرة على علاقته مع النجم الكبير
عادل امام، والتي تظهر من خلال الصور، ومن قبل في الأعمال الممسرحية المشتركة
بينهما، جعلته يخرج عن صمته.. ويتكلم بصعوبة قائلًا: " في
مسرحية (جوزين وفرد) تحديت نجم الكوميديا أمين الهنيدي الذي كان بطل المسرحية من
أجل الممثل الشاب عادل أمام، شعر الهنيدي بالغيرة منه وتصور أنه يتعمد أن ينافسه
على المسرح، وهذا كان عيبًا خطيرًا في شخصيته رغم إنه فنان كبير، لدرجة إنه كان
يصف نفسه بـ بوشكاش الفرقة ـــ نجم منتخب المجرــ الشهير، هو ــ فقط ــ المسموح له
بإحراز الأهداف على المسرح، أي أطلاق "الأفيهات" وصلت الأزمة إلي أن في
أحد الأيام ذهب إلى المسرح مبكرًا، وقام بإخفاء أسم وصورة عادل من على أفيش
المسرحية، بعد أن وصل الخبر لي دخلت عليه حجرته في المسرح، وقلت له عبارة واحدة:
"عادل في المسرحية" وأمرت بعودة اسمه وصورته، اعتقد أن الرسالة وصلته.
وكنت أقصد لن يتم لوي زراعي، وإذا استحكمت الأزمة وأصر على موقفه يمكن أن أستغنى
عنه وأبقى على عادل أمام". بعد إنتهاء الحكاية.. سألته: هل يزورك عادل امام..
هل يطمئن عليك في التليفون؟.. لم يرد.. والتفت بوجهه نحو التليفزيون لمتابعة قناة
"ماسبيرو زمان". احترمت صمته.. وأخذت أقلب في الصور من جديد. سحب صورة
من يدي تجمعه مع المؤلف بهجت قمر رفيق رحلة عمره الفني.. دموعه هربت منه.. وظل
يكلمني عن عبقرية بهجت قمر الكوميدية، وحالة الإنسجام الفني التي كانت تجمع
بينهما، رغم أي خلافات عابرة كانت تعكر أحيانًا التعاون الفني بينهما والصداقة
النادرة التي كانت تجمع بينهما. إنتهزت فرصة وجودي.. مع صانع "شلة
المشاغبين" وسألته عن سر هذه المسرحية التي تسببت في إنقلاب في خريطة المسرح
المصري.. والتي تعرضت لأكبر هجوم صحفي ونقدي وعلى المقابل إقبال جماهيري، ليس له
مثيل.. بعد فترة صمت.. قال:" مدرسة
المشاغبين حققت نجاحًا جماهيريًا غير مسبوق، وظهر معها لأول مرة حجز تذاكر المسرح
في السوق السوداء، بعد أن كان حجز المسرحية كاملًا ثلاث شهور مقدمًا، هذه المسرحية
فتحت الطريق أمام نجوم جدد أحتلوا الصدارة وأصبحوا نجوم لأول مرة، تعاقدت مع
مدبولي بـ 650 جنيهًا في الشهر، لتقديم دور الناظر،  وأيضًا تم التعاقد مع عادل أمام بـ 70 جنيهًا
في الشهر وسعيد صالح 80 جنيهًا ويونس شلبي 20 جنيها، وكان سعر التذكرة 51 قرشًا،
وسعة المسرح 900 مقعد، ولأني دائمًا
أرفض فكرة لوي ذراعي وإبتزازي عندما هددني مدبولي بالانسحاب من
"مدرسة المشاغبين" بسبب مساحة الشخصية التي يقدمها "الناظر"
أمام مساحة الشباب (عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي وهادي الجيار) وطبعًا سهير
البابلي، قمت بإستبداله بالفنان حسن مصطفى الذي انتقل إلى مكانة أخري في نجوميته
بعد هذه المسرحية، وتأكد نجاحه في (العيال كبرت) ونفس الموقف تكرر في "ريا
وسكينة" بعد أزمة الفنان حمدي احمد مع الفنانة شادية، استبدلته بالفنان احمد
بدير الذي تحول إلى نجم بعد "ريا وسكينة". وبمناسبة "ريا وسكينة" عندما
رشحت شادية لبطولة المسرحية الصحفي المعروف بديع سربية، طلب مني تصويرها لأن أول
يوم عرض سيكون اليوم الأخير، بسبب عدم قدرة الفنانة شادية على الإلتزام بقيود
وقواعد المسرح اليومية،  وأستمر العرض
عامين، خلال
"الفضفضة" أو "الدردشة" وجدته يطلب مني بشكل شخصي أن أكتب عن
الفنان الكبير السيد بدير.. هذا الرجل الذي لم يحظى بالمكانة الإعلامية اللائقة..
بما قدمه للفن المصري في جميع المجالات.. وخاصة في مرحلة مسرح التليفزيون (للأسف
لم أنفذ هذا الطلب حتى الأن). طلب مني أيضًا أن افتح الصفحة رقم "38" في
مذكراته.. وأقرأ منها بصوت مرتفع " من أكثر
المواقف الميلودرامية في حياتي التي أثرت في مبكرًا، بعد إعادة تكوين فرقة
الريحاني، بعد رحيله عن الحياة، فوجئت باختفاء أسم الفنان الكبير بشارة وكيم من
ضمن أبطال الفرقة، وهو الذي عمل بها أكثر من 20 عامًا تقريبًا. بحكم إنني أصبحت
قريب من الأستاذ بديع خيري، انفردت به في مكتبه أبحث عن السبب، رده كان أكثر من
قاسيًا. وأعترف رده سبب لي صدمة كبيرة: "بشارة معدش ينفع" قبل أن ينتهي
من كلمته. شعرت بالأرض تدور تحتي! تطاردني أسئلة من نوعية ما هذه القسوة؟ هل
الفنان مثل خيل الحكومة.. إذا تقدم به السن يطلق عليه الرصاص، بعد فترة بسيطة أنضم
الفنان بشارة واكيم إلى فرقة أخرى واستقبله الجمهور ليلة العرض الأولى استقبال
حافل بالتصفيق والترحيب الذي يليق بنجوميته، لكن مع بداية العرض وعدم قدرته على
أداء دوره بسبب صوته المهزوز من الشلل الذي كان قد أصابه، ارتفع صوت الجمهور يشكوا
من عدم القدرة على سماع صوته، وفهم كلماته، كنت جالس بين الجمهور اتألم على هذه
النهاية الفاجعة والمأسوية لنجم كبير، وأذكر أنه قال:" لقد أضحكت الجماهير
ربع قرن ومع ذلك لم تتحملني في ضعفي ربع ساعة" وبعد أسبوع رحل عن الحياة.
تعلمت من هذا الدرس أن الفنان يجب أن يحترم نفسه ويعتزل في قمة مجده قبل أن تطالبه
الجماهير بالاعتزال" كنت أقرأ من الكتاب وأنا أراقب تعبيرات وجهه الحزينة.. كأنه
يختصر كل الإجابات على اسئلتي.. عن المقاعد الخالية.. وصوت التليفون الذي لايرن
والأصدقاء الذين أختفوا!!

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.8463 47.9463
يورو 51.1285 51.2498
جنيه إسترلينى 59.5064 59.6356
فرنك سويسرى 52.3253 52.4404
100 ين يابانى 30.8706 30.9371
ريال سعودى 12.7563 12.7836
دينار كويتى 155.3249 155.7001
درهم اماراتى 13.0251 13.0558
اليوان الصينى 6.6030 6.6170

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,514 شراء 3,537
عيار 22 بيع 3,221 شراء 3,242
عيار 21 بيع 3,075 شراء 3,095
عيار 18 بيع 2,636 شراء 2,653
الاونصة بيع 109,294 شراء 110,005
الجنيه الذهب بيع 24,600 شراء 24,760
الكيلو بيع 3,514,286 شراء 3,537,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى