فى ذكرى رحيل المرأة الحديدة.. أجبرت المليجي على تطليق زوجاته
كتب احمد صالح
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة علوية جميل، إحدى نجمات السينما الكلاسيكية، حيث اشتهرت بدور الأم القاسية والحماة الشريرة، والمرأة المتسلطة التى لا يهمها سوى أن تنفذ أوامرها، وساعدها على إتقان دور الشر ملامح وجهها وقدراتها التمثيلية الكبيرة، وتمكنها من تقمص الأدوار بشكل يجعل من يشاهدها يكرهها من شدة إتقانها لدورها.
وفى ذكرى وفاتها نرصد أهم المعلومات عن علوية جميل التى أطلق عليها لقب "المرأة الحديدية".. ولدت علوية جميل فى 15 ديسمبر عام 1910 وتعلمت بمدرسة الراهبات بالإسكندرية، وظهرت موهبتها من خلال مشاركتها بحفلات المدرسة، وحضرت عروض فرق كثيرة مثل جورج أبيض وسلامة حجازى، ومنيرة المهدية، ونجيب الريحانى، وعلى الكسار ورمسيس.
تنتمى علوية جميل لأسرة من أصل لبنانى.. لكنها ولدت فى قرية طماى الزهايرة، وهى القرية نفسها التى ولدت فيها سيدة الغناء العربى أم كلثوم، الأمر الذى وطد العلاقة بينهما. تميزت فى الأدوار الصغيرة فى البداية فأسند لها يوسف وهبى أدوارا رئيسية، وتألقت فى أدائها، واستمرت فى فرقة رمسيس حتى حلها وهبى، لتلتحق بالفرقة القومية لمدة عشرة أعوام. وعندما انضم الفنان الشاب محمود المليجى للفرقة نشأت بينهما قصة حب قوية، ورغم قرار المليجى الاستقالة للقيام ببطولة فيلم "العزيمة"، إلا أنه ضحى بالفيلم ليسافر مع الفرقة ليكون قريبا من حبيبته علوية وهناك تزوجا، ودام الزواج حتى وفاته دون أن يرزقا بأبناء. بدأت علاقة علوية بالسينما عام 1940 وكان أول أفلامها ``بورسعيد``، ومن أشهر الأفلام التى شاركت فيها "القصر الملعون"، و"التلميذة"، و"مفيش تفاهم"، و"معجزة السماء"، و"نساء بلا رجال``، وقدمت عملا تليفزيونيا وحيدا هو مسلسل ``القط الأسود`` مع زوجها محمود المليجى. فى عام 1967 وبعد النكسة اعتزلت الفن والحياة العامة، وعرف عنها علاقاتها الطيبة بأبناء وسطها، ومع انتصار أكتوبر عام 1973 عاودت الظهور فى الحياة العامة، ولم تعد للفن حتى وفاتها فى مثل هذا اليوم عام 1994، وتركت وراءها ثلاثة أبناء هم جمال ومرسى وإيزيس من زوجها الأول.
وقد إستعانت الكاتبة سناء البيسي في موضوع كتبته عن
قصة حياة شرير الشاشة محمود المليجي بما قاله ابن شقيقه إيهاب المليجي عن علاقته بعلوية،
حيث كتبت على لسان إيهاب ``كان عمي محمود يعتبر علوية زي والدته, وكانت أكبر منه
وشخصيتها أقوي منه بكتير, ينصاع لجميع أوامرها وطلباتها خاصة بعد اكتشافه كما أخبره
الأطباء بعد فترة من الزواج بأنه لا يستطيع الإنجاب، وكان كل دخله يحطه عند علوية
وهي تشيل الفلوس في البيت، وكانت علوية ترفض زيارة أي واحد له في البيت فكان يقابل
أصحابه في القهوة أو على الكازينو``.
تعرفت علوية على الفنان الشاب آنذاك محمود المليجي
أثناء عملهم معا في فرقة يوسف بك وهبي، واعجبت به وجاءتها فرصة الاقتراب منه عندما
توفت والدة المليجي وكان وقتها يقدم عرض مسرحي مع الفرقة في دمياط، ولم يكن معه المال
الكافي لمصاريف الجنازة فبكى، فمنحته علوية 20 جنيه وطلبت منه ألا يخبر أحد، تزوجته
عام 1939.
علاقة المليجي وعلوية ظلت محل للتساؤل، حيث دأب
المليجي على الارتباط بأخريات، فرصدت البيسي في مقالها، أن علاقات المليجي بدأت بحبه
للفنانة لولا صدقي، ولكنه الحب الذي لم يكتمل لأنه لم يمتلك وقتها الشجاعة الكافية
للإرتباط سرا بلولا، وبعدها أحب المليجي زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة درية
أحمد وتزوجها سرا وما إن عرفت علوية حتى أجبرته على تطليقها، كما قام إسماعيل ياسين
بطرد درية من الفرقة إرضاءا لعلوية، وتكررت التجربة أكثر من مرة وفي كل مرة تنتهي نفس
النهاية بالطلاق الفوري للزوجة الثانية.