صالح شلبى رئيس التحرير يكتب.. الافاعى البشرية عذراً مكانكم ليس بيننا
في هذا العالم أناس كثيرون ، يعرفون بأسم الافاعى البشرية داخل مؤسسات الدولة ، داخل الاحزاب ، وداخل المؤسسات الصحفية، وفى الشارع والحارة ، هم فى الحقيقة أعداء النجاح ، يقاومون كل نجاح ،يتلذذون بتدمير الآخرين, يتعطشون لدموعهم ليرتوا منها, فتراهم مسرورون لرؤيتهم على هذا الحال, وهم مقهورين منكسرين وحيدين ,وهم دائما يطمعون لرؤية المزيد, كما إنهم يطمحون لفعل المزيد، يؤلمون ويدمرون ويجرحون لأن في هذا كله راحتهم,لأن قلوبهم امتلأت حقدا وبغضا ,فهم يبحثون عن المزيد ولايريدون لغيرهم أن تعلو الابتسامة شفاههم, أوترى عيونهم الفرحة,أو يهدأ ويهنأ بالهم ,لأن الحقد أعمى بصيرتهم وأغوى قلوبهم الضعيفة.
يجيد صاحب هذه الشخصية التلون بألوان زاهية، ليجذب بها عقول الآخرين نحو
أزهار حديقته الواهية، ليغريهم بشذى عطرها الأخاذ، فيوقعهم في شراكه التي
نسجها بين أشواك تلك الزهور، حيث يتفنن في اصطياد أصحاب العقول الساذجة،
سطحيي التعامل، ممن تغريهم الظواهر ويصعب عليهم اكتشاف البواطن، من لا
يمتلكون المقدرة والمهارة الكافية التي تمكنهم من اكتشاف ما تخفيه الأقنعة،
ولا يسعفهم نفسهم المحدود للغوص عميقاً وقراءة ما بين السطور، فيجرهم إلى
مراجل حقده وبغضه وعداوته الدفينة، ليلمسوا آثارها السلبية بعد حين، ويظل
فاعلها ومشعل نيرانها بحلته الزاهية التي يحرص على الظهور بها أمامهم.
قد تختلف الأوصاف
والمواقف، وتتفاوت الشخصيات بمستويات انعكاسها لطبيعة النفس وحقيقتها، ويبقى للخُلق
الحكم النهائي في تكوين الشخصيات وتحديد مسار العلاقات. وما أحوجنا هذه الأيام إلى
الاقتداء برسولنا الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقياتنا وتعاملاتنا، حيث
قال الله تعالى لنبيه ((وإنك لعلى خلق عظيم))، فقد كان عليه الصلاة والسلام على خلق
قويم جعله قدوة حسنة لأمته، قريباً من الناس، سهلاً ليناً واضحاً في تعامله مع من حوله،
يقضي حوائجهم، ويقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولا يعبس في وجوههم، ولا يتردد في
مساعدة ومساندة من هم بحاجته.
من هنا نوجة دعوة مفتوحة لأصحاب الخلق السيئ، للخروج من تلك المتاهة والانتقال للعيش في عالمنا.. دعوة للوقوف وقفة صادقة مع أنفسهم وإعادة تقويمها.. دعوة لإزالة الغبار عن الأنفس لتظهر بيضاء ناصعة كسابق عهدها.. دعوة لترك حيزٍ تتزاحم فيه الأجساد، والخروج إلى عالم تتلاقى فيه الأرواح قبل الأجساد، فالعبرة بحياة الروح وليس الجسد، فالحقد من أبشع الصفات التي من يمكنُ أن توجدَ في الإنسان، وهو يدلُّ على سوادِ القلوب وسوء النوايا، وإنحدار الحالة الاجتماعية وغياب التربية والواعز الدينى، حيث نرى الشخص الحقود من عاداتة تدمير العلاقات الانسانية بين الاخوة والاصدقاء ، فهو يزرعُ الكرهَ والبغضاء في القلوب، ويفرّق بين الأشخاص، ويتسبّبُ بحدوثِ الكثير من المشاكل في المجتمع، كما أنّه يسبّبُ نفورَ الناس من بعضهم البعض، يتمنى الشر والفشل والسقوط لغيره، ولا يتمنى لهم الخير والنجاح أبداً، ينتهز أيّ فرصةٍ لإيقاع الأذى بالآخرين، ويفرح لمرضهم وإصابتهم بالأذى.
هي دعوة لهجرة الأخلاق السيئة إلى عالم الأخلاق الحسنة، عالم الحقيقة وليس الوهم.. دعوة لكسر حاجز الخوف والشتات إلى رحاب الثقة والثبات، وتحرير النفس من زنزانة الانطواء إلى حياة المشاركة والعطاء، حياة صدق العواطف وسكون الأنفس.
والسؤال ماهى أسباب تواجد الافاعى البشرية داخل مجتمعنا وبعض المجتمعات الاخرى ؟؟ ، وحتى نختصر المسافات للاجابة على هذا السؤال ، نقول غياب التنشئة الاجتماعية أحد الاسباب الرئيسية وراء ظهور هولاء، الذين لم يجدوا من يغرس أنماط السلوك والتقاليد والقيم والعادات والمثل العليا، لديهم، ولم يجدوا من يكسبهم إنسانيتهم ،وصفات مجتمعهم، هولاء الافاعى البشرية لم تجد الامان العاطفىلدى تنشئتهم ، مماتولد لديهم، اضطراب السلوك و ارتكاب أخطاءٍ قد تكون مُدمرةً.
وهنا لابد للقائد أو المسئول أن يتعامل مع تلك الافاعى البشرية ، كمن ينقذ سفينته يوم العاصفة، ومن يتمكن من نجاتها يوم يداهمها القراصنة، من يعمل الناس معه ويلهمهم ويبذلون قصارى جهدهم في التوجيه بتوجيهاته حبا ورغبة لا كرها ورهبة،من يبحر بقومه إلى تحقيق المصالح وآفاق المغانم والرقي والازدهار،ويوصل رفقة الجميع السفينة عبر الموج الهادر بسلام إلى شط النجاة و مرفىء الأمن بالحدس قبل البوصلة؟؟