قصة ” الضيف ” للكاتبة الصحفية .. هايدى فاروق وعالم السحر

أذنيها لا تهدأن تحاول أن تلتقط اى كلمه ...أحشائها تتقلص وتتمدد وعينيها تحاول أن تثبتها على شاشة الكمبيوتر كي تكمل عملها لكن دون فائدة .
لا تستطيع تمييز الحروف عن بعضها انتقلت عينيها سريعا للباب المغلق والذي يجلس خلفه مدير المكتب الرجل الستينى قبيح الوجه المتعنت بلا سبب سمعت صوت إغلاق المكتب بالمفتاح فتأكدت انه قد بدأ في وصله الشات الصباحية مع صديقاته ،على الانترنت..أخذت نفسا عميقا فأمامها ما يزيد عن ثلث ساعة حتى يفتح الباب مرة ثانية , قفزت من مكتبها وسارت بخطى مسرعه تجاه الحجرة الصغيرة التي يجلسون فيها معا، كان الضيف هو المعالج الروحاني الشيخ عطية المنوفي رجل ريفي آتى لمكتب الجرنال السعودي الذي تعمل فيه ،ظنا انه سيغرف من أموال الخليج , من يراه لا يثق فيه.
يرتدى الرجل جاكت جلد رخيص وبنطلون قماش مرفوع حتى اعلي كرشة وشبشب مدعيا انه جاء على سجيته لأنه يشعر انه فى بيته , يرافقه في الزيارة رجل ثلاثيني اسمه باهر لا احد يعرف اى شيء عن هذا الرجل كل وظيفته أثناء مرافقه الضيف هو الموافقة على كلامه فأن قال الشيخ انه قد عالج فلانا اقسم باهر انه رأى ذلك بعينية .
التف حوله الصحفيين فى المكتب يسألونه عن مؤهلاته فقال انه حاصل على شهادات من أمريكا وفرنسا وانه قد عالج كثيرا من البنات المسحورات ،
وان أسره خليجية قد دعته من قبل لعلاجها من عمى أصابهم جميعا نتيجة سحر يهودي وقد وفقه الله وعندما سأله الصحفيين عن اسم البلدة التي ذهب إليها ادعى انه لا يذكر اسمها لأنها بلده بعيدة في إطراف السعودية ذهب لها من عشرات السنوات ..
أكد انه ليس معالج بالقرآن لكنه يعالج بحروف القرآن وهى طريقه جديدة ابتكرها خاصة به وحده واخذ في شرحها ,وبالطبع لم يفهم احد ما قاله.
وقفت مستندة على باب الحجرة وقد أسلمت عقلها وإذنيها وروحها للرجل الجالس إمامها متمنية آن يجد لها زوج بعد آن اقتربت من الأربعين ،منها لله السيدة العجوز جارتها التي وضعت الماء النجس على باب العمارة التي كانت تقطن بها منذ 15 عاما فإصابتها بالعنوسة هي وباقي بنات العمارة فقد غوت العجوز الجار الوسيم وكي لا يختار عروسا له من البنات رشت الماء المسحور أمام مدخل العمارة
انصرف الرجل وعاد الصحفيين لمكاتبهم ،كل واحد منهم يؤكد للأخر بأنه رجل نصاب دجال لا يريد إظهار شهاداته التي يزعم انه حصل عليها من أمريكا وفرنسا لأنه كذاب لم يخرج من قريته فى المنوفية ، لكنهم جميعا سيجربون وصفاته اللاتي وصفها لكل واحد منهم .
فا هى سميرة المتزوجة منذ ثلاث سنوات والتي لم تنجب والتي تعرف جيدا أن سبب عدم إنجابها هو زوجها لكن ما الضرر أن تجرب وصفه النصاب ترش ماء الورد والملح والخل فى جنبات البيت الأربع , لكنها بالطبع تتحدث مع زملائها عن هذا النصاب بترفع كيف يجروء ان يأتي للمكتب وهو يرتدى شبشب ويتفوه بكلام لا يمت للعقل بصله .
أما حنفي الذي لا يملك قوت يومه ولا قوت أولادة فسيرتدى خاتم القبول الذي أعطاه له الدجال ربما يقابل سيدة جميلة ويتزوجها ترى في فحولته ما لا يظهر مع امرأته ليلا ....فينعم بالليالي الحمراء ...
أما عم سيد عامل البوفيه والذي لم يتمكن سوى من سماع أجزاء من الكلام وقت أن كان يضع الشاي والقهوة لهم . تذكر حادثه من عشرين عاما وقف يقصها عليهم فكان يعمل فى قهوة وطلب منه رجلا بسيطا كوب من الشاي وبعد أن شرب اعتذر عن دفع المال فدفعه عنه فأخرج الرجل من جيبه فص صغير لونه عسلي داخله تظهر أفعى واعطاة له وبعد ان انصرف بحث عم سيد عن علبه يضع فيها هذا الفص وأثناء بحثه أعطى الفص لأحد رواد القهوة فما كان منه إلى أن هرب , ولا يزال عم سيد حتى هذه اللحظة ومن عشرين عاما يبحث عن الفص الذي كان سيحمل له الرزق والخير .
اما هي فقد أخذت رقم تليفون الرجل واتفقت مع زميلها الذي أتى به إلى المكتب ان يعرفها عليه لفك السحر الذي أصابها .
خرج مدير المكتب وسألهم عن إخبار الضيف وهل قال كلام يستحق النشر ... فأجابوا جميعا أنه رجل نصاب عديم الشهادات رفض ترك حتى عنوانه خوفا من ملاحقة رجال الشرطة له لكنه ترك لك حجرا من العقيق لطرد الأرواح الشيطانية التي يظنها موجودة في المكتب ،فقال المدير .لا تهتموا بأمر الحوار مادام نصاب وعودا لعملكم ، اخذ العقيق ودخل حجرته وضعه في درج المكتب متمنيا أن لا تشمله التغيرات القادمة وان يظل في مكانه وان يظل الشيك الشهري الذي اخذ العقيق ودخل حجرته وضعه في درج المكتب متمنيا أن لا تشمله التغيرات القادمة وان يظل في مكانه وان يظل الشيك الشهري الذي يأتيه من السعودية مستمرا حتى يكمل تأسيس الفيلا الجديدة