أحمد أبو صالح الكاتب الصحفى يكتب لبوابة الدولة الاخبارية.. عندما يتحدث ”الشيطان”عن مكارم الأخلاق

الأخلاق هي أكثر ما اهتم به أجدادنا ما قبل الإسلام وما بعدها حيث فى اليهودية والمسيحية أيضاً وكذلك الإسلام شدد على وجوب تواجد مكارم الأخلاق في شخصية الإنسان، وإن لم تكن موجودة لديه فعليه أن يكتسبها، ومن أجمل ما قيل عن الأخلاق "إِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ ** فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا وَإِذَا أُصِيـبَ القَـوْمُ فِـي أَخْـلاقِهِمْ ** فَأَقِـمْ عَلَيْهِـمْ مَـأْتَمـاً وَعَـوِيـلاَ" من المقولات الخالدة لـ أمير الشعراء أحمد شوقى .
أتحدث عن الواقعة التى شغلت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية، بعد انتشار مقطع فيديو لأستاذ في كلية تربية جامعة الأزهر، وهو يجبر الطلاب على خلع "البنطلونات" أمام زملائهم وسط المحاضرة.
وأكد الدكتور أنه فعل ذلك لتعليم الطلاب شئ معين، كاتبا عبر الـ"فيس بوك": " قد اردت كما تعود مني طلابى أن امثل لهم تمثيلا حيا واقع الأمة عقيدة وخلقا فقلت من يقبل النجاح في المادة بأمتياز مقابل تنفيذ ما يطلب منه فإن امتنع رسب في المادة، وتطوع طالب أو أكثر، والكل لا يعلم ما سيطلب منه وكانت المفاجأة التي أردت أن تكون صادمة لمن خرج متبرعا وبإرادته وفي نفس الوقت أذهلت الطلاب عندما قلت للطالب "اخلع البنطلون" ضحكوا جميعا لكني لم اضحك وقلت لهم منذ المحاضرة الأولى للمادة اتفقنا أن كل ما يقال داخل المدرج سواء أكان جدا او مازحا يخضع لميزان العقيدة والأخلاق وقلت أنا أصرعلى تنفيذ مطالبي فإن تراجع فسيتم رسوبة في مادة العقيدة".
وتابع: "رفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا في المادة، هنا توجهت لكل الطلاب الجالسين وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الإنصياع لي وبعد تحيتهم قلت للطلاب اتعرفون سبب التحية قال الطلاب لانهم لم يرضخوا لك فيما طلبت لتنافى الفعل المطلوب مع الأخلاق، قلت هذه واحدة، والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياء منكم أليس هذا صحيحا قالوا نعم، قلت فمن باب أولى أن يكون حياؤنا من الخالق مقدم على حيائنا من المخلوق، وهذا باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية "الشياطين" من الجن والأنس، وهذا من قبيل الإرتقاء في درجات الإيمان بالله، لقد قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق، الى هنا أنتهى كلامه.
عندما قرأت ما كتبه أستاذ الجامعة المفصول بعد هذة الواقعة تذكرت فيلم " الشيطان يعظ " أو الشيطان يتحدث عن مكارم الأخلاق ، فقد قرر فجأة وهو جالس أمام الطلاب أن يلعب دورالشيطان بدون أى مقدمات أثناء المحاضرة وأصر على إبتزاز بعض الطلاب حتى تخلع بنطلوناتها أمام زملائها أو الرسوب فى المادة ثم يتحدث عن مكارم الأخلاق، ما هذا العبث الذى تتحدث عنه أيها المُربى الغير فاضل ، فرق كبير بين ما تقوله وما تفعله، أشعر أن هذا الرجل لدية إنفصام فى الشخصية ولا يصلح إطلاقاً للتدريس ويجب الكشف على قواه العقلية.
وخيراً فعلت الجامعة بفصله ، وكذلك، ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ورئيس القسم نظرا لتقصيرهم في أداء مهامهم الوظيفية وعدم متابعتهم سير العملية التعليمية بما يحافظ علي القيم والتقاليد والأعراف الجامعية، ولكنى أتحفظ على فصل الطلاب المشاركين في الواقعة لأنها كانت تحت ضغط الإبتزاز يا  أما "الخلع يا أما الرسوب" لكنى لا أعفيهم من المسئولية ولكن ليس لدرجة الفصل .
ما حدث من أستاذ الجامعة المفصول يشكل جريمة أخلاقية تستوجب الإحالة للنيابة العامة للإتخاذ اللازم بشأنها، حيث أن تلك الواقعة تأتى ضمن الأفعال المنافية للأداب العامة و التى تستوجب العزل من الوظيفة، والمحاكمة حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسة لعب دور الشيطان فى صورة الواعظ .