وأفادت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم السبت - أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان التقى أمس في مؤتمر أمني يعقد في مدينة "ميونيخ" الألمانية مع نظراء من دول لديها قوات منتشرة في العراق وسوريا، كجزء من جولته الخارجية الأولى منذ أن أصبح رئيسًا للبنتاجون في الشهر الماضي.

وقال شاناهان للصحفيين - على هامش المؤتمر ، واصفا قرار ترامب بسحب كل القوات الأمريكية البالغ قوامها 2000 جندي من سوريا بأنه "تغيير تكتيكي"- :" إنه في حين أن الوقت المتاح للقوات الامريكية على الأرض في شمال شرق سوريا ينحسر، فان الولايات المتحدة تظل ملتزمة بقضية تحالفنا وهي إلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم داعش الارهابي".

وأضاف أنه يتطلع إلى قيام دول أخرى بتكثيف تواجدها في سوريا مع استعداد الولايات المتحدة لإنهاء مهمتها البرية هناك بحلول أبريل المقبل.وقال:" نحن نتطلع إلى العمل معًا لوضع الأفكار والخطط في عمل ملموس".
وردا على ذلك، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن بعض الحلفاء الأوروبيين عبروا عن شكهم في تحمل المسؤولية عن حملة كانت دائما محفوفة بالمخاطر ومشحونة سياسياً، خاصة في ضوء خطط الإنسحاب الأمريكية.

وقال تشارلز ليستر، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن:" في هذه المرحلة، علينا أن نسأل أنفسنا لماذا يريد حلفاء الولايات المتحدة الاستثمار بشكل مضاعف في مهمة يبدو مستقبلها غير مؤكد إلى حد كبير؟...فالمخاطر التي ينطوي عليها هذا الأمر تبدو أكبر من أن يكون لها ما يبررها في عواصم الحلفاء".

وقد جرت المحادثات المغلقة ، التي شملت أيضاً تركيا وألمانيا والعراق ودولاً أخرى، في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون والجنرالات الأمريكيون يتنافسون على وضع خطة لتفادي عودة ظهور تنظيم داعش من جديد، فضلاً عن احتدام المعارك بين القوات التركية والقوات المحلية التي يهيمن عليها الأكراد الذين كانوا بمثابة الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، نظرا لأن تركيا تعتبر هذه القوات تهديدًا لأمنها القومي.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن إعلان ترامب في ديسمبر الماضي الخاص بسحب القوات الأمريكية من سوريا فاجأ العديد من المسؤولين الأمريكيين، بل وعرقل خطط البنتاجون في حملته المستمرة ضد معاقل المسلحين في شرق سوريا، كما فاجأ حلفاء أمريكيين كانوا يقاتلون إلى جانب واشنطن منذ بدء الحرب ضد داعش. واستقال على إثر هذا القرار وزير الدفاع جيم ماتيس بعد فترة وجيزة.

وقال مسؤولون:" إن مناقشات ميونيخ لم تهدف تأمين ضمانات وإلتزامات من جانب قوات الحلفاء بل إلى معالجة متطلبات الفترة التي تلي انسحاب القوات الأمريكية".