بوابة الدولة
الخميس 28 مارس 2024 07:04 مـ 18 رمضان 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

في كلمته بمؤتمر ”الحرية والمواطنة”.. البابا تواضروس: ”ما أحوج العالم الآن إلى المحبة العملية والسلام الحقيقي”

رانيا نبيل
شارك البابا تواضروس الثاني صباح اليوم المؤتمر الدولي “الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل” الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين ويحضره وفود من أكثر من 50 دولة حول العالم.
كما ألقى قداسة البابا كلمة في الجلسة الافتتاحية بعنوان العيش المشترك وبناء الأوطان.

وإلى نص الكلمة:

أرحب بكم أيها الأحباء أصحاب السيادة والغبطة والنيافة والفضيلة وأصحاب السعادة والسيدات والسادة ..

أرحب بكم جميعا في هذا الوطن الذي يقدم الصورة الجميلة التي تحتضن كل الأديان في محبة وفي أخاء.

ما أحوج العالم الآن إلى المحبة العملية والسلام الحقيقي. لقد عانت مصر والمنطقة العربية كلها - ومازالت تعانى - من الفكر المتطرف الناتج عن الفهم الخاطئ للدين. والذى أدى إلى ما نواجهه اليوم من عنف وإجرام وإرهاب، والذى يعد من أخطر تحديات العيش المشترك.


أود في هذا السياق أن اطرح على حضراتكم ثلاثة محاور أرى أنها تضع المشكلة وتضع أيضًا مداخل للحل:

1-  يعتبر الفكر المتشدد والمتطرف والعنف الناتج عنه من أهم التحديات التي تواجه العيش المشترك، فهناك :

•الإرهاب البدني:

والمتمثل في حوادث القتل والتفجيرات المتتالية التي تستهدف المؤسسات الوطنية والوطن كله مما يروع الأبرياء.

•وهناك الإرهاب الفكري:

المتمثل في فرض الفكر والرأي بالقوة والهجوم علي مقدسات ومعتقدات الآخرين مع تكفيرهم وتسفيه الممارسات الدينية لديهم .

•وهناك الإرهاب المعنوي :

الذي هو  حالة التطرف الفكرية وإلغائية الآخر المختلف، فالإرهاب المعنوي يتمثل في الظلم والتمييز على أساس الدين والعقيدة فى المعاملات والحياة اليومية .

إن أسباب هذا التطرف وهذا العنف ترجع إلي التربية الأحادية القائمة على الرأي الواحد فيكون كل رأي آخر مختلف هو بالضرورة كافر ومضلل.

وأيضا من هذه الاسباب

•الذات الطائفية:

أي غياب ثقافة احترام الآخر ، يكون أشبه بمن ينظر فى مرآة لا يرى فيها إلا نفسه؛ فلا يحترم الآخر لا فى عقيدة أو ثقافة أو حتى في الحرية الشخصية.

•هناك أيضًا الجهل بالآخر:

- وهذه نقطة غاية في الأهمية و المقصود بها العقلية المتطرفة التي تخلق لها أعداءً من صنع الخيال..!!

هذا عرض مبسط لما نعانيه بالمنطقة بالشرق الأوسط.


ولكن يمكن أن يكون الحل في ثلاثة أبعاد:

1-البعد الأول: تقديم البعد الديني بصور مستنيرة وعصرية:

فالفكر المتطرف يعالج بالفكر المستنير فلا يمكن قتل وجهة نظر أو سجنها لذلك لابد من مواجهته بإرساء خطاب بنائي مستنير وليس خطاب إنشائي.

الدين حل للمشكلة لا جزء منها، فالجهل بالتعاليم الدينية هو العامل الرئيسي الذي يقف وراء تبني بعض الآراء المتشددة المتطرفة.

- المسيحية يا أحبائي جوهرُها المحبة وشعارها "اللهَ مَحَبَّةٌ" (1 يو 4 : 8). وهي صانعةٌ للسلام "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5 : 9).

وعلي المحبة نبني كل أفعالنا.

في مصر وعقب أحداث 14 أغسطس 2013 م عاشت الكنيسة المصرية هذا الحب وصنعت السلام. ووقف الشباب المسيحي وسط الكنائس المحترقة و لمدمرة وكتب عبارات تقول "نحن نحبكم .. نحن نغفر لكم" للذين يعتدون علي هذه الكنائس ..!!. وقبلنا هدم الكنائس في مقابل أن يعيش الإنسان وأن يحيا الوطن.

- نحن كرجال دين علينا مسئولية كبرى فى إرساء هذا الخطاب العصري المستنير فنحن نعيش في القرن ال21 الذي له أدواته ومعطياته وأساليبه.


2- بعد آخر وهو "التنوع غني الإنسانية":

وأرجو أن تكون هذه الكلمات القليلة "التنوع غني الإنسانية" .. إذا غاب التنوع عن الإنسان صار فقيرًا.

قد نختلف فى الهوية الدينية لكن لا نختلف فى الهوية الوطنية

أن منهج الصراع هو: الاختلاف ينشئ خلاف ثم صراع ثم استبداد ثم انقسام.

أما المنهج الحضاري العصري والذي تنشده كل شعوب الأرض، أن التنوع ينشئ الحوار والحوار يدور في دائرة التعارف والتسامح والعيش المشترك.

ولوحدة الوطن هناك ثقافة الحوار و هناك ثقافة الشجار وهناك ثقافة الجدار. الجدار تعني أنه لا يستجيب لأي حوار. نحن نشجع ثقافة الحوار الدائمة مثلما في هذا المؤتمر الكريم.


3- بعد آخر أننا نريد أن نبنى القيم الإنسانية النبيلة:

نريد أن تكون مجتمعاتنا تؤكد دائما على قيمة الاختلاف و التنوع واحترام الآخر واحترام التعددية الدينية التي هي أساسًا أمر شخصي يخص الإنسان في قلبه ويقابل به ربه بعد نهاية حياته. نؤكد على نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وحب الحياة والخير والجمال.

نؤكد علي قبول حق التعبير وتشجيع الحوار بصورة إنسانية وبصورة حضارية نحتاج كثيرًا أن نبني الإنسان الذي يبني هذا الزمن.  نأخذ من الأديان المبادئ والقيم الإنسانية الأساسية التي تتيح له أن يفهم وجوده وقصد الله في خلقته نحتاج أن يكون العقل منفتحًا.

نحتاج أن تكون المسئولية مقابل الإتكالية. ونحتاج أن يكون الحوار مقابل القهر. ونحتاج أن نشجع ملكات التفكير والتحليل مقابل الحفظ. والتفكير مقابل التلقين.


هذه الأمور أيها الأحباء تصب في مجال الإبداعات الإنسانية العالم يبدع كل يوم إبداعات بالعشرات وبالآلاف ونحتاج أن نشترك من أجل هذه المنطقة العربية بهذه الإبداعات الإنسانية. الله خلق عقولنا وهذا العقل اداة من لله لكي نبدع في حياتنا علي الأرض لكي يبدع فيها، ويبدع في المجالات الإنسانية التي نسميها الحضارات التي نستقي منها الكثير والكثير نحتاج أن نشترك جميعًا في بناء الحضارة الإنسانية ونأخذ من أساسيات الأديان مبادئ الحياة اليومية.

نحتاج إلى بناء الوعي الإنساني أن استخدام  مواقع التواصل الاجتماعي. والأساليب الإعلامية الجديدة في ترسيخ المفاهيم الصحيحة، ولا سيما مواقع التواصل الإجتماعي: "Social Media" التي يديرها أصحاب الفكر المتطرف فهي تلعب دورًا مؤثرًا فى تشكيل عقول الشباب. نحتاج أن يكون هذا الأمر واضح أمامنا ولابد من استخدام نفس الأداة فى مواجهة هذا التطرف،

باستخدام أدوات إعلامية وثقافية وتربوية ذات طابع خاص ومؤثر.


* نحتاج أن ندعم دور المرأة فى التوعية خاصة فى مجال الأسرة و التربية والطفل.

والاهتمام بالأسرة باعتبار أنها الأساس والركيزة وأنها التي تبدأ العمل مع الإنسان في صغره وفي نموه وفي حياته والإنسان عندما يشبع في أسرته من الحب يستطيع أن يواجه المجتمع. ويستطيع هذا الحب أن يحفظه من كل تطرف "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم 27 : 7)، النفس الشبعانة من الحب تستطيع أن تدوس العسل، عسل الإغراءات و التطرف وكل هذه الأعمال التي نراها في زمننا هذا.


وأخيرا أيها الأحباء:

نود أن نؤكد أننا في تعايش أبناء الوطن الواحد في إطار القيم الإنسانية المشتركة وعلى أساس الاحترام المتبادل بين الجميع فإن هذا يؤدي بالحقيقة إلى الاستقرار والتقدم، بما يضمن دائمًا أفضل السبل لحياة أوطاننا والعالم أجمع.

 نصلي أن يبارك الله كل هذه  الجهود المخلصة فى بناء أوطاننا وبناء الإنسان في هذه المنطقة الغالية التي شهدت ولادة الأديان.

ونصلي أن يحفظ الله بلادنا من كل شر وأن يسود السلام ربوع العالم.

والمجد لله دائما .أمين

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى28 مارس 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.3471 47.4471
يورو 51.0734 51.2002
جنيه إسترلينى 59.7332 59.8925
فرنك سويسرى 52.2653 52.3988
100 ين يابانى 31.2749 31.3431
ريال سعودى 12.6232 12.6516
دينار كويتى 153.8444 154.2194
درهم اماراتى 12.8916 12.9224
اليوان الصينى 6.5494 6.5639

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,497 شراء 3,531
عيار 22 بيع 3,206 شراء 3,237
عيار 21 بيع 3,060 شراء 3,090
عيار 18 بيع 2,623 شراء 2,649
الاونصة بيع 108,761 شراء 109,827
الجنيه الذهب بيع 24,480 شراء 24,720
الكيلو بيع 3,497,143 شراء 3,531,429
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى