الثلاثاء 19 مارس 2024 11:00 صـ 9 رمضان 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

موسم الهجرة للإعلاميين.. وخبراء: الإعلام يمر بواحدة من أسوأ فتراته

مريم ربيع
إنحسرت الخريطة الإعلامية مؤخرًا في برامج المنوعات، التي ارتفعت نسبتها عن السنوات الماضية، التي كانت تبقى فيها حصيرة الموسم الرمضاني، باعتباره الرابح الأكبر خلال العام، ما كان يجعل كثيرًا من القنوات تتجه للاستعانة بعدد من النجوم، لضمان تحقيق الجذب الجماهيري، والحصول على الكعكة الأكبر من العوائد الإعلانية.
بدأت كثير من القنوات الفضائية انتهاج مسار جديد في الفترة الحالية، حيث حصرت برامجها على هذه النوعية البرامجية، وبالتأكيد أن الأزمة ليست في هذا الأمر، فالمشاهد المصري أصبح غير منجذب لنوعية البرامج الحوارية الإخبارية التي تصدرت المشهد خلال سنوات الثورة العجاف، لكن الأزمة الحقيقية تكمن في اقتصار هذه البرامج على الفنانين، سواء كفئة مقدمين أو ضيوف، مما يجعل هناك تكرارًا في بعض الأحيان لعدد من الضيوف، الذين يتصدرون المشهد من برنامج إلى آخر، وعلى رأسهم وأشهرهم في الفترة الحالية، الفنان حسن الرداد، الذي بات إعلان زواجه المفاجئ من الفنانة إيمي سمير غانم، هو الحديث الأعظم في الوسط الإعلامي، الذي يتداول من برنامج لآخر.
وتستكمل الأزمة بالمناقشات الحوارية التي تدار في هذه الجلسات، التي تجمع بين مقدمين وفنانين، والتسطيح الذي تدور فيه الأحاديث، دون حتى حديث فني جاد عن قيمة الفنان أو تاريخه، أو محاورته في عدد من القضايا الفنية المطروحة على الساحة، فجميع النقاشات عن الحيوات الشخصية التي يغلب عليها تذكر مواقف كوميدية، وإن كان هذا الأمر قد يكون مفضلًا في جزء من الحلقة، وليس بأكملها.

الكثير من التجارب البرامجية المعروضة حاليًا، التي ظهرت خلال العام الماضي، تترجم السطور السابقة منها برنامج "عيش الليلة" الذي يقدمه للفنان أشرف عبدالباقي، و"تع اشرب شاي" لـ "غادة عادل"، "بيومي أفندي" لـ "بيومي فؤاد"، و"قعدة رجالة" لـ "مكسيم خليل"، وإياد نصار، وشريف سلامة، "شيري استديو" لـ "شيرين عبدالوهاب"، و"صاحبة السعادة" لـ "إسعاد يونس"، و"ثلاثي ضوضاء الحياة" الذي يقدمه ثلاثة من الوجوه الجديدة التي تم اكتشافها في برنامج "نجم الكوميديا سابقًا"، ويقومون باستضافة عدد من الشخصيات الفنية، والأمر ذاته في برنامج "snl" الذي يستضيف فنانًا في كل حلقة، يشارك المذيعين التقديم، وكذلك "أبلة فاهيتا"، وهناك أيضًا برنامج نفسنة، الذي تقدمه الفنانة انتصار.
هذا بالإضافة لكثير من البرامج، التي شارك في تقديمها الفنانون، أو كانوا ضيوفًا بها في الفترة الماضية، منها "وش السعد" لـ "محمد سعد"، و"انتبهوا أيها السادة" لـ "هالة فاخر"، وآخرى.
وبسؤال مجموعة من خبراء الإعلام، نحو رؤيتهم للمشهد الإعلامي الحالي، والذي يحرم عددًا من أصحاب الكوادر الإعلامية من فرصة الظهور والتقديم، أو يضرب بعاصفة إحباط لدى عدد من الشباب حديثي التخرج، والذين يحاولون الاعتماد على ذاتهم، أملًا في منحهم فرصة ممارسة العمل الإعلامي.

ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي أكد أن صناعة الإعلام تمر بواحدة نن أسوأ فتراتها على الإطلاق، ونوه، أن الدولة تمر بتحديات على الصعيد الأمني والسياسي، وبالتالي، انعكس ذلك على تحليل الهوامش التي يعمل فيها الإعلام، فضلًا عن التراجع الاقتصادي الذي أدى لتضاؤل الإعلان، وخروج المال السياسي الذي دخل الصناعة خلال ثورة ٢٥ يناير.
ويضيف عبدالعزيز، أن السوشيال ميديا أيضًا، كان لها دور في تراجع مساحة الإعلام، وأن كل هذه الأسباب أدت لانصراف المحتوى الإخباري الجاد الذي يقدم عناصر إعلامية معدة جيدًا له، وأنه في ظل هذه الأزمات، توجد محاولات لاستقطاب فنانين ذي شعبية لأغراض تسويقية، موضحًا، أن هذا الأمر مؤقت ولن يستمر كثيرًا، ومشددًا، على أن كل هذا المناخ سندفع خلاله الثمن لهذه الممارسة التي بدأت منذ عام، والتي ستحرم الكثيرين من فرصة العمل الإعلامي.
كما أوضح، أن المال السياسي هو الذي سيحدد عدد الفضائيات خلال الفترة القادمة، فإذا تقلص سيتضاءل عددها، لأن صناعة الإعلام أصبحت خاسرة.
الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام، شبه الفترة الحالية بكونها "موسم الهجرة"، موضحًا، أنه ليس صحيحاً مائة بالمائة، أن الفنانين متصدرون المشهد كاملًا، ولكن بنسبة ما، مشيرًا، أن ذلك ربما يتسبب في نوع من الإحباط للإعلاميين المتواجدين في السوق.
ووصف علم الدين الفترة الحالية، بأنها ستبب نوعًا من الإحباط للإعلاميين المتواجدين في السوق، موضحًا، أنها فترة انتقالية في الإعلام المصري، بها تغيرات اقتصادية وإدارية، لابد أن يصاحبها تغير في الشكل البرامجي، منوهًا، أن هذه الفترة ربما تنتهي بحلول شهر رمضان المقبل.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، أكد أن الترفيه جزء من صناعة الإعلام، نقبل به، لكن المشكلة أنه توغل على باقي أُطر الخدمة "الإعلام، التوعية التثقيف" وأخرى، وأن هذا أمر خاطئ مشيرًا، أن الصناعة أصبحت تتسم بضيق أفق نادر، وهذا بسبب أن أسماء القائمين عليها لم تتغير منذ أكثر من ٢٠ عامًا.
وأشار العالم، أن هؤلاء القائمين على الصناعة يقومون بتدوير الفضائيات بحساباتهم، مما يجعلهم يكررون الضيوف، ويلجأون لمجموعة من برامج النسخ الأجنبية، منوهًا، أن أفق الصناعة أصبحت معتمدة على تكرار الأنماط الناجحة.