محمود نفادى .. يكتب ” لبوابة الدولة إلإخبارية ” إنتحار فرقة عبده مشتاق!
محمود نفادى .. نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية .. يكتب " لبوابة الدولة إلإخبارية " إنتحار فرقة عبده مشتاق
* رحم الله الاعلامى الكبير احمد رجب صاحب فكرة فرقة عبده مشتاق والتى جسدها الراحل الاعلامى الكبير ايضا مصطفى حسين برسوماتة الكاريكاتيرية قبل 25يناير وخلال مرحلة كان الكثيرون لديهم اشتياق كثير لتولى المناصب الوزارية ومع إعلان قرب إجراء تعديل وزارى ينشط أعضاء فرقة عبده مشتاق انتظاراً لتلقى اتصالات تليفونية لاختيارهم ضمن الوزراء الجدد حتى يتمتعوا بالمنصب الوزارى.* ولعل من القصص المثيرة التى قد لايعرفها الكثيرين عن أعضاء فرقة عبده مشتاق ان أحد أعضاء هذه الفرقة انتظر كثيراً لتولى منصب وزارى وفى تعديل وزارى طلب من صحفى بالأهرام صديق له نشر اسمه ضمن التكهنات والتوقعات وذهب لمقر رئاسة الجمهورية يوم أداء اليمين الدستورية حاملا معه جريدة الأهرام وأمام بوابة القصر الجمهورى اكتشف حرس الرئاسة ان اسمه ليس من بين الوزراء الذين سوف يؤدون اليمين الدستورية ولكنه أصر على عدم المغادرة وأخرج جريدة الأهرام لحرس الرئاسة وجرى اتصال بأمين عام الرئاسة
الدكتور زكريا عزمى فأبلغ الحرس ان يطلبوا منه ان يذهب للأهرام لأداء اليمين الدستورية هناك
*وهذه القصة فى معناها ومدلولها تجسد حقيقة رغبة الكثيرين فى تولى المناصب الوزارية وان عدد أعضاء فرقة عبده مشتاق كان يتزايد وربما كان عددهم أكبر من عدد جماهير الأهلى والزمالك معا وكان من الصعب بل من المستحيل ان يعتذر آى مرشح عن تولى المنصب الوزارى وكان لدى رئيس الوزراء وفرة فى عدد المرشحين
*وتغيرت وتبدلت الأحوال الآن وأصبح رئيس الوزراء فى حيرة من أمره لاختيار المرشحين للمنصب الوزارى بسبب كثرة الاعتذارات من جانب الأشخاص الذين يقع عليهم الاختيار لان المنصب الوزارى لم يعد كما كان من قبل والأوضاع الصعبة التى تواجه سيادة الوزير تجعل المرشحين يعتذرون ويؤثرون السلامة
*ولعل هذه الأوضاع هى السبب فى قبول البعض ممن لايملكون الكفاءة والقدرة الكافية للمنصب الوزارى وتنكشف الحقيقة مع تولى العمل داخل الوزارة من خلال قرارات متضاربة وسياسات فاشلة وعدم القدرة على استيعاب طبيعة المرحلة وسوء اختيار المعاونين والمستشاريين ممايجعل الأصوات ترتفع للمطالبة بابعاد هؤلاء الوزراء.
* وقديما كان بعض أعضاء فرقة عبده مشتاق يقدمون السير الذاتية لهم لعدد من نواب البرلمان المقربين منهم لتقديمها لرئيس الوزراء لاختيارهم وحدث ذلك وانا شاهد عيان
عليه عندما تم اختيار الدكتور عاطف عبيد فى أول مرة لتولى رئاسة الوزارة واختار وزراء بناء على توصية ووساطة من قيادات برلمانية بالحزب الحاكم وقتها..
ولكن الوضع الآن اختلف أيضا حيث من الصعب بل من المستحيل ان يعرف نواب البرلمان وخاصة قيادات ائتلاف الأغلبية أسماء الوزراء الراحلين أو المرشحين ويعتمدون على متابعة التكهنات والتوقعات الاعلامية والصحفية للتعرف على هذه المعلومات ممايؤكد تغير الصورة كاملة بالنسبة لاختيار الوزراء..
فرئيس الوزراء الحالى ليس لدية مساحة كافية لاختيار الوزراء الجدد لان المنصب الوزارى لم يعد جاذبا للقيادات ولكنه طارداً لهم بل أصبح جاذبا لأنصاف القيادات وفاقدى الكفاءة والقدرة على الابداع وتصحيح الأوضاع والدليل أن الرأى العام يطالب بتغير أكثر من نصف عدد أعضاء مجلس الوزراء حتى يرضى بالتعديل المرتقب..
* ويبدو ان انتحار أعضاء فرقة عبده مشتاق سبب مشكلة كبرى تواجه رئيس الوزراء الحالى فى اختيار الوزراء الجدد وهذا سر تأخير اعلان التعديل الوزارى لان هناك حالة من العزوف والزهد فى الحصول على لقب سيادة الوزير ومعالى الوزير ومن يقبل الآن لايستحق هذا المنصب لان الأكفاء يمتنعون.