أول ممثلة مصرية ظهرت سنة 1915 ،، تعرف عليها
مع بداية ظهور فن التمثيل قديماً فى مصر كانت هناك العديد من المصاعب والعقبات التى واجهت رواد هذا الفن الأوائل، الذين اصطدموا بعادات وتقاليد المجتمع وقتها، والتى كانت تنظر لهذا الفن وللممثل نظرة متدنية ولا تقبل العائلات أن يعمل أبناؤها بالفن والتمثيل، فما بالنا بعمل النساء بهذا الفن وقتها وكيف كان ذلك معضلة كبيرة ومواجهة قاسية مع تقاليد المجتمع حينها.
ففى منتصف القرن التاسع عشر عرفت مصر مسارح التمثيل لأول مرة، وكان أول من أدخل هذا الفن إلى مصر رجل سورى اسمه خليل النقاش جاء إلى مصر وانشأ أول فرقة تمثيلية وقدم عروضه على المسرح الكوميدى الذى أنشأه الخديوى اسماعيل بالقرب من دار الأوبرا.
وقد استعان خليل فى البداية بالشباب الوسيم من فرقته لأداء أدوار النساء حتى بدأت الفرق تستعين بعدد من السوريات فى التمثيل بها قبل أن تدخل المصريات مجال التمثيل خوفاً من تقاليد المجتمع.
ولكن ظل التمثيل محرماً على المصريات حتى عام 1915 عندما ملأت الشوارع إعلانات تبشر بظهور أول ممثلة مصرية بفرقة عزيز عيد التى كانت تعمل على مسرح الشانزلزيه بالفجالة، وتدفقت الجماهير على المسرح لتشهد هذا الحدث الجديد، ولكن خيبة الامل هرت على الوجوه عندما رأوا أن هذه الممثلة ليست سوى المطربة الشهيرة " الست منيرة المهدية
وكانت منيرة المهدية تنشد فى المسرحيات الأغانى التى كان يغنيها سلامة حجازى، ولكن ظهورها فى المسرحيات بعث الأمل فى نفوس محبى المسرح فى إمكانية اشتراك النساء فى التمثيل، حيث كان عزيز عيد يسعى كى يجعل من المهدية ممثلة عظيمة، وكان يدربها على الإلقاء والتمثيل، حتى أصبح رواد المسرح يفضلون سماع إنشاد منيرة المهدية عن الشيخ سلامة حجازى.
ولكن بعد فترة اختلفت منيرة المهدية مع عزيز عيد وكونت لنفسها فرقة خاصة وقدمت أشهر روايات سلامة حجازى، وكانت تقوم هى بالأدوار التى يقوم بها سلامة، أى كانت تمثل أدوار الرجال، بعد أن كان الرجال يؤدون أدوار النساء فى المسرحيات، وبعد نجاح منيرة المهدية كلفت عدد من المؤلفين بتاليف روايات خاصة لها، كما ترجموا بعض الروايات وقدمت رواية كارمن عام 1917، وحققت نجاحاً منقطع النظير.
ولذلك تعد منيرة المهدية أول ممثلة مصرية، حتى ظهرت رتيبة وإنصاف رشدى اللتان شجعهما عبدالرحمن رشدى ومنحهما اسمه، حتى ظهر مسرح رمسيس واستقبلت فرقته عدداً من الممثلات المصريات.