بوابة الدولة
الخميس 9 مايو 2024 12:49 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتور محمود فوزى يكتب.. جريمة الحرمان النسبي

الكاتب محمود فوزي
الكاتب محمود فوزي

قد تؤدي الفجوة المتنامية بين التطلعات الاجتماعية وقيودها الاقتصادية إلى زيادة غموض التوقعات الاستهلاكية، ووصولها إلى مستويات غير واقعية بين أفراد الطبقات الاجتماعية المهمشة الأكثر حرمانًا؛ ما قد يدفعهم نحو السلوك الإجرامي غير المخطط؛ كرد فعل لاشعوري لحالة الحرمان والاستحقاقات النفسية المنتهكة.

وفي محاولة لإدراك مبررات هذا الانحراف المجتمعي الصارخ؛ نجد أن الانجذاب الشديد لتيار الاستهلاك؛ بسبب وفرة المنتجات وتعدد علاماتها التجارية البراقة؛ في خضم الانفتاح التجاري والثطورات التكنولوجية المتلاحقة؛ ينجم عنه بلا شك مشاعر وأحاسيس متلاطمة؛ تختلط فيها تعبيرات السعادة والانتشاء بالإحباط والاكتئاب؛ حيث يرفض المستهلك قسرًا قنوات الترقي المقبولة اجتماعيًا؛ لتحسين ظروفه المعيشية، مثل التعليم والعمل؛ كونها مسارات طويلة الأمد، وغير آمنة؛ في ظل بيئة الحرمان والاستبعاد الاقتصادي.

وليس بالضرورة أن تنشأ مشاعر الإحباط المحطمة على أمواج الاستهلاك؛ كنتيجة مباشرة لحالة السخط وعدم الرضا عن ظروف الحياة وفرصها النادرة؛ وهيمنة الظلم الاجتماعي على طبقاته المتهالكة؛ بل ينشأ أيضًا من الافتقار إلى الفرص ومجالات كسب الرزق المشروعة؛ لتلبية الاحتياجات الأساسية، والسعي قدمًا نحو التطور والنمو.

في المقابل قد يفرض التطور التكنولوجي سريع الوتيرة على المستهلكين ضرورة كبح جماح رغباتهم الاستهلاكية والتحكم فيها؛ للحصول على المنتجات بطريقة محسوبة؛ تتسق وظروفهم الاقتصادية؛ ذلك على الرغم من وفرة المنتجات ذات القيمة الرمزية المرتفعة؛ بالاستفادة من خدمات كروت الائتمان، وبنوك الاقتراض، وشركات التقسيط والوساطة التجارية، ووفرة سلاسل متاجر البيع بالجملة والتجزئة.
وبلا شك تنجح هذه التطبيقات والوسائط في القيام بدور "رمانة الميزان" بين تعدد فرص الحصول على السلع والخدمات والماركات رفيعة المستوى، بتقليد عالي الجودة؛ يرضي بعض من رغبات الاستهلاك المحبطة، وبأسعار أيضًا معقولة؛ بسبب اختلاف بلد المنشأ، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر تبقى الضغوط النفسية الناتجة عن الأجل والائتمان في انتظار طريقها نحو الانفجار في وجه كيانات المجتمع وأفراده؛ اللاذنب لهم؛ سوى أن قدراتهم الشرائية العملاقة؛ قد خلقت حرمانًا نسبيًا لدى فئات مجتمعية أخرى؛ عن دون قصد منهم.

حينئذ سيكون للجريمة ملاذًا لا نحمد عقباه؛ فمرتكبها يشتهي الحصول على موارد اقتصادية ضرورية، ولكن بوسائل غير مشروعة؛ كطريق مختصر لتلبية تطلعات استهلاكية معقولة وبسيطة؛ لكنه يقف محرومًا عاجزًا عن اقتنائها بسبب نقص فرص التعليم أو العمل؛ على نحو مواز من ارتفاع الأسعار وتدني الظروف الاقتصادية.
ما يمثل تمهيدًا لنشاة تحولات جذرية في القيم والأعراف الأخلاقية المقبولة اجتماعيًا؛ لأن البحث عن بدائل للتهميش؛ يعزز التسامح والتوافق مع ثقافة عدم الشرعية؛ تلك الثقافة المرتكزة على الوسائل غير القانونية، والأساليب الاحتيالية، والخدع الدعائية؛ للحصول على الموارد الأساسية، وتلبية التوقعات الاستهلاكية البسيطة.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى08 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5014 47.6014
يورو 51.0450 51.1715
جنيه إسترلينى 59.3388 59.4685
فرنك سويسرى 52.2510 52.3899
100 ين يابانى 30.5495 30.6158
ريال سعودى 12.6650 12.6924
دينار كويتى 154.4109 154.7863
درهم اماراتى 12.9322 12.9605
اليوان الصينى 6.5728 6.5872

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,486 شراء 3,509
عيار 22 بيع 3,195 شراء 3,216
عيار 21 بيع 3,050 شراء 3,070
عيار 18 بيع 2,614 شراء 2,631
الاونصة بيع 108,406 شراء 109,117
الجنيه الذهب بيع 24,400 شراء 24,560
الكيلو بيع 3,485,714 شراء 3,508,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى