وزيره البيئة تعلن عن أول مسابقة لأنظف شاطىء في الاسكندرية خلال فصل الصيف
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى ختام جولتها بالإسكندرية ضمن فعاليات أسبوع الاستثمار البيئي في إطار احتفالات مصر بيوم البيئة العالمي ٢٠٢٣، في احتفالية مكتبة الإسكندرية تحت شعار "إيجاد حلول للتلوث البلاستيكي"، بحضور عدد من السفراء وممثلى القنصليات وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة.
في بداية كلمتها، أثنت الدكتورة ياسمين فؤاد على العرض المسرحي لطلاب المدارس المقدم في بداية الاحتفال تحت عنوان "اوبريت البيئة"، وجهود مديرية ادارة التعليم بالاسكندرية والعاملين بمكتبة الاسكندرية في إعداده، وأهدت الطلاب رحلة لأحد المحميات الطبيعية للتعرف على محميات بلادنا الزاخرة بالكنوز الطبيعية، حيث تضم مصر 30 محمية طبيعية تمثل 15%من مساحتها، تحوي تنوعا كبيرا من بيئة بحرية وحياه برية، وحفريات ونباتات نادرة.
واشادت الوزيرة بالتعاون الممتد مع مكتبة الإسكندرية، باعتبارها منارة للعمل والتفاعل، والتدريس والتدريب، وبمثابة مدرسة للحياة، حيث بدأ التعاون منذ سنوات ببرنامج تدريبى لعدد ٨٠ متدرب نتج عنه تنفيذ مشروعات لعديد من الطلاب، كمشروع أطلس النباتات الموجود فى المكتبة، لمجموعة من شباب الجامعات.
وأوضحت الوزيرة أن وزارة البيئة انتهجت طريقا مختلفا هذا العام للاحتفال باليوم العالمى للبيئة، لا يقتصر تنفيذ احتفالية يوم ٥ يونيو فقط تحمل الشعار الذى يقدمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو عن التلوث البلاستيكى هذا العام، ولكن تم تصميم أسبوع كامل للإحتفال تحت شعار الاستثمار البيئى برعاية رئيس مجلس الوزراء، حيث بدأنا جولة اليوم فى الإسكندرية بزيارة مجموعة من المصانع من مدينة السادات حتى مدخل الإسكندرية، لتسليط الضوء على الدعم الذي تقدمه الوزارة للمنشآت الصناعية لتوفيق أوضاعها البيئية، وفهم أهمية مراعاة البعد البيئي في تحقيق عائد اقتصادي لهم وقيمة تنافسية لمنتجهم، وأيضا زرنا منظومة المخلفات فى الإسكندرية من خلال شركة نهضة مصر، حيث قدم العاملين في المنظومة نموذج ملهم للاستثمار في البشر، حيث الدولة اهتمت الدولة بالعاملين في منظومة إدارة المخلفات في الجمهورية بتوفير مظلة تأمينية ومسميات وظيفية تدرج في بطاقة الرقم القومي.
وأضافت وزيرة البيئة أن مفهوم الاستثمار البيئى يرتبط فى اذهان البعض بالتمويل والشراكة والقطاع الخاص، ولكن تعريفنا للاستثمار البيئى يبدأ بالإستثمار فى الموارد البشرية، سواء من خلال اتاحة الفرصة لمجتمع محلى أو شباب لتقديم أفكار ومبادرات، أو تشجيع طلاب المدراس على تقديم أعمال فنية ترتبط بالبيئة، أو تشجيع استثمار لقطاع خاص يعى أهمية البيئة، أو مواطن عادى يهتم بسلوكيات بسيطة كتغير إضاءة منزله للمبات موفرة للطاقة.
وقالت وزيرة البيئة "في ظل ما تظهره التقارير بأن البحر المتوسط من أكثر البحار تلوثا بالمخلفات البلاستيكية، قدم شباب مصر اليوم رسالة للعالم بما ينفذه من حملات نظافة الشواطئ البحر المتوسط وجمع كم كبير من المخلفات البلاستيكية، واستكمال رحلتهم على مدار الأسبوع، مصر قدمت التزام طوعي بحماية البيئة والسواحل والتنوع البيولوجي"
ولفتت الوزيرة إلى أن التواصل المباشر مع أصحاب المصلحة وضع أمام أعيننا حقائق هامة توضح اختلاف طبيعة كل منطقة في التعامل مع الأكياس البلاستيكية ومدى ارتباطها باستخدامها، سواء في بداية رحلة مواجهة مخلفات البلاستيك في الإسكندرية من سنة ونصف بشكل غير تقليدي بالتعاون مع فريق بانلاستيك، من خلال زيارة محال شارع فؤاد أحد أهم الشوارع التاريخية في الإسكندرية، والتحدث مع أصحابها حول أضرار الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام على البيئة والصحة والتعرف على أسباب استخدامهم لها، وأيضا خلال جولتنا بمدينة الغردقة لتوزيع حقائب من القماش في سوق الخضار كبديل للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، لنجد أن ثقافة المواطن في ارتباطه باستخدام هذه الأكياس أحد عوائق الحد من استخدامها.
وأوضحت الوزيرة أن الزيارات الميدانية والجولات مع المواطنين وأصحاب المحال ساعدتنا بشكل كبير عند وضع الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، حيث كان الحل الحقيقي هو زراعة السلوكيات البيئية في النشء منذ البداية، لذا تعاونت وزارتا البيئة والتربية والتعليم في وضع منهج تعليمي بيئي يعلم الأطفال المصطلحات البيئية بطريقة مبسطة، واتاحة الفرصة للشباب لاستثمار طاقاته في مواجهة هذا التحدي، وأيضا ضرورة عدم الاكتفاء بالدور التنظيمي فقط، ولكن الاستماع إلى المواطنين عن قرب، لذا جاء تصميم الاحتفال بيوم البيئة العالمي هذا العام بأسبوع دعم الاستثمار البيئي من خلال زيارات لمختلف المحافظات للاجتماع مع مختلف أصحاب المصلحة.
واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الاحتفالية عدد من المشروعات التى تنفذها وزارة البيئة بالتعاون مع شركاء التنمية للحد من المخلفات البلاستيكية، ونتائج النظم الساحلية والبحرية الانظف في مصر والمنفذ بالتعاون مع البنك الدولي من خلال برنامج الاقتصاد الأزرق لرفع الوعى حول مخاطر المخلفات على البيئة البحرية، وعرض نتائج حملات النظافة ورفع الوعي في الإسكندرية وشرم الشيالتي تمت في إطار المشروع بالتعاون مع شركة بانلاستيك، وأيضا حملات نظافة الشواطئ بالتعاون بين وزارة البيئة و سفارة الهند بمحمية نبق في إطار رئاسة الهند لمجموعة العشرين.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى التعاون المثمر مع منظمة اليونيدو UNIDO وحكومة اليابان للحد من من التلوث بالبلاستيك من خلال مشروع دعم تعزيز ممارسات الاقتصاد الدوار في سلسلة القيمة في انتاج البلاستيك أحادي الاستخدام، حيث عرض الدكتور أحمد رزق مدير المشروع ملامح عن مرجعية المشروع والهدف منه، وهو دعم مصر نحو نماذج انتاج واستهلاك البلاستيك مستدامة وصديقة للبيئة، بتعزيز ممارسات الاقتصاد الدوار في صناعة البلاستيك أحادي الاستخدام بما فيها التغليف التعبئة للتقليل من مخلفات البلاستيك المتولدة، كما عرض مخرجات المشروع حتى الآن والأنشطة الحالية والمستقبلية.
واستمعت وزيرة البيئة لعرض حول مشروع تومالي وهو "مساهمة الإدارة المستدامة للمخلفات الناتجة من القطاع السياحي في حماية النظام البيئي البحري" والمنفذ بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، قدمه الدكتور علاء عبد الباري نائب رئيس الأكاديمية للدراسات العليا والبحث العلمي حول المشروع، تناول فيه مخاطر المخلفات البحرية على قطاع السياحة والصيادين والاقتصاد، وهدف المشروع الخاص بتقليل المخلفات الناتجة عن قطاع السياحة في عدد من المناطق، والعمل على إعادة استخدام وتدوير اكبر قدر من تلك المخلفات للوصول لتقليل مستدام للمخلفات البحرية، كما عرض رؤى المشروع والحلول المقترحة.
ومن جانبه، أكد المهندس سامح رياض رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالإسكندرية على خطورة المخلفات البلاستيكية أحادية الاستخدام على البيئة، مما دفع وزارة البيئة بالتعاون مع محافظة الإسكندرية لتنفيذ عدد من المشروعات للتعامل مع مشكلة المخلفات البلاستيكية، بإطلاق مبادرة الاسكندرية خالية من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام وتفعيلها في جميع الجهات داخل المحافظة، بهدف تقليل استهلاك الاكياس البلاستيكية من ٥٠٠ او ٧٠٠ كيس للفرد في السنة إلى ٥٠ كيس للفرد في السنة وذلك بحلول عام ٢٠٣٠، وأضاف أنه في إطار احتفال وزارة البيئة ليوم البيئة العالمي لعام ٢٠٢٣ قامت محافظة الإسكندرية بالعديد من الانشطة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية من اجل التوعية بالمخلفات البلاستيكية احادية الاستخدام، وتنظيم ماراثون لنشر الوعي بخطر هذه المخلفات.
وفي نهاية الحفل، قامت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الحفل بتوزيع جوائز مسابقة الفندق الأفضل في ادارة المخلفات البلاستيكية.